تعرف على صفات المنافقين.

الكاتب: حنان حوشان -
تعرف على صفات المنافقين.

تعرف على صفات المنافقين.

 

النفاق

 
يُعرّف النفاق لغةً على أنه إظهار الإنسان عكس ما يُبطن،[] ومن الجدير بالذكر أن كلمة النفاق اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص قبل الإسلام، وقد اختلف علماء اللغة في أصل كلمة النفاق، حيث قال بعضهم إن أصل التسمية مشتق من النفق، وهو السرب في الأرض، وقد أُطلقت هذه التسمية على المنافق لأنه يستر كفره ويغيّبه كالذي يستتر في النفق، وقال بعضهم الآخر إن أصل التسمية من نافقاء اليربوع، حيث إن لليربوع جحرٌ يُسمى بالنافقاء، وآخر يُسمى بالقاصعاء، وفي حال ملاحقته من أحد الجحرين يخرج من الآخر، وكذلك المنافق يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه.
 
 
وقيل إن التسمية نسبة لنافقاء اليربوع، ولكن وجه التشبيه هو إظهار عكس ما يبطن؛ إذ إن اليربوع يحفر في جحره حتى يقترب من ظاهر الأرض فيترك قشرة رقيقة، حتى لا يعلم أحد مكان ذلك المخرج، وإذا شعر بخطر ما دفع التراب برأسه وخرج، فظاهر جحره كالأرض وباطنه حفرة، وكذلك المنافق ظاهره الإيمان وباطنه الكفر، وأما اصطلاحاً فيُعرّف النفاق على أنه إبطان الكفر وإظهار الإيمان، أو القول باللسان خلاف ما في القلب والاعتقاد.[]
 
 
 

صفات المنافقين

 
قسّم الله -تعالى- الناس في سورة البقرة إلى ثلاثة أقسام، وهم المؤمنون، والكافرون والمنافقون، وذكر صفات كل قسم منهم، وركّز على صفات المنافقين لأن خطرهم على المجتمع الإسلامي يفوق خطر العدو الظاهر، وفيما يأتي تسليط الضوء على أبرز صفات المنافقين:[]
 
قلوبهم مريضة: فمن صفات المنافقين أن في قلوبهم مرض يحرفهم عن طريق الإيمان، مصداقاً لقول الله تعالى: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)،[] مما يجعلهم جبناء لا يستطيعون مواجهة أهل الإيمان وإعلان موقفهم في إنكار الحق، فيبقون مذبذبين فلا هم قادرون على إعلان الإيمان الصريح، ولا هم قادرون على المواجهة.
تولي الكفار ومعاداة المؤمنين: حيث إن المنافقين بجهلهم ونظرتهم الدنيوية المحدودة، يظنون أن العزة عند الكافرين، ولذلك يتولّونهم طالبين العزة عندهم، وفي الحقيقة إن العزة لله سبحانه وتعالى، وقد دلّ على هذه الصفة قول الله تعالى: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا* الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).[]
رفض التحاكم إلى شرع الله والتحاكم إلى الطاغوت: حيث إن المنافقين يصدّون عن حكم الله -تعالى- لأنه لا يوافق أهواءهم، ولا يحقق رغباتهم، فلا يُسلّمون لشرع الله، ويصدّون عنه، ويحاربونه، ويتخذون قوانين البشر الوضعية ديناً لهم، فيلتزمون بها ويعملون من أجلها، لا سيما أنها تتوافق مع أهوائهم ومصالحهم، مصداقاً لقول الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا* وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا)]
السخرية من المؤمنين: فمن صفات المنافقين أنهم يسخرون من المؤمنين ومن دينهم، حيث يلمزون أهل الإيمان ويصفونهم بالسّفه بسبب إيمانهم بالله، فيستغلون كل فرصة تتاح للطعن بالمؤمنين والغمز في دينهم، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ)،[] وفي المقابل يعظّم المنافقون الكفار وأهل الكتاب ويوالونهم، لأن الكفر ملة واحدة وإن تعددت أشكاله.
الإفساد وادّعاء الإصلاح: فقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم من صفات المنافقين أنهم يفسدون في الأرض ويدّعون الإصلاح، مصداقاً لقوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ)،[] حيث يفسدون في الأرض بنشر الرذيلة وتشجيع الناس عليها، ويفسدون أخلاق الناس بالدعوة إلى الانحلال والانسلاخ من القيم، بحجة التحرر من الموروثات البالية، ثم يدعون الإصلاح، ويرجع السبب في عدم شعورهم بما يقومون به من الفساد إلى اختلال الموازين، فميزان الخير والشر، والصلاح والفساد، والمنكر والمعروف في نفوسهم لا يستند إلى مبدأ أو قاعدة شرعية، وإنما يتأرجح حسب مصالحهم وأهوائهم.
إظهار الإيمان وإبطان الكفر: حيث إن المنافقين يشهدون بألسنتهم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- حق، ويُظهرون إسلامهم، بل ويُشهدون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)،[] وبما أنهم يُظهرون الإسلام تجري عليهم أحكام المسلمين، ويدخلون في عداد أهل الإسلام، وهم في الحقيقة أشد كفراً من الكفار الأصليين، ولذلك تجدهم بوجهين؛ وجه إسلامي يلقون به المؤمنين، ووجه إجرامي يلقون به الكفار، وقد فضحهم الله -تعالى- في القرآن الكريم حيث قال: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)، ويكون استهزاء الله -تعالى- بهم في الدنيا بفضحهم للمؤمنين وكشف ما تخفيه صدورهم، وفي الآخرة بالعذاب الشديد.
 
 

أنواع النفاق

 
النفاق أشد خطراً من الكفر، وفتنته أشد وقعاً على الإسلام وأهله، ولذلك توعد الله -تعالى- أهل النفاق بالدرك الأسفل من النار، ومن الجدير بالذكر أن النفاق ينقسم إلى نوعين، وفيما يأتي بيانهما:[]
 
النفاق الأصغر: وهو ما يُسمى بالنفاق العملي، وهو القيام بعمل من أعمال المنافقين، مع بقاء أصل الإيمان في القلب، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من النفاق لا يُخرج صاحبه من الملة، ولكنه يُعد وسيلة إلى ذلك، وصفات النفاق الأصغر هي الكذب في الحديث، والغدر في العهود، وإخلاف الوعود، وخيانة الأمانة، والفجور عند المخاصمة.
النفاق الأكبر: وهو ما يُسمى بالنفاق الاعتقادي، حيث يُظهر صاحبه الإيمان ويُبطن الكفر، وهو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الجدير بالذكر أن النفاق الأكبر يوجب الخلود في الدرك الأسفل من النار، لأن الله -تعالى- كفّر مرتكبه، ووصفه بالشرور كلها، ومن صور النفاق الاعتقادي تكذيب الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو بعض ما جاء به، أو بغض النبي -عليه الصلاة والسلام- أو بعض ما جاء به، أو كراهية انتصار الإسلام والفرح بانخفاضه، أو عدم اعتقاد وجوب طاعة النبي عليه الصلاة والسلام.
 
 
شارك المقالة:
75 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook