كثرة المدن التركية على اتساع خارطتها، وتنوع طبيعة هذه المدن جعل كل مدينة فيها تتخصص بصناعة معينة أو إنتاج معين من النباتات، لذا تجد تنوع مصادر تركيا من النباتات والصناعات على كثرة تنوع هذه الصناعات في مدنها، رغم إن هنالك كثيراً من المحافظات تنتج نفس أنواع النباتات لكن الجودة ستختلف تبعاً للأجواء المناخية، وكذلك في الصناعات فالصناعة تختلف من منطقة لأخرى، وأغلب المهن والصناعات وخصوصاً اليدوية منها هي مرورث من الآباء والأجداد إلى أبنائهم ولا يزالوا يحافظون عليها، لذا ترى أن تجارتهم لا زالت مستمر رغم تقادعم العصور، ومن هذه الصناعات والمهن اليدوية والتي سنتحث اليوم عنها صناعة السجق والحلقوم في مدينة أفيون التركية.

سجق أفيون مصنون من خليط اللحوم مع التوابل التي تشتهر بها المدينة، وقد أصبح ماركة مسجلة في داخل تركيا وخارجها، تنتج أفيون نصف حاجة تركيا من السجق وهذا حقق لها دخل وصل إلى مئة مليون دولار العام الماضي.

مصانع السجق يعمل فيها نحو خمسة آلاف شخص وتنتج أنواعاً مختلفة تصدر أيضاً لعدة بلدان وخصوصاً تلك التي يكثر فيها المغتربون الأتراك الذين يفضلون نكهته المميزة بلحوم مدينة أفيون.

أحد عمال هذه المهنة قال (وفرة الثروة الحيوانية في المدينة جعلت أفيون متميزة في قطاع اللحوم ومنتجاتها، ويعد السجق أبرزها).

كما تبرز في هذه المدينة أيضاً صناعة الحلقوم كأشهر المنتجات التي اقترنت باسم هذه المدينة، حيث أن القشطة المصنوعة من جليب الجاموس الموجود في المدينة يشكل مع الحلقوم نوعاً من الحلوى لا يجد إلا فيها. ويشتهر بصنعه عدد من المهنيين ممن توارثوا صنعته من الآباء والأجداد وما زالوا يحافظون عليه حتى الآن. يخبرنا أحد الصناع: (حلويات أفيون متوارثة منذ عشرات السنين تتميز بطريقة صنعها ونكهتها وفيها نوع من الحلقوم بالقشدة لا يصنع إلا هنا بفضل وجود حليب الجاموس الذي يكثر في أفيون).

اعتاد زوا هذه المدينة والتي تقع على مفترق الطرق بين اسطنبول وأنقرة وإزمير على شراء منتجات المدينة التي تصدر الحلقوم والقشدة بمختلف أنواعها إلى كافة بلدان العالم وخاصة الدول العربية، حجم هذه الصادرات بلغ ثلاثة مليون دولار في الأشهر التسعة الأخيرة. أفيون بلدة القشدة والحلقوم والسجق لكن الأهم أن أهل المدينة يعتقدون بمقولتهم الشهيرة: (إذا أكل الانسان قطعتين من حلقوم أفيون بعد وجبة الغداء فإنه سيتمتع بصحة جيدة). لكن هذا الكلام لم يثبت علمياً ولا من قبل الأطباء، ويسعى أهل المدينة لإثباته لجلب شهر أكبر إلى مدينتهم وما تنتجه أيديهم من هذه المواد.