يعد المخزون السلعي الذي تمتلكهالشركاتفي مستودعاتها أحد أهم العناصر في عملياتها التجارية، حيث تحاول الشركات توفير الكميات المناسبة من المخزون السلعي من أجل ضخ هذه الكميات الإنتاجية إلى الأسواق بشكل دائم، كما تهتم الشركات بحصر كميات المخزون السلعي وجرد هذه الكميات بطريقة توفر لها الحماية وتساعدها على توزيع تكلفة المخزون على المدد الزمنية التي تم إنتاج المخزون فيها، ووفقًا للعمليات والإجراءات المحاسبية فإن هناك مجموعة من الطرق التي تستخدم لجرد المخزون السلعي، ومن أبرز هذه الطرق: طريقة الجرد الدوري، وطريقة الجرد المستمر، ويعد مخزون أول المدة من المصطلحات المحاسبية التي تتداخل مع طرق وعملياتجرد المخزونالسلعي، وفي هذا المقال سيتم تناول مفهوم مخزون أول المدة.
يطلق مفهوم مخزون أول المدة على تلك القيمة المادية التي يكون عليها المخزون الذي تتوفر عليه مستودعات الشركة في بداية الفترة المحاسبية، وقد يختلف مضمون المخزون نفسه من شركة إلى أخرى حسب طبيعة النشاط الإنتاجي والتجاري الذي تمارسه الشركات، على أن يتم تقييم ما تحتوي عليه مستودعات الشركة بالوحدة النقدية المستخدمة في تلك الدولة، ويعد مخزون أول المدة من أهم الأرقام التي تهتم بها إدارة المستودعات في الشركات، والتي تعطيهم تصوّرًا عن قيمة المخزون السلعي في بداية السنة المالية، ومدى حاجة هذا المخزون إلى التغذية من خلال زيادة كمياتالإنتاجبشكل مناسب، فضلًا عن دور مخزون أول المدة في التأثير على السياسات المستخدمة في عمليات البيع، بحيث يتم التخلص من المخزون السلعي المتراكم.
وهناك مجموعة من المؤشرات التي تعكسها كميات المخزون في أول المدة المحاسبية، ومن أهمها أنه في حال وجود كميات كبيرة من المخزون فإن ذلك قد يدل على وجود بطء في بيع البضاعة بدليل عدم حدوث تغييرات كبيرة في كميات المخزون السلعي، وعلى العكس تمامًا فعند وجود كميات ضئيلة من المخزون السلعي في بداية المدة المحاسبية فهذا يدل على حالة نشطة منالمبيعاتالتي تستهلك المخزون السلعي باستمرار، كما يعطي مخزون أول المدة بعض المؤشرات على عمليات التوريد إن كانت تسير بالشكل المطلوب والمخطط له أو أن هناك مشكلات في عمليات توريد المخزون السلعي والتي بدورها تؤثر على كمية السلع الموجودة في المستودعات الخاصة بالشركة، مما قد يعثّر بعض عمليات البيع مستقبلًا لنفاد مخزون بعض السلع.
ومن الناحية النظرية فإن مخزون أول المدة يساوي مخزون نهاية المدة المنقضية، بمعنى أن ما تبقى من مخزون السنة المالية المنتهية يتم ترحيله تلقائيًا ليكون رصيدًا افتتاحيًّا للمخزون في السنة الماليّة الجديدة، ويجري على مخزون أول المدة العديد من حركات السحب والإضافة بحيث يتغير المخزون كميًّا ورقميًّا خلال السنة المالية الجديدة،ويمكن لمخزون آخر المدة الذي يتم ترحيله ليصبح مخزون أول المدة في السنة المالية الجديدة أن يتخذ عدة صور مختلفة، حيث يمكن أن يكون مواد أولية لم يتم تصنيعها بعد، وقد تكون بضاعة تحت التصنيع ولم يتم الانتهاء من كافة الأعمال الخاصة بتحويلها إلى سلع صالحة للبيع والاستهلاك، وقد تكون بضاعة تامة الصنع بقيت في مستودعات الشركة حتى نهاية الفترة المحاسبية دون أن تُباع.
تظهر الفروق بين رصيد أول المدة ورصيد آخر من من خلال مجموعة من التصورات والاستخدامات والمفاهيم المحاسبية لكل منهما، حيث يسهم مخزون أول المدة ومخزون آخر المدة في فهممحاسبةالمخزون وما يتم فيها من إجراءات تسهم في تتبع كميات التوريد والسحب على المخزون السلعي الذي تمتلكه الشركات خلال فترة محاسبية محددة، وفيما يأتي بيان الفرق بين مخزون أول المدة ومخزون آخر المدة: