تتميّز فَصيلة الخيليّات (Equids) التي تضمّ كلّاً من الخيول، والحمير، والحُمُر الوحشية بالقُدرة على النوم في وضعية الوقوف، كما يُمكِن للخَيول أن تَنام وهي مُستلقيةً على جانبها، ولكن لفترةٍ لا تَتجاوز 15-20 دقيقة تقريباً في المرّة الواحدة؛ وذلك لأنّ الاستلقاء لفترةٍ أطول قد يُسبّب لها مَشاكل في تدفّق الدم نظراً لوزن جسمها الكبير، وقد تطوّرت قُدرة الخيل على النوم واقفةً كوسيلةٍ للبقاء في حالة تأهّبٍ وتنبّه من الحيوانات المفترسة، إذ إنّ استقامة ظهره إذا كان نائماً بوضع الاستلقاء لن تمكّنه من الوقوف والهرب بسرعة عند تَعرُّضه لهجومٍ.
يكمن السبب في قدرة الخيول على النوم وهي واقفة في التركيب الخاص لعَضلات الأطراف، والأربطة، والأوتار التي تُحافِظ على تثبيت واستِقامة المَفاصل في مكانها، ممّا يمكّنِ الخيول من الوقوف دون بذل الكثير من الجهد والطاقة، وفي هذا النمط من النوم يكون الحصان مُستنداً على ساقيه الأماميتين، وواحدة من الساقين الخلفيتين، بينما تكون السَّاق الخلفية الأخرى في وضع استرخاء، ويتمّ التبادل بين السَّاقين الخلفيتين كلّ بضع دقائق للحدّ من التعب، ويجدر بالذكر أنّه أثناء نومِ الحِصان تَستَرخي أذناه، وتَكون أعينه مُغلَقة، وقد تَتدلّى شِّفته السفلية، وفيما يأتي أهمّ العوامل التي تساعد الحصان على النوم في وضعية الوقوف:
بالرّغم من قدرة الحصان على النوم في وضعية الوقوف، إلّا أنّه يتمكّن من النوم بشكل أعمق إذا كان مستلقياََ، إذ يزداد نشاط الدماغ في هذا النمط، ويقلّ توتّر عضلات الجسم بشكل كبير، وقد يؤدّي حرمان الحصان من الاستلقاء والنوم العميق إلى الشعور بالتعب والنعاس فيسقط على ركبتيه فجأة، ممّا يسبّب له رضوضاً في الركبتين والكاحلين، وقد تمتنع الخيول عن النوم في وضعية الاستلقاء رغم حاجتها لذلك عندما تشعر أنّها غير آمنة وعرضة للحيوانات المفترسة، أو بسبب إصابتها بآلام في العظام والعضلات، وذلك لأنّ الحركة في الصعود والهبوط قد تسبّب لها مزيداََ من الألم، ولكن في المقابل يمكن أن تلجأ بعض الخيول التي تعاني من آلام للاستلقاء لفترات طويلة، ومن الأسباب الأخرى التي تدفع الخيول للاستلقاء لفترات طويلة الإصابة بالضعف والإجهاد العام، والمغص، وبعض الاضطرابات العصبيّة.
تَعتمد مدّة وطريقة نوم الحصان على عدّة عوامل، منها:
تحتاج الخيول كغيرها من الثدييات نوماً عميقاً من أجل المحافظة على الأداء العقلي والجسدي السليم، ولذلك فهي تلجأ للاستلقاء على الأرض بين ساعتين إلى ثلاث ساعات في الليلة، وذلك على عدّة فترات قصيرة يبلغ كلّ منها 10-20 دقيقة تقريباً، ويجدر بالذكر أنّ الخيول التي لا تتمكّن من النوم بعمق على مدار عدّة أسابيع ستعاني فيما بعد من آثار سلبية ستنعكس على أدائها البدني، وقد تؤدّي إلى الانفعال وظهور بعض المشاكل السلوكية، ونظراً لأهمية النوم للخيول فإنّه يتوجّب على مربي الخيل توفير بيئة آمنة ومناسبة تشجّعه على النوم، وقد يكون ذلك بوضع أكثر من حصان معاً في مكان النوم؛ لأنّ الخيول لا تستلقي إلّا إذا كانت تشعر بالآمان بوجود خيول أخرى يقظة يمكن أن تحميها أثناء الاستلقاء، بالإضافة إلى إبعاد الخيول العدوانية التي يمكن أن تحرم غيرها من النوم، وزيادة حجم المساحة المتاحة للنوم، واختيار موقع بعيد عن الضوضاء