تعرف على عاصمة موريتانيا

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على عاصمة موريتانيا

 

 

تعرف على عاصمة موريتانيا

 

موريتانيا هي دولة عربية تتواجد في شمال قارة أفريقيا ورسمياً هي الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وتطل على شاطئ المحيط الأطلسي، حيث يحدها من الجنوب السنغال، ومن الشرق إقليم أزواد ومن الشمال الصحراء الغربية والجزائر ومن الجنوب مالي، وموريتانيا منذ آلاف السنين تعتبر نقطة وصل بين العالم العربي والإفريقي وحيث تجمع الصحراء بين ثقافات وأعراف مختلفة منها إفريقية ومنها أمازيغية ومنها عربية، ويرجع تسمية موريتانيا إلى العصر الروماني، حيث كان يُطلق اسم موريتانيا على مناطق شمال أفريقيا وكان يوجد دولتان يطلق عليهما موريتانيا القيصرية وموريتانيا الطنجية، وفي عهد المشروع الاستعماري الفرنسي اختار قائد الحملة كزافييه كابولاني اطلق اسم موريتانيا على البلاد الواقعة بين السنغال والمغرب، وكلمة موريتانيا تعني أرض الرجال السُمر.

 

نواكشوط

نواكشوط هي عاصمة موريتانيا وأكبر المدن فيها، وهي أكبر المدن في الصحراء الكبرى وهي المركز الإداري والاقتصادي، وتم في 5 مارس 1958 بوضع حجر الأساس للعاصمة المختار ولد داداه وهو أول رئيس لموريتانيا والرئيس الفرنسي شارل ديغول، حيث أحدث ذلك فرقاً كبيراً فبعد أن كانت نواكشوط قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكنها 300 نسمة وتفتقر إلى أبسط الأشياء من ماء صالح للشرب ونقص في الأمطار، تحولت سريعاً إلى أهم المدن في جمهورية موريتانيا، وذلك قبل الاستقلال بثلاث سنوات وتصبح عاصمة الدولة الناشئة.

 

تاريخ نواكشوط

يعود أول سكن بشري في نواكشوط إلى العصر الحجري، حيث استقرت بها قبائل من السود القادمة من شرق وجنوب قارة أفريقيا، وهاجرت قبائل أمازيغية قادمة من شمال افريقيا إلى المنطقة في الألفية الأولى قبل الميلاد وهيمنت على السكان السود، وقد قاموا بجلب الجمال والجياد معهم التي سهلت عملية التبادل التجاري، وفي الألفية الأولى بعد الميلاد سيطر أمازيغ صنهاجة على المنطقة التي تطلّ على المحيط والطرق التجارية الصحراوية.


اجتاحت قبائل عربية نواكشوط في بداية القرن الثالث عشر، واستقرت القبائل في القرن السادس عشر منها قبيلة بني حسان التي يعود أصلها إلى مصر، ولكنها واجهت معارضة قوية من القبائل الأمازيغية ولكن تمت السيطرة عليها فيما بعد، وفي القرن الحادي عشر دخلت موريتانيا الإسلام، وكانت دولة غانا التي كانت عاصمتها كومبي صالح هي أول دولة إسلامية في ذلك الجزء من الأرض في القرن الرابع الهجري والتي تقع في شرق موريتانيا، وكان للمسلمين صلة قوية بها، وكانت نواكشوط نقطة مهمة جداً في نشر الإسلام حيث أقام فيها عودة يحيى وعبد الله بن ياسين معسكراً أطلقا عليه اسم (الرباط) وأصبح مركزاً هاماً لنشر الدين في الشمال والجنوب.


أمّا تاريخ نواكشوط الحديث يؤكد أن عدد سكان المدينة وصل إلى 15 ألف نسمة في 5 سنوات وذلك بعد بناء العاصمة، وأصبحت مركزاً للإدارات والخدمات، وأدى الجفاف الذي ضرب موريتانيا في السبعينات إلى توجه مئات الأسر نحو العاصمة وهذا أدى إلى تضاعف أعداد السكان بشكل سريع، وفي عام 1976م قامت جبهة البوليساريو بمهاجمة المدينة كجزء من حركة استقلال الصحراء الغربية، مما أدى إلى ازدياد التوترات العرقية بين العرب والسود، وشهدت البلاد نمواً سريعاً خاصة بعد الجفاف الذي ضرب شمال أفريقيا والذي اشتد في عام 1980 فاضطر العديد من السكان الهجرة إلى نواكشوط العاصمة للبحث عن حياة أفضل، حيث كان عدد السكان لا يتجاوز المليون في عام 2000، ووصل إلى 2 مليون في عام 2008.

 

الثقافة في نواكشوط

تضمّ العاصمة نواكشوط حركة ثقافية هامة جداً رغم الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها وقلة البنية التحتية، إلّا أنّه يوجد بها العديد من المعارض التشكيلية ومعارض النحت والتصوير والفنون الجميلة والفنون المسرحية والحفلات الموسيقية التي تكون على مدار السنة، وتتمّ أكثر النشاطات حول دور الشباب والمراكز الثقافية الأجنبية والملاعب الرياضية، وتقوم مدينة نواكشوط باستضافة مهرجانات سينمائية تقوم بعرض الأفلام التي تم انتاجها محلياً أو إقليمياً أبرزها (مهرجان نواكشوط السينمائي) الذي يتم تنظيمه كل عام من قبل مؤسسة (دار السينمائيين الموريتانيين)، وتقوم المدينة على استضافة مهرجانات شعرية أهما (مهرجان موريتانيا الشعري) الذي يقام بشكل سنوي فبعضها يكون للشعر العربي باللغة الفصحي وأخرى تكون للشعر باللهجات المحلية.

 

التعليم في نواكشوط

الجامعة الوحيدة في موريتانيا توجد في العاصمة نواكشوط وتسمّى (جامعة نواكشوط) وتم تأسيس هذه الجامعة في عام 1981 ويبلغ عدد طلابها ما يقارب 8.000 طالب، يوجد بالجامعة أربع كليات، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، كلية العلوم والتقنيّات، كلية الطب، كلية العلوم القانونية والاقتصادية، ويوجد للجامعة تأثير كبير على المدينة حيث لعبت دور هام في التعليم، وتشمل المدينة على مرافق التعليم العالي الأخرى كالمدرسة الوطنية للإدارة، والمعهد الوطني للدراسات الإسلامية المتقدّمة، ويوجد الكثير من المدارس الابتدائية والثانوية من أبرزها المدرسة الأمريكية الدولية، وثانوية تيودور مونو الفرنسية.

 

اقتصاد نواكشوط

يوجد في نواكشوط العديد من الشركات التي تعمل على إنتاج المنتجات الغذائية والمبيدات الحشرية والأسمنت والتطريز والسجاد إلى جانب المنتجات الحرفية، ويعتبر تصدير النحاس مهم للمدينة والتي تقوم بتصديره عبر ميناء المدينة، في العام 2000 كان في العاصمة نواكشوط أكثر من 30 مصنع متوسط الحجم، وتحتوي المدينة على شركات إدارية ومالية مهمة، وقبل أن تُغلق الخطوط الجوية الموريتانية كان مقر شركة موريتانيا للطيران في العاصمة نواكشوط.

 

السكان في نواكشوط

تتعدد وتتنوع الأعراق التي تسكن العاصمة نواكشوط، فتجد منهم العرب ومنهم الأفارقة وأيضاً الأوروبيين من الذين هاجروا واستوطنوا في المدينة عبر فترات مختلفة من الزمن، ويوجد الكثير من السياح والعمال التابعين للشركات الأجنبية التي تقوم بالاستثمار في موريتانيا والغالبية منهم من إسبانيا وفرنسا، أما العرب في نواكشوط فهم الأغلبية وهم السكان الأصليين، وفي الستينات والسبعينات قامت أسر عربية من شرق الوطن العربي بالهجرة إلى نواكشوط من لبنانيون وفلسطينيون ويوجد الكثير من الجاليات العربية حيث تجد مصريون وتونسيون وسوريون وجزائريون ومغربيون، ويوجد جاليات أفريقية غالبيتهم من أفريقيا الغربية مثل نيجيريا، مالي، غانا، السنغال والعديد من الدول.

 

السياحة في نواكشوط

يُعد شاطئ نواكشوط من أجمل الشواطئ التي تطل على المحيط الأطلسي؛ لأن نواكشوط تتميز بمناخها المعتدل يؤدي ذلك إلى زيادة أعداد الوافدين إلى الشاطئ وخاصة في الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة، وينجذب السياح في نواكشوط إلى العديد من الأسواق مثل سوق الفضة، وأيضاً المنشئات مثل المتحف الوطني للعاصمة، إلى جانب شاطئ البحر الذي يتم فيه تخصيص قوارب الصيد التي يُمكنك شراء أنواع كثيرة من الأسماك الطازجة منها، ويوجد في المدينة المكتبة الوطنية والأرشيف الوطني الذي يجذب الكثير من السياح والطلاب الذي يدرسون في جامعتها، وتعتبر نواكشوط هي المركز الرئيسي الذي تنطلق منه رحلات الاستكشاف التي تضم خبراء ومهتمين بعلم الفلك، حيث تعد موريتانيا المكان الرئيسي لتوزيع العالم من النيازك.


تحتوي نواكشوط على مساجد كثيرة من أهمها مسجد نواكشوط الذي يعتبر من أضخم المساجد فيها والتي قامت بنائه المملكة العربية السعودية، وعلى الرغم من أن دين الدولة الموريتانية هي الإسلام إلّا أنّ نواكشوط يوجد بها كاتدرائية القديس يوسف، وهي كاتدرائية كاثوليكية التي تأسست عام 1965م وهي موطن لأبرشية الروم الكاثوليك في نواكشوط.

شارك المقالة:
156 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook