تعرف على عملية زراعة البنكرياس كيفيتها ومخاطرها

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على عملية زراعة البنكرياس كيفيتها ومخاطرها

 

 

تعرف على عملية زراعة البنكرياس كيفيتها ومخاطرها

 

تُعد عمليّة زراعة البنكرياس Pancreas Transplant من العمليّات الّتي يتم إجراؤها كخيارٍ أخير وعلاج رئيس للأشخاص الّذين يُعانون من مرض السكّريّ النوع الأول Diabetes Type1 الّذي يكون سببه نقص الإنسولين، ولكنّه لا يُستخدم للسكّريّ النوع الثاني Diabetes Type2 الّذي يكون سببه مقاومة الخلايا للإنسولين إلّا في بعض الحالات، بدأت أوّل عمليّة زراعة للبنكرياس البشريّ سنة 1966، ثم توالت بعدها عمليّات الزرع الناجحة، والهدف العام من هذه الجراحة هو إعادة مستويات الجلوكوز في الدّم إلى نسبتها الطبيعيّة؛ وذلك حيث يعمل البنكرياس المزروع على إنتاج الإنسولين الّذي يقاوم وجود الجلوكوز في الدّم، وتتم أحيانًا زراعة البنكرياس للقضاء على بعض السرطانات، وفي هذا المقال، سيتم توضيح أبرز الأسباب الّتي تدفع المرضى للقيام بعمليّة زراعة البنكرياس، إضافةً إلى طرق الاستعداد لها والنتائج المنتظرة منها والمخاطر الّتي قد يقع فيها البعض عند إجراء العمليّة، وغيرها من المعلومات.

 

 

 

أسباب إجراء عملية زراعة البنكرياس

يتم إجراء هذه العمليّة لاستعادة مستوى الإنسولين الطبيعيّة في الدّم، والتحكّم في نسبة وجود السكّر داخله، خاصّةً لمرضى السكّري، ولكن، لا تُعد هذه العمليّة خيارً أوليًّا، وغالبًا ما تكون الأعراض الجانبيّة للأدوية الّتي تُعطى لكبح الرفض المناعي للعضو المزروع أخطر من المرض ذاته، ولكن يوجد بعض الحالات الّتي قد يُفكّر الأطباء بخيار الزراعة لهم، ومن أبرز أسباب إجراء عمليّة زراعة البنكرياس ما يأتي:

 

  • الحالات الّتي تعاني من مرض السكّري النوع الأول، حيث لا يمكن معالجة هذه الحالات بالأدوية أو الإنسولين الصناعي.
  • حدوث تفاعلات لهرمون الإنسولين بصورةٍ متكرِّرة.
  • تلف شديد في الكلى.
  • ضعف دائم في السيطرة على مستويات السكّر في الدّم.
  • تُجرى عمليّة الزراعة لمرضى السكري النوع الثاني أحيانًا حينما يعاني المرضى من انخفاضٍ في إنتاج الإنسولين إضافةً إلى مقاومته من قبل الخلايا، وتتم عمليّة زراعة البنكرياس لحوالي 10% من الأشخاص الّذين يعانون من السكّري النوع الثاني فقط.
  • وبتفاوت الأسباب المؤدّية لزراعة الكلى تتفاوت نوعيّة عمليّة الزراعة، حيث تبرز أنواع عمليّات الزراعة بأربع طرقٍ مختلفة، فتكون الطريقة الأولى بزراعة البنكرياس لوحده، وتُعتمد هذه الطريقة للأشخاص المصابين بمرض السكّري دون مشاكل أو بوجود مشاكل بسيطة فقط، أمّا الطريقة الثانية فتقوم بعمليّة زراعة الكلى والبنكرياس معًا، وتُبنى هذه العمليّة للأشخاص الّذين يكونون معرّضين لمخاطر الفشل الكلويّ، والطريقة الثالثة هي زرع البنكرياس بعد زراعة الكلى، والطريقة الرابعة هي زراعة خلايا البنكرياس islet cell، وتُجرى لمن كان لديه مضاعفات متدرّجة وخطيرة.

 

 

كيفية الاستعداد لعملية زراعة البنكرياس

بمجرد تفكير الطبيب في عمليّة الزرع، سيبدأ الفريق المختص بعمليّة الزراعة بالتأكّد من أنّ المريض مؤهل لهذه العمليّة، وذلك بإجراء الفحوصات اللّازمة والتأكّد من فاعليّة الكلى، كما قد يتم القيام بأخذ أشعّة سينيّة وفحوصات للدم، وبالنسبة لطريقة الاستعداد لعمليّة زراعة البنكرياس، فتنقسم مسؤوليّتها على كلٍ من الكادر الطبيّ وعلى المريض، وللاستعداد لعمليّة زراعة البنكرياس بالنسبة للكادر الطبّي والمريض يمكن متابعة الآتي:

 

  • الاستعدادات من جهة الكادر الطبيّ: يتم القيام بعمل فحصٍ للدم والأنسجة للتأكّد من أنّ الجسم لن يقوم برفض البنكرياس ويتسبب بمشاكل للجهاز المناعي، إضافةً إلى اختبارات الجلد واختبارات الدّم للتأكّد من وجود عدوى، كما يقوم فريق التحليل بعمل اختبارات للقلب كتخطيط كهربائيّ للقلب أو القسطرة، كما يقوم الفريق الطبيّ أيضًا بإجراء دراسة للكشف عن احتماليّة وجود سرطان مبكر، وبعد دراسة هذه المؤشّرات جميعها يتم التقرير ما إذا كان المريض مرشّح للقيام بهذه العمليّة أم لا.
  • الاستعدادات من جهة المريض: ينبغي على مدمني الكحول تجنّب تناولها، كما يجب تجنّب التدخين، والمحافظة على الوزن ضمن النطاق المثاليّ واتّباع برنامج غذائيّ معيّن، وينبغي على المريض أيضًا أن يقوم بأخذ الأدوية الّتي قد وصفها الطبيب بشكلٍ صحيح ومنتظم، كما ينبغي التأكّد من أنّ طرق التواصل مع المستشفى وطرق الوصول إلى المريض متوفرة بسهولة حين توفر متبرّع، وينبغي على المريض أن يجهز حقيبته وأغراضه وكل شيء قبل الذهاب إلى المستشفى.

 

 

كيفية الإجراءات الجراحية لعملية زراعة البنكرياس

يجب أنّ تتم عمليّة زراعة البنكرياس في أقرب فرصةٍ ممكنةٍ حال توفر متبرِّعٍ للبنكرياس، وبعد التجهيز للعدّة والمكان والزمان، يتم تخدير المريض تخديرًا عامًّا، ثم يبدأ تشريح البطن بشكلٍ طوليّ، ووضع البنكرياس الّذي يبدأ بعمله على الفور في إفراز هرمون الأنسولين وإبقاء البنكرياس القديم الّذي يستمر بعمله في إفراز العصائر الهاضمة، يتم وضع البنكرياس الجديد داخل تجويف البطن وجعله مستلقيًا على الجهة اليمنى من الحوض، وعند التبرّع بالبنكرياس، يتم التبرع بكتلة البنكرياس متّصلةً مع الإثني عشر ككتلة واحدة ووصل الأطراف والأوعية الدمويّة ببعضها مع مراعاة قربها من مواضعها بشكلٍ تام، كما يتم ربط القناة الصفروايّة بموضعها أيضًا، ويتم تشريح الشريان الحرقفي للمتبرّع حتى تتم الزراعة بشكل صحيح وسهل، حيث يتم تطابق الشريان الحرقفي للمتبرّع على الشريان الحرقفي المستقبل، أمّا عن أنابيب الإفراز فيتم تثبيتها لتمد إفرازاتها إلى الأمعاء الدقيقة.

 

 

 

النتائج المنتظرة من عملية زراعة البنكرياس

بعد إتمام العمليّة الجراحيّة، ينبغي على المريض البقاء تحت العناية الحثيثة لعدّة أيام، حيث يعمل الأطباء على مراقبة المضاعفات الّتي قد يتعرّض لها المريض بعد الجراحة، ومن النتائج المنتظرة من عمليّة زراعة البنكرياس ما يأتي

 

  • بعد إتمام عمليّة جراحة البنكرياس، يُتوقّع أن يقوم البنكرياس الجديد بتصنيع الإنسولين الّذي يحتاجه الجسم على الفور، لذلك لا يحتاج المريض لعلاج الإنسولين لمرضى السكّري.
  • حتى في حال التطابق الشديد بين بنكرياس المتبرّع وبنكرياس المستقبل، سيقوم الجهاز المناعيّ برفض البنكرياس الجديد ويقاوم وجوده باعتباره جسم غريب، ولتجنّب هذا الرفض، سيحتاج المستقبل لأدوية كابتة لعمل الجهاز المناعيّ، وقد يتم استخدامها لبقية الحياة، وهذه الأدوية تتسبب بالعديد من المخاطر وتضعف أداء الجهاز المناعي، لهذا قد يصف الطبيب بعض الأدوية كالمضادات الحيوية التي تحارب الفيروسات والبكتيريا والفطريات.
  • في حال زراعة كلية جديدة مع البنكرياس، فإنّ النتيجة الفوريّة تكون بإنتاج البول بشكل سريع تمامًا كالأصحّاء، ولكن في حال التأخّر لبضع أسابيع، فلا يُعدّ هذا الأمر مقلقًا، لأنّ البعض قد تتأخّر لديه عمليّة انتاج البول بشكلٍ طبيعيّ قليلًا.
  • قد يُعاني البعض من الآلام في منطقة العمليّة، لذلك يتم وضعهم في العناية داخل المستشفى لمدّة أسبوع حتى التعافي.
  • قد تسهم أدوية مثبّطات المناعة في منع جهاز المناعة من مهاجمة البنكرياس المزروع، ولكن لتسببها ببعض الأعراض الجانبيّة، يُتوقّع أن تحدث بعض المضاعفات الّتي يُصرف لأجلها أدوية.

 

 

مخاطر عملية زراعة البنكرياس

كأيّ عمليّةٍ أخرى، تعد عمليّة زراعة البنكرياس ذات فوائد عديدة أهمها التخلّص من الأدوية وإبر الإنسولين، وزيادة التحكّم بمرض السكري، كما أنّها لا تخلو من المخاطر أيضًا، وتشتمل عمليّة زراعة البنكرياس على بعض المضاعفات مما يجعل الطبيب يقوم بدراسة هذه الفوائد والمخاطر للتأكد من أنّ الفوائد تفوق المخاطر بكثير، ومن أبرز المضاعفات والمخاطر لعمليّة زراعة البنكرياس ما يأتي:

 

  • تُعدّ مشكلة انتفاخ البنكرياس من المشاكل الشّائعة في الأيام الّتي تلي عمليّة الزراعة، ويُعد السبب الرئيس لهذا الانتفاخ هو التهاب البنكرياس، ويزول الالتهاب في العادة بعد بضعة أيام، وغالبًا ما يتم إدخال أنابيب في بطن المريض للتخلّص من أيّ سوائل تخرج من البنكرياس المزروع.
  • في فترة ما بعد الجراحة، قد تزداد احتماليّة الإصابة بالجلطات الدمويّة، حيث قد يمنع هذا الأمر البنكرياس من أن يعمل بصورةٍ صحيحة، وبالتالي فقد يقوم الطبيب بوصف أدوية مميعة للدم، أمّا في حال تشكّلت الجلطات الدمويّة داخل البنكرياس، فقد يحتاج الطبيب لإجراء عمليّة جراحيّة للتخلّص من الجلطة.
  • ومن أبرز المخاطر الّتي قد يتعرّض لها المريض أيضًا هي رفض البنكرياس من قبل الجهاز المناعي، بالتالي يقوم الجهاز المناعيّ بمهاجمة البنكرياس ولا يتعرّف عليه إلّا كجسم غريب، وهذا الرفض قد يكون مباشرةً بعد العمليّة، بعد أيّام أو بعد أسابيع أو شهور أو حتّى بعد سنوات من عمليّة الزرع.
  • حدوث أعراض جانبيّة لعمليّة الزراعة، قد تكون هذه الأعراض نتيجة رفض الجسم للبنكرياس، ومن الأمثلة على هذه الأعراض القيء، آلام البطن وتورّمها، الحمّى، ألم وقشعريرة، إعياء، ضيق في التنفّس وتورّم الكاحل.
  • عند إعطاء أدوية كبت المناعة، فقد تتسبّب هذه الأدوية بالعديد من المشاكل والمضاعفات، ومن أبرز هذه المضاعفات هي قابليّة الإصابة بالعدوى، الرجفة باليد، ظهور طفح جلدي، اضطراب في المعدة، صعوبة في النوم، زيادة الوزن، ارتفاع ضغط الدّم، تقلّبات مزاجيّة، زيادة في الوزن، ضعف في العظام، وزيادة العرضة للإصابة بالسرطانات، ومع ذلك، فقد أشار بعض الأطباء إلى أنّ المرضى وبعد علمهم بهذه الأعراض قد فضّلوها على حقن الإنسولين بالتالي فضّلوا عمليّة الزراعة.

 

 

ما يمكن توقعه بعد إجراء عملية زراعة البنكرياس

إضافةً إلى معالجته لمرض السّكّري، تساعد عمليّة الزراعة في منع مضاعفات المرض مثل منع أمراض العيون وأمراض الأوعية الدمويّة والاعتلالات العصبيّة وأمراض الجهاز الهضميّ، فإنّ شعور البعض بالآلام بعد العملية يُعدّ أمرًا طبيعيًّا، حيث يمكن التخلّص منه بتناول الدّواء المسكّن عبر الفم أو عبر الوريد، ولمعرفة التوقات الناتجة من عمليّة زراعة البنكرياس والنظام الواجب اتّباعه بعد العمليّة يمكن متابعة الآتي.

 

توقعات بعد إجراء العملية

بالعادة، يقوم المريض ويمشي بعد يوم واحد من الجراحة فقط، وقد يخرج من المستشفى بعد مرور أسبوعٍ واحد، ولكن الإصابة بالعدوى نتيجةً لإجراء الجراحة من الأمور الخطيرة الّتي يتوقّعها غالبيّة الأطبّاء، ويشير بعض الأطبّاء إلى أنّ الأدوية المثبّطة للمناعة من المتوقّع أن تتسبّب بأعراضٍ تفاقم من الأعراض العمليّة، وفي نفس الوقت، لا يُمكن التخلّي عن هذه الأدوية، كما يوجد توقّعاتٌ بالإصابة بأمراضٍ متعدّدة في أعضاءٍ أخرى من الجّسم، لذلك، ينصح الطبيب عادةً بمراقبة بعض أعضاء الجّسم الّتي قد تتأثر نتيجة العمليّة مع الطبيب المختص، مثل أخصائيّ الغدد الصّماء أو أخصائيّ الكلى، وبعد إجراء العمليّة والانتهاء منها يُتوقّع أن تتحسّن نوعيّة الحياة لدى المرضى ويقل التوتّر الّذي يتسبّبه مراقبة الإنسولين والسكر في الدّم بشكلٍ مستمر، وهذا ما أكّده العديد من المرضى.

 

 

 

النظام الواجب اتّباعه بعد العملية

ينبغي الاهتمام بالنظام الغذائيّ بعد إجراء العمليّة الجراحيّة، إضافةً إلى النظام الرياضيّ؛ وذلك للحفاظ على صحّة البنكرياس، ومن أبرز النصائح للمساعدة في الحفاظ على بنكرياس صحيّ وسليم ما يأتي:

 

  • ينبغي الاهتمام بالوزن الصحيّ عبر تناول أطعمة صحيّة وممارسة التمارين الرياضيّة، كما تسهم التمارين الرياضّية في منع النوبات القلبيّة الّتي تتسببها العمليّة.
  • ينبغي مناقشة الأفكار والأطعمة الغذائيّة الّتي يفضل المريض تناولها بعد العمليّة مع أخصائيّ التغذية، كما ينبغي الاستماع لنصائحه للمحافظة على نجاح العمليّة.
  • يُنصح بتناول خمس حصص يوميًّا من الفاكهة والخضار.
  • يُنصح بتناول الحبوب والخبز ومنتجات الحبوب الأخرى كاملة.
  • يجب تناول كميّة جيّدة منالألياف.
  • ينبغي شرب الحليب ومشتقاته؛ تجنّبًا لحدوث نقص في الكالسيوم، ولكن يُنصح أن يكون الحليب قليل أو خالي الدسم.
  • يُنصح بالحد من تناول الصوديوم والملح، واستخدام التوابل والنكهات المطعمة بدلًا من االأطعمة المصنعة.
  • كما يُنصح بتقليل الدهون المشبعة.
  • المحافظة على إبقاء الجسم رطبًا عبر شرب كميّات كافية من الماء.
  • تجنُّب تناول الجريبفروت وعصيره والبرتقال والرمان لأنّها تتداخل مع أدوية مثبطات المناعة.
  • المشي قدر الاستطاعة، ومحاولة المشي يوميًّا لمدّة 30 دقيقة ولخمسة أيامٍ في الأسبوع، وجعلها ضمن النشاط اليوميّ.
  • قبل ممارسة التمارين الرياضية الّتي تحتاج إلى نشاطٍ بدنيٍّ، يُنصح باستشارة الطبيب للتأكد من عدم خطورة هذه التمارين على عمليّة الزرع.
شارك المقالة:
225 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook