و عامود السواري هو أعلى نصب تذكاري في مصر، ومصنوع من الجرانيت الأسواني الأحمر، ويبلغ ارتفاعه حوالي 27 مترًا، وجسمه عبارة عن قطعة واحدة طولها نحو 20.75 متر، بينما يبلغ قطرها من عند القاعدة 2.70، ومن عند التاج 2.30 متر.
أنشئ عمود السواري فوق تل باب سدرة بين هضبة كوم الشقافة ومنطقة مدافن المسلمين؛ التي عرفت باسم مدافن العمود داخل منطقة كرموز. كما يوجد في الجزء العلوي من الجانب الغربي له نقش مكتوب باليونانية، لا يظهر بوضوح إلا في الشمس، يقول: «إلى الإمبراطور العادل الإله الحامي للإسكندرية، دقلديانوس الذي لا يقهر. أقام والي مصر هذا العمود»؛ فقد شيد الحاكم الروماني لمصر هذا النصب التذكاري بين 284-305 م؛ تكريمًا للإمبراطور الروماني دقلديانوس بعد موقف مشهود.
أما الموقف فهو أنه بعد اندلاع ثورة في مدينة الإسكندرية، وحصارها لمدة 8 أشهر حتى استسلمت في النهاية وعادت إلى الحكم الروماني، حدثت مجاعة؛ الأمر الذي دفع دقلديانوس لتوزيع حصة روما المستعمرة من القمح المصري على سكان الإسكندرية بدلًا من إرسالها إلى روما خلال هذه الأوقات الصعبة؛ فقام الحاكم التابع للاحتلال الروماني بنصب هذا العمود التذكاري تعبيرًا عن الامتنان لما فعله دقلديانوس.