من المهم أحيانًا أن نطرح البديهيات على بساط البحث؛ كيما نعيد لفت الانتباه إليها، وموضوع فوائد التسويق يندرج تحت هذه البديهيات؛ فما من أحد إلا ويعلم تلك الأهمية الكبرى التي ينطوي عليها فعل التسويق، ولكن، ونظرًا لبداهة الأمر، قد يغفل الناس عنه، أو يأنفون التطرق إليه.

لقد قيل إن التسويق أشبه بالطعام أكثر منه بالدواء، بمعنى أنه نشاط داعم أو مكمل، دون أن يكون علاجًا لمشكلة ما، وذاك منطقي في الواقع؛ إذ من المفترض أن يكون ثمة نوع من التكامل والتناغم بين التسويق وشتى الأقسام، وإلا فالخلل في الاستراتيجية العامة للشركة لا يمكن أن يحله التسويق.

بعض الناس يرون أن التسويق مكلف، وهو كذلك بالفعل في كثير من الأحيان، غير أنه يحضرنا هنا ونحن نتحدث عن فوائد التسويق القول الشهير لهنري فورد:

«الرجل الذي يتوقف عن الإعلان لتوفير المال يشبه الرجل الذي يوقف الساعة من أجل توفير الوقت».

يجلب المسوقون الفرس إلى النهر، تلك هي مهمتهم: جذب العملاء، ثم، في مرحلة تالية، العمل على استدامتهم.

فوائد التسويق

ويرصد «رواد الأعمال» أبرز فوائد التسويق على النحو التالي..

• جذب العملاء

أول فائدة من فوائد التسويق أنه سعي حثيث من أجل جذب العملاء، لا يجب عليك أن تعول على جودة المنتج أو الخدمة التي تقدمها، فهذا وحده ليس ضامنًا لمجيء الناس إليك، كيف يأتيك الناس أصلًا وهم لم يعرفوا عنك شيئًا؟ إنه دور التسويق، الذي يقوم بالإعلان والترويج والإشهار.

لكن مجرد الإخبار ليس كافيًا، فقد يكون المنتج جيدًا بالفعل، ولكنك إذا أعلنت عنه أو سوقته بطريقة خاطئة فلن تحصل في النهاية على مرادك، تلك هي النقطة إذًا: يختار المسوقون المخضرمون أنسب الطرق من أجل إيصال رسالة تسويقية ما إلى العملاء المستهدفين.

• استدامة العملاء

أحد أشهر تعريفات التسويق، وهو من التعريفات الجامعة المانعة هو التعريف التالي:

«تأسيس علاقة مربحة طويلة الأجل مع العملاء».

يدرك المسوق الحصيف أنه هدفه ليس جلب العميل إلى المتجر أو دفعه لشراء المنتج مرة واحدة، وإنما يتمثل دوره في توفير تجربة تسويقية مرضية من أجل العمل على ضمان مجيء العميل إلى الشراء مرة أخرى.

ولعل الغاية الكبرى التي يطمح إليها أي مسوق هي استدامة العملاء، إنه القناة الدائمة التي تضمن استمرار تدفق الأموال إلى الشركة، وتلك واحدة من أهم فوائد التسويق كما ترى.

• بناء الصورة الذهنية

في واقع الأمر لا يمكن أن تتحق الفائدة السابقة (استدامة العملاء) من دون وجود صورة ذهنية قوية لدى الجمهور المستهدف عن الشركة، ومن ثم فإن الخطوة التي تسبق استدامة العملاء وضمان ولائهم هو بناء الصورة الذهنية.

ولو أمعنا النظر لوجدنا أن كل الجهود التسويقية تصب في منحيين كبيرين: جذب العميل في الوقت الحالي للشراء،وبناء الصورة الذهنية أملًا في زيادة انتشار الشركة وبناء صورتها الذهنية بشكل قوي وفاعل.

اقرأ أيضًا: التسويق عبر Mailchimp.. مزايا بلا حدود

• التميز عن المنافسين

التسويق لعبة وهو في الحقيقة قائم على اللعب _وهي فكرة لافتة في حقيقة الأمر اقترحها Gabe Zichermann and Joselin Linder_ والمنافسة في هذه اللعبة تتم من أجل الاستحواذ على أكبر عدد من العملاء، وإحدى فوائد التسويق أنه يرسم لك طريق التميز، إنه يخبرك بالطريقة التي يمكنك من خلالها أن تتفوق على منافسيك.

ولهذا فإن التسويق، في جانب كبير منه، إبداع، سواء في وضع الاستراتيجية أو تنفيذها، وكلما كان المسوق أكثر إبداعًا كان أكثر قدرة على جذب المنافسين إليه.

• تدفق الأرباح

كلما كانت الشركة أكثر نجاحًا في جهودها التسويقية كانت أكثر قدرة على جذب العملاء واستدامتها، ومن ثم استدامة الحصول على الربح، ولا شك في أن الحصول على المال هو من أولى أولويات الشركات، ولكن كيف يتحقق هذا من دون تسويق ناجح؟!

إنها واحدة من أهم فوائد التسويق أن يعينك على استمرار تدفق الأرباح، ومن شأن هذا أن يعفي شركتك من المخاطر أو يعبر بها أزمات نقص السيولة بسلام.