تنتمي فاكهة المشمش إلى الفصيلة الوردية إلّا أنّ الصين، واليابان هما موطنها الأصليّ، وتُعد شجرة المشمش من الأشجار متوسطة الحجم، ويمكن أن تنمو ليصل ارتفاعها إلى 9 أمتار، وتتميّز ثمارها بالشكل الكرويّ المائل للاستطالة قليلاً، وبِلَونٍ أصفر من الداخل، وقشرة تميل إلى الأصفر أو الأحمر المتورّد، وتحتوي ثمرة المشمش على بذرةٍ محاطة بقشرة صلبة،ويُمكن أن تؤكل ثمرة المشمش طازجة، أو يُمكن استخدامها لصنع العصائر، والمربى، والحلوى الهلامية،كما يُمكن استخدام بذرتها في صناعة الزيوت، والأدوية، ومستحضرات التجميل.
تُعدّ الفواكه بشكلٍ عام من الأطعمة الغنيّة بالألياف والعناصر الغذائية، والقليلة بالسعرات الحراريّة، ولذلك فإنّها قد تساعد على خسارة الوزن، ولكنّ تناولها لن يسبب خسارة الوزن إلّا في حال ارتبط ذلك مع اتّباع حميةٍ غذائيّةٍ صحيّة ومتكاملة، وممارسة التمارين الرياضية، ويُعدّ المشمش من الفواكه التي تمتلك مؤشراً جلايسيميّاً منخفضاً (بالإنجليزية: Low-glycemic index)؛ أي أنّ تناولها لا يؤدي إلى ارتفاعٍ سريعٍ في مستويات سكر الدم، بالإضافة إلى كونها قليلة السعرات، وغنيّةً بفتامين أ وفيتامين ج، ممّا يجعلها مناسبةً لمن يخططون لخسارة الوزن، ويمكن القول إنّ تناول المشمش كبديلٍ عن الأطعمة الخفيفة غير الصحيّة يُعدّ أمراً مفيداً.
تحتاج النساء خلال فترة الحمل إلى تناول أنواع مختلفةٍ ومتنوعة من الأطعمة، ويجب أن يحتوي نظامها الغذائي على الفواكه والخضراوت، إذ تُنصح بتناول حصتين من الفواكه يومياً، ويجدر الذكر أنّ ثمرتين من المشمش تشكّلان حصّةً واحدةً من الفواكه، كما تجدر الإشارة إلى أنّ المشمش يُعدّ من الفواكه الغنيّة بالعديد من العناصر الغذائيّة المفيدة للحامل، والتي تساعد على نموّ الجنين، ومن هذه العناصر: فيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والفسفور، والبيتا كاروتين، وبالإضافة إلى ذلك يحتوي المشمش على الحديد الذي يقي من خطر الإصابة بفقر الدم.[١٤]
كما ذُكر سابقاً؛ فإنّ المشمش يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة للصحة، كالمغنيسيوم، والحديد، والكالسيوم، وفيتامين ج، وغيرها، إلّا أنّ هذه العناصر الغذائية تكون مركزةً أكثر في المشمش المجفف، ممّا يوفر كميّاتٍ أكبر من هذه العناصر
لقراءة المزيد من المعلومات حول فوائد المشمش المجفف يمكن الرجوع لمقال ما فوائد المشمش المجفف.
أشارت دراسةٌ صغيرةٌ نُشرَت في مجلة Food and Chemical Toxicology عام 2011 إلى أنَّ المشمش يُمكن أن يُساهم في تعزيز أنظمة الجسم المضادة للأكسدة، وبالتالي تعزيز قدرته على تقليل خطر إصابة الكبد من الإجهاد التأكسدي لدى الفئران،وفي دراسةٍ مخبريّةٍ أُخرى نُشرت في مجلة British Journal of Nutrition عام 2009، أشار الباحثون إلى أنّه يمكن لتناول المشمش أن يُقلّل من خطر الإصابة بتلف الكبد، وبمرض الكبد الدهني (بالإنجليزية: Hepatic Steatosis) الناتج عن الجذور الحرة، وذلك بسبب محتوى المشمش من مضادات للأكسدة
يحتوي المشمش كغيره من الفواكه على مجموعةٍ من العناصر الغذائية، ويُوضّح الجدول الآتي كمّياتها في كوب من أنصاف حبّات المشمش، وهو ما يُعادل 155 غراماً تقريباً:
العنصر الغذائي | الكمية الغذائية |
---|---|
الماء | 134 مليلتراً |
السعرات الحرارية | 74.4 سعرةً حراريةً |
البروتين | 2.17 غرام |
الدهون | 0.605 غرام |
الكربوهيدرات | 17.2 غراماً |
الألياف الغذائية | 3.1 غرامات |
الكالسيوم | 20.2 مليغراماً |
الحديد | 0.605 مليغرام |
المغنيسيوم | 15.5 مليغراماً |
الفسفور | 35.6 مليغراماً |
البوتاسيوم | 401 مليغراماً |
الصوديوم | 1.55 مليغرام |
الزنك | 0.31 مليغرام |
النحاس | 0.121 مليغرام |
المنغنيز | 0.119 مليغرام |
السيلينيوم | 0.155 ميكروغرام |
فيتامين ج | 15.5 مليغراماً |
فيتامين ب1 | 0.047 مليغرام |
فيتامين ب2 | 0.062 مليغرام |
فيتامين ب3 | 0.93 مليغرام |
فيتامين ب5 | 0.372 مليغرام |
فيتامين ب6 | 0.084 مليغرام |
الفولات | 14 ميكروغراماً |
فيتامين أ | 2990 وحدةً دوليةً |
فيتامين ھـ | 1.38 مليغرام |
فيتامين ك | 5.12 ميكروغرامات |
تتشابه بذور المشمش - أو نواة المشمش- في مظهرها مع اللوز ذي الحجم الصغير، وتتميّز بذرة المشمش الطازجة بلونها الأبيض؛ إلّا أنّ قشرتها تمتلك لوناً بنيّاً فاتحاً عند تجفيفها، وهي تُمثل الجزء الداخلي لبذور فاكهة المشمش، والتي تُستَخدم لإنتاج الزيت والمواد الكيميائيّة الأخرى التي تُستعمل لعدّة أغراض مختلفة وتُشكّل البروتينات ما نسبته 25% من بذور المشمش، في حين تُكوّن الكربوهيدرات ما يقارب 8% منها، أمّا الألياف فتُشكّل 5% من هذه البذور تقريباً.
وعلى الرغم من وجود عدّة دراسات تبحث علاقة تناول بذور المشمش مع مرض السرطان؛ إلّا أنّه من المحتمل عدم فعاليته في علاجه، وذلك لاحتواء بذور المشمش على مادّةٍ كيميائيّةٍ تُسمّى الأميغدالين (بالإنجليزية: Amygdaline) التي تتحوّل في الجسم إلى السيانيد (بالإنجليزية: Cyanide)؛ وهي مادّةٌ سامّة، وعلى الرغم من الاعتقاد بأنّ الخلايا السرطانيّة هي ما قد يستقبل هذا الأميغدالين في البداية ليتحول إلى السيانيد ممّا يسبب تلفها فقط، إلا أنّ الأبحاث العلمية أظهرت أنّ هذا التحول يحدث في المعدة ليمرّ السيانيد بعد ذلك في جميع أنحاء الجسم مُسبباً آثاراً خطيرة قد تصل إلى الوفاة، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول بذور المشمش عن طريق الفم غالباً غير آمنٍ؛ فقد تتسبب مادة الأميغدالين في حدوث أعراض خطيرة قد تصل إلى الوفاة، كما أنّ تناول بذور المشمش غالباً غير آمنٍ خلال فترة الحمل والرضاعة.
يُستخرج زيت المشمش -أو ما يُسمّى بزيت بذر المشمش- من بذور المشمش؛ إذ إنّ الزيت يُكوّن ما نسبته 27.7 - 66.7% من هذه البذور، ويعدّ زيت المشمش من الزيوت الغنيّة بالأحماض الدهنيّة بما فيها الأساسية؛ كالأوميغا 3، والأوميغا 6 والتي لا يستطيع الجسم تصنيعها، ولذا يجب استهلاكها من النظام الغذائيّ، كما يحتوي زيت المشمش على كميّةٍ مرتفعةٍ من فيتامين هـ الذي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة، ويتميّز زيت المشمش بسهولة امتصاصه في الجلد، وبمذاقه المائل للحلاوة، وبرائحته الشبيهة بالجوز، وهو يُستخدم في الطهي، وفي الأطعمة المصنّعة، مثل: البسكويت، ومُربى المشمش.
يُعدُّ تناول المشمش آمناً عند تناوله بكميّاتٍ معتدلة في الطعام، ولكن لا توجد أدلّةٌ كافيةٌ حول درجة أمان استهلاكه كجرعاتٍ دوائية، حتى أثناء الحمل، والرضاعة، لذا يُفضّل تجنّبه في هذه الحالات.
قد يُسبّب تناول فاكهة المشمش للمصابين بالحساسية تجاه الفواكه ذات البذور (بالإنجليزية: Stone Fruit)؛ -كالمشمش، والكرز، والخوخ- ظهور بعض الأعراض، مثل: الحكة، والانتفاخ في الوجه، والفم، والشفتين، واللسان، والحلق، وتُعدُّ هذه الأعراض هي الأكثر شيوعاً، وقد تظهر بعض الأعراض الأخرى في الحلات الشديدة، والتي تشمل الجلد، والجهاز الهضميّ، والجهاز التنفسيّ، مثل: الإسهال، والسعال، وسيلان الأنف، والتقيؤ، والطفح الجلدي