تعرف على فوائد شراب الشعير

الكاتب: كارول حلال -
تعرف على فوائد شراب الشعير

تعرف على فوائد شراب الشعير.

الشعير

يُعدُّ الشعير من محاصيل الحبوب القديمة غير المنتشرة في الأماكن البريّة، إلا أنّه يزرع في جميع أنحاء العالم، وهو من النباتات الحوليّة، إذ تتوفر منه أصناف صيفيّة وأخرى شتويّة، وينمو في المناطق الجافة والباردة، كما يمكن زراعته في المناخ الحار، إلا أنّه يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ومُسبباتها في هذا المناخ، لكنّه بالمقابل لا يزرع في المناطق الرطبة، أو في درجات الحرارة المنخفضة جداً؛ فمن الممكن أن يموت المحصول في درجات الحرارة التي تقل عن 8 درجاتٍ سيلسيوسّية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشعير يحتلّ المرتبة الرابعة في الإنتاج العالميّ للحبوب، ويتمّ إنتاج حبوب الشعير للاستهلاك الحيوانيّ والبشريّ، وللشعير أشكال متعددة، بما في ذلك؛ الشعير النابت ذو البراعم (بالإنجليزية: Germination Sprouted barley)، والشعير المُبرغل أو المقشور، ومستخلص زيت الشعير، ودقيق الشعير الذي يدخل في تصنيع منتجات عدّة، مثل: الخبز، والمعكرونة، وكعكة المافِن، كما تُستخدم بذور الشعير المُحمّصة في صنع القهوة.


ويمكن استخدام الشعير في بعض الأطعمة لزيادة قيمتها الغذائية، وكذلك في حال إضافته إلى المنتجات، فمثلاً ينتج من طحن الشعير النخالة، والطحين، وجريش الشعير، ومن الممكن أن يستخدم الشعير المُبرغل في حبوب الإفطار، والشوربات، وأغذية الأطفال، وغيرها من الأطعمة، ويستخدم مستخلص الشعير في المخبوزات؛ لتحسين الملمس، والحجم، والطعم، واللون النهائي لها، عن طريق تعزيزه للسكر، والبروتين، وحمض الأميليز (بالإنجليزيّة: Amylase) الموجودة في العجائن


كما اشتُهر استخدام ماء الشعير في العديد من البلدان منذ عدة قرون، فمن الممكن شرب ماء الشعير، أو إضافته للخضروات والأطعمة المختلفة، حيث أطلق عليه اليونانيون القدماء مسمى الـ Kykeon؛ وهو مشروبٌ مصنوع من الماء، والشعير، وموادٍ طبيعية أخرى، بينما يقدمه البريطانيون بعد غليه بالماء الساخن، ومن ثم إضافة كلٌ من الليمون، وعصير الفواكه، والسكر له، أمّا في جنوب شرق آسيا فيمكن تقديم مشروب الشعير ساخناً أو بارداً، في حين أنّ الهند تطلق عليه اسم الـ Sattu والذي يحظى بشعبيّةٍ كبيرة ٍبين سكانها.

 

الفرق بين استهلاك بذور الشعير وشراب الشعير

تُعدُّ بذورُ الشعيرِ المُكوِّنَ الأبرزَ في شراب الشعير ومنتجاته، ويُشتهر استهلاكها من قِبل الذين يتّبعون الأنظمة الغذائيّة الصحيّة، وذلك لارتفاع محتواها من الألياف، ممّا يساهم في تحسين حركة الأمعاء، والشعور بالشبع، وتقليل الكميّة المُستهلكة من الأطعمة، لكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذه الفائدة لا يمكن الحصول عليها من استهلاك شراب الشعير، كما أنّ الدراسات التي أجريت حول فوائد شراب الشعير تعدُّ قليلة ومحدودة، وتعود العديد من الفوائد لبذور الشعير باعتباره من الحبوب الكاملة، وخاصّةً تلك المرتبطة بصحّة الجهاز الهضميّ وإنقاص الوزن. وسنذكر في هذا المقال فوائد بذور الشعير، ومنتجاته؛ كدقيق الشعير والخبز المصنوع منه.

 

فوائد الشعير

فوائد الشعير حسب درجة الفعالية

غالباً فعال (Likely Effective)

  • خفض مستويات الكولسترول في الدم: وذلك عن طريق ارتباط البيتا جلوكان (بالإنجليزيّة: Beta-glucan) الموجود في الشعير بالعصارة الصفراوية وطرحها خارج الجسم مع البراز؛ حيث إنّ العصارة الصفراوية تتكوّن في الكبد من الكولسترول، وبالتالي يستهلك الجسم المزيد من الكولسترول لكي يتم إنتاج المزيد منها، مما يقلل من كمية الكولسترول الموجودة في الدم، وبحسب دراسة نشرت في مجلة Journal of the American College of Nutrition عام 2004، تم تقسيم الرجال الذين يعانون من ارتفاعٍ في كولسترول الدم إلى ثلاث مجموعات، وأُعطيت كلُّ مجموعةٍ نظاماً غذائيّاً غنيّاً بالألياف من المصادر الآتية؛ القمح الكامل والأرز البنيّ، أو الشعير مع القمح الكامل والأرز البني، أو الشعير وحده، وبعد خمسة أسابيع تبيّن أنّ المشتركين الذين تناولوا النظام الغذائيّ الغنيّ بالشعير فقط، انخفضت لديهم مستويات الكولسترول الكليّ بنسبة أكبر بمقدار 20%، والضار بنسبة 24% مقارنةً بمن اتّبعوا الأنظمة الأخرى، كما زادت نسبة الكولسترول الجيد لديهم
كما ذكرت مراجعةٌ نُشرت في مجلة European Journal of Clinical Nutrition عام 2016، وضمّت 14 تجربة، أنّ أخذ جرعة من الشعير بين 6.5 و6.9 غرامات يوماً، مدة أربعة أسابيع، قلّل من مستويات الكولسترول الضار لديهم بنسبة ملحوظة، وبالتالي فإنّ إضافة الأطعمة التي تحتوي على الشعير إلى النظام الغذائي اليوميّ، قد يحدّ من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية الناتجة من ارتفاع الكولسترول.

 

احتمالية فعاليته (Possibly Effective)

  • تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة: وذلك لاحتوائه على الألياف التي قد تساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة، كما أنّها من الممكن أن تساهم في زيادة عمر الأشخاص المصابين بهذا المرض، فقد ذكر تحليل إحصائي نُشر في مجلة Gastroenterology عام 2013، لـ 21 دراسة بعينة تبلغ 580,064 شخصاً ووُجد فيها أنّ تناول 10 غراماتٍ من الألياف يومياّ، قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 44%، وما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات حول ذلك

 

احتمالية عدم فعاليته (Possibly Ineffective)

  • تقليل خطر تكرار الإصابة بسرطان القولون: فلم تظهر أيّ علاقة إيجابية بين تناول الألياف الغذائية كالشعير، والتقليل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وبحسب دراسة أجريت في جامعة أريزونا عام 2000، تم اختيار 1429 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 80 عاماً، أُصيبوا بالأورام الغدية للقولون مرة أو أكثر في حياتهم، وتمّ إعطاؤهم نخالة القمح على شكل مكمّلاتٍ غذائيّةٍ كمصدرٍ مرتفعٍ بالألياف، واستُنتج أنّ المكملات الغذائية للألياف مثل نخالة القمح لا تقلل من خطر تكرار الإصابة بأورام القولون والمستقيم.

 

لا توجد أدلة كافية على فعاليته (Insufficient Evidence)

  • التخفيف من اعراض متلازمة القولون العصبي: حيث يحتوي الشعير على كربوهيدرات قصيرة السلسلة تسمى الفركتانز (بالإنجليزيّة: Fructans)؛ وهي نوع من أنواع الألياف القابلة للتخمر، ومن الممكن أن تزيد هذه الألياف من تكون الغازات والشعور بالانتفاخ لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome)، أو غيرها من اضطرابات الجهاز الهضمي، وفي دراسة صغيرة نُشرت في مجلة International Journal of Molecular Medicine عام 2003، أجريت على واحدٍ وعشرين مريضاً، يعانون من التهاب القولون التقرحي بدرجة خفيفة إلى متوسطة، واستهلكوا 20-30 غراماً من الشعير النابت ذا البراعم، مدة 24 أسبوعاً، وأظهرت النتائج انخفاضاً في الأعراض المُصاحبة للمرض، ومن أهمها: وجود الدم في البراز، والإسهال الليلي، مقارنةً بالمجموعة الأخرى التي لم تتناول الشعير، لكن ما تزال هناك حاجةٌ للمزيد من الدراسات حول ذلك.
  • التقليل من التهاب الشُّعب الهوائيّة: فمن الممكن أن يقلل الشعير من خطر الإصابة ببعض أمراض الرئة كالتهاب الشعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchitis)، لكن لا تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات حول ذلك.
  • التقليل من خطر الاصابة بالإسهال: حيث إنّ الشعير يُعدُّ غنياً بالألياف الذائبة بالماء، والتي قد تساعد على التخفيف من الإسهال.

 

فوائد الشعير للحامل

ليست هناك فوائد خاصة يوفرها الشعير للحامل، فهو يوفر الفوائد نفسها للأشخاص في جميع الحالات، ولكن يجب على النساء خلال فترة الحمل استهلاك الشعير باعتدال، وتجنب الشعير النابت -أو ما يُعرف بالمسنبت-، وللمزيد من المعلومات حول ذلك يمكن قراءة فقرة محاذير استخدام الشعير الموجودة أسفل المقال

 

فوائد الشعير للأطفال

يُعدّ لشعير من الأطعمة المناسبة للأطفال، إذ يمكن البدء بتقديمه للرضع بعمر 6 أشهر، ولكن من المهمّ عدم تقديمه قبل ذلك، فقد يزيد من خطر إصابتهم بحساسية القمح في حال تقديمه في عمرٍ مبكر، كما يجب التنبيه إلى أنّه يجب عدم إعطاء الشعير للأطفال كأول طعامٍ يجربونه، وفي حال كانوا مصابين بحساسيةٍ اتجاه القمح فيجب عدم إعطائهم الشعير أيضاً

 

دراسات علمية حول فوائد الشعير

  • نُشرت دراسة صغيرة أجرتها جامعة باري الإيطالية عام 2015، ولوحظ فيها أنّ الأشخاص الذين تناولوا المخبوزات الغنية بألياف البيتا جلوكان المُحضرة عن طريق مزج حبوب الشعير الكاملة مع مكونات أخرى ارتفعت لديهم أعداد البكتيريا النافعة حيث تُعدّ هذه الألياف غذاءً لها، وبالتالي المساهمة في تحسين صحة الأمعاء، كما لوحظ انخفاض أعداد البكتيريا غير النافعة الموجودة فيها.
  • أجريت دراسة قديمة من جامعة أوميو في السويد على الفئران وتبين فيها أنّ الفئران الذين زُودوا بمصدرٍ مرتفع من مُركز ألياف الشعير، قد انخفض معدل تكرار تكون حصى المرارة لديهم بنسبة 10%، بالمقارنة مع المجموعة الأخرى التي لم تتناول ألياف الشعير

 

القيمة الغذائية لحبوب الشعير

بحسب وزارة الزراعة الأمريكية، فإنّ 100 غرامٍ من الشعير يحتوي على المواد الغذائية المُوضّحة بالجدول الآتي:

العنصرالغذائي القيمة الغذائية
الماء 10.09 ميليلترات
السعرات الحرارية 352 سعرة حرارية
البروتين 9.91 غرامات
الدهون 1.16 غرام
الكربوهيدرات 77.72 غراماً
الألياف 15.6 غراماً
السكريات 0.8 غرام
الكالسيوم 29 مليغراماً
الحديد 2.5 مليغرام
البوتاسيوم 280 مليغراماً
الصوديوم 9 مليغرامات
الفسفور 221 مليغراماً
المغنيسيوم 79 مليغراماً

 

أضرار الشعير

درجة أمان الشعير

يُعدُّ تناول الشعير عن طريق الفم غالباً آمناً لمعظم الأشخاص، ولكنّه قد يسبب آلاماً في المعدة، أو ردّ فعلٍ تحسسي؛ كصعوبة في التنفس أو ظهور طفحٍ جلديّ لدى بعض الأطفال والبالغين، كما يُعدُّ غالباً آمناً عند تناوله من المرأة الحامل بالكميات الموجودة في الغذاء، ولكنّ تناولها للشعير النابت ذا البراعم بكميات كبيرة قد يحُتمل أمانه، ولذا ينصح بتجنب استهلاكها لهذه الكميات خلال الحمل، ولا توجد معلومات كافية حول أمان تناول الشعير للمرأة المُرضع، ولذا يفضل تجنبه خلال هذه الفترة أيضاً.

 

محاذير استخدام الشعير

إنّ تناول الشعير من قِبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح؛ قد يسبب تفاقم حالتهم وذلك لأنّه يحتوي على الجلوتين (بالإنجليزيّة: Gluten) ولذا يجب عليهم تجنب تناوله، وأيضاً قد يسبب ردّ فعلٍ تحسسي لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية اتجاه الحبوب الكاملة الأخرى؛ كالقمح، والشوفان، والذرة، والأرز، وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أنّ الشعير يحتوي على مضادات التغذية (بالإنجليزية: Antinutrients)؛ التي تضعف من عملية الهضم، وامتصاص بعض المواد الغذائية؛ كالكالسيوم، والزنك، والحديد، والنحاس، ولكن من جهة أخرى يمكن التقليل من تأثير هذه المضادات ورفع معدل امتصاص المواد الغذائية عن طريق إنبات الشعير أو نقعه فبحسب مراجعة أجرتها جامعة بنجاب للزراعة في الهند عام 2015؛ فقد لوحظ أنّ إنبات الحبوب قد يعزز من قيمتها الغذائية، ويرفع من محتواها من البروتين، والفيتامينات، وغيرها من العناصر.

 

شارك المقالة:
89 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook