في أقصى غرب الإسكندرية، وتحدياً في نهاية جزيرة فاروس، تقع قلعة قايتباي على أنقاض فنار الإسكندرية، بعد بدء البناء عام 882 هجرياً، وانتهائه بعد عامين فقط، ولم يكن في الحقيقة هدف السلطان الأشرف بناء تحفة فنية أكثر منها حماية الإسكندرية من التهديدات المباشرة التي كانت تقوم بها الدولة العثمانية في ذلك الوقت.
تطل القلعة على البحر وهو يحاوطها من الثلاث جهات، وتم تصميمها على شكل مربع، وتحتوي على أسوار لحمايتها، وبرج رئيسي للمراقبة.
وقُسمت الأسوار إلى قسمين أحدها داخلي وتلآخر خارجي، السور الداخلي يحتوي على ثكنات الجند ومبيتهم، ومخازن للأسلحة، أما السور الخارجي، فهو مخصص لحماية القلعة من الهجوم الخارجي، فيحيط بالقلعة من جهتها الأربع، وفي الناحية الشرقية تجد فتحات؛ وخُصصت كفتحات دفاعية يطل منها الجنود.
أثبتت قلعة قايتباي أثناء حكم السطان الأشرف قايتباي، أنها من أهم الحصون لردع الأعداء، ليس هذا فحسب، بل مخبأَ جيداً، فبدأ كل حكام مصر وضعها على عين الاعتبار، فاهتم السطان قنصوه الغوري بالقلعة، وزاد من عدد الأسلحة داخلها.
وبعد غزو العثمانيون مصر اتخذوها مقراً لحمايتهم، وجعلوا فيها مجموعة من الفرسان والمشاة وجُند المدفعية، ولكن بدأ يتراجع دور قلعة قايتباي ، ويتدهور حالها، بتدهور الدولة العثمانية وتأكل دورها، فضعف الدفاع عن القلعة؛ فاحتلها نابليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر، ولما حكم محمد علي مصر، عاد عصرها الذهبي؛ وقام بإضافة بعض الأعمال عليها وتطويرها.
الأشرف قايتباي أبوالنصر بن عبدالله المحمودي الظاهري، وهو أحد السلاطين الجراكسة البرجية، وهو أطول سلاطين المماليك الذين حكموا مصر، فظل يحكم مصر مايقارب من الثلاثين عام، فخالف عقيدة الحكم المملوكي بقصر مدة الحاكم، استطاع قايتباي أن يُخضع كل من يطمع في حكم مصر، وكسب قلوب أهل مصر، حتى وفاته في 901 بعد هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وقلعة قايتباي واحدة من تراث السلطان الأشرف قايتباي، فأسس مسجد ومدرسة السلطان قايتباي، كما بنى مدرسة الأشرفية في مدينة القدس بفلسطين، وأعاد بناء سبيل المعروف في القدس بـ سبيل قايتباي.
يمكنك زيارة قلعة قايتباي التي أصبحت من أهم معالم الاسكندرية أولاً طريقك من القاهرة يبدأ باستقلال حافلة نقل، ومتوسط الأجرة 60 جنيهاً، أو عن طريق القطار من محطة القاهرة وهناك أكثر من درجة للقطار المكيف تبدأ من 50 جنيهاً.
بعد وصولك إلى محطة قطار بالإسكندرية، تبدأ رحلتك بالنزول إلى نفق، واستقلال عُربة صغير “تمناية” وتسمى في الإسكندرية “المشروع” والأجرة لا تزيد عن 4 جنيهات، ينقل إلى منطقة القلعة.