تعرف على كتاب عالم الحريم - خلف الحجاب - تخيل أبعاده وطبيعة العيش فيه في تركيا

الكاتب: رامي -
تعرف على كتاب عالم الحريم - خلف الحجاب - تخيل أبعاده وطبيعة العيش فيه في تركيا
"

تعرف على كتاب عالم الحريم - خلف الحجاب - تخيل أبعاده وطبيعة العيش فيه في تركيا

يثور منذ أمد بعيد الكثير من الجدل حول حقائق عالم الحريم، لذا فإننا بحاجة إلى معالجة تتحدى الصور النمطية ذات الأفق الضيق لهذا المفهوم وتوفر لنا فرصة لرؤية البنية متعددة الطبقات لعالم الحريم من وجهة نظر نقدية. ويحوي ذلك الكتاب مجموعة من القراءات عن عالم الحريم كتجمع ثقافي واجتماعي يوفر لنا ذلك التوجه. وكما تقول محررة الكتاب، فإن هذا الكتاب يؤكد على “مفهوم/مؤسسة/صورة عالم الحريم كما تم تصوير وتمثيله داخل مجتمعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما يشير المؤلفون المشاركون في الكتاب إلى استخدامات ذلك المصطلح من الناحية التمثيلية والسياسية ورؤى الزائرين والمراقبين لتلك المجتمعات”.

ويحاول هذا الكتاب أن يقدم معالجة متعددة الطبقات لعالم الحريم، ويحاول تفكيك التعريف الشعبي له بصورة تدهش القارئ، وتبدأ الكاتبة أسماء شرف الدين بمعالجة حياة النساء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، اعتمادًا على مقارنة مع تعريفات النساء في قواميس السير الذاتية بدءًا من حقبة العباسيين (133هـ/750م ـ 648هـ/1250م) إلى الحقبتين الأندلسية والمملوكية (648هـ/1250م ـ 992هـ/1517م)، كما تتعقب بتفصيل دقيق المفاهيم المتغيرة للمثاليات الأخلاقية للمرأة مقارنة بالكتابات التي كانت تقيّم سلوكيات النساء في تلك الحقبة، وهو ما يوضح السلوك المعياري والمثالي للمرأة فيما يتعلق بوجودها وأدوارها في المجالات العامة.


أما ياسين نوراني فيحلل الأدبيات الإسلامية الأولى ويقول أنها كانت تصف العلاقات ما بين النساء طبقًا لمكانتها وليس طبقًا لتقسيماتها المعاصرة للطبقات الاجتماعية في المجالين العام والخاص، لذا فإنه يتحدى افتراض وجود تلك البنية الموازية بين المجتمعات الغربية الحديثة والمجتمعات الإسلامية الأولى فيما يتعلق بتنظيم المجال الاجتماعي. ولذلك فإنه يقول أن الانطباعات عن عالم الحريم في مجاليه العام والخاص لا تنطبق على المجتمعات الإسلامية الأولى، ويحذر التوجه النقدي لنوراني قارئ الكتاب من أن يدرك أن محاولات فهم عالم الحريم بتطبيق المفاهيم العصرية بدلاً من تطبيق المعايير السياسية والاجتماعية السائدة آنذاك ربما تضلل الباحثين وتقودهم إلى طريق مسدود.

أما أرفين شيك فيتعامل مع القضية من وجهة نظر البناء الاجتماعي لعالم الحريم، ويصور عالم الحريم كمجموعة من المجالات الأساسية لبناء شخصية المرأة، مما يعد وسيلة هامة للتفكر في التداعيات السياسية للممارسات المتعلقة بالمكانة الاجتماعية للمرأة وتمكين القوى الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع. أما ماريا الشيخ فقد استكشفت عالم الحريم كبيئة متعددة الطبقات ذات بنية معقدة في حقبة الدولة العباسية ببغداد، أما ليزلي بيرس فقد غاصت في قضية الشريفات (النساء المحترمات) والممارسات الاجتماعية المعقدة المرتبطة بذلك المصطلح، وتقارن بين الفتاوى التي صدرت في القرن السادس عشر من أجل رصد الخطوط التي كانت ترسم حول تلك الطبقات الاجتماعية بعيدًا عن المكانة الدينية.

أما بيرس فتحلل تطور التغير في السلوك المجتمعي بناء على فرامانات السلطة العثمانية من منتصف القرن الخامس عشر وحتى منتصف القرن السادس عشر، من خلال التطرق لموضوعين، اولهما هو قضايا المجالات المحلية والتفرقة بين الجنسين كما كان يراه المركز الملكي عبر قرارات الفرامانات العثمانية. وفي الجزء الثاني من تلك المناقشات، فإن بيرس تساءلت أيضًا عما أنجزته الفرامانات العثمانية من وجهتي النظر العملية والأيدلوجية ومدى مناسبة تلك الفرامانات ورؤيتها المتغيرة للمجال الاجتماعي. أما جاتين لاد، والتي كتبت عن الخصيان السود، فقد تعاملت مع قضية الوصاية على الحريم داخل قصر توبكابي في أسطنبول كحماية لذلك العالم الذي كان يعتبر محرمًا لا تنتهك خصوصيته، وذلك بمعالجة القضايا المتعلقة بالطبيعة الملكية للقصر وللسلطان نفسه وليس تلك المتعلقة بالمرأة.

ويعتمد التحليل على قراءات متعددة وأحيانًا متعارضة لتلك القضايا، بالإضافة إلى تفسيرات متعلقة بالبنية الهرمية المتعلقة بالسلطانة الوالدة (أم السلطان) والمحظيات. وقد حاول لاد أن يحلل ويفهم المناخ الهرمي داخل ذلك العالم، والذي كان يستطيع المخصيون السود أن يدخلوه، فتقدم لنا تلك الرؤية تحليلاً جديدًا ومبدعًا لتصور حياة عالم الحريم. أما هولي شيزلر فتحلل بصورة نقدية خيال أحمد مدحت أفندي لتسليط الضوء على حريم القرن التاسع عشر من الرؤية الطبقية لذلك العصر. وتقارن شيزلر اثنتان من قصص أحمد أفندي لتوضيح فهمه لعالم الحريم كعالم يدعم مصالحه الذاتية والتي يفرقها عن الأنانية الذاتية. كما أظهرت جوانب المؤسسة التي اعتبرها أحمد مدحت أفندي كمركزية لبنية المجتمع الجيد.


فوصفه للطبقة الوسطى من الحريم لا يعطي ضمنًا المفهوم التقليدي للحريم بصورته الثرية النزوية، ولكن في المقابل يصوره كمدخل المرأة إلى العالم الحقيقي؛ فهو يعتقد أن الانحراف عن بنية العائلة المثالية في عالم الحريم طمعًا في المتعة الآنية بدلاً من الحب الحقيقي لن يؤدي إلا للتعاسة. أما مارلين بوث فتركز على وضعية المرأة كقضية قومية في مصر في 1920 فيما يتعلق بعلاقة الدولة بالحريم، قائلة بأن الأدبيات الجديدة آنذاك بدت في هذا الوقت تخاطب “خطيئة” المرأة وسقوطها وليس البغاء وكذلك مكانتها في الفضاء الاجتماعي كقضية سياسية. كما قدمت حجتها في صورة مناظررة بشأن تمثيل المرأة في الشارع وفي عالم الحريم، لذا قارنت تلك النصوص الأدبية بمذكرات النخبة وسيرتهن الذاتية وخبراتهن وتقرأها بالمقارنة بالبغاء الذي كان مقننًا آنذاك.

وقد ركزت الرؤى الأخرى في هذه المجموعة على الجوانب الشخصية والداخلية للحريم، وفتحت مقالة جوليا كلانسي سميث تصورًا جديدًا فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية والاستجمام، مثل السباحة في البحر في عالم الحريم في تونس قبل الاستعمار. في حين قام هيجنر زيتلان واتينبوج بتحليل قضية الحنين إلى الوطن في سوريا المعاصرة، كما كشفت نانسي ميكليرايت دواخل الحياة في عصر الحريم بصور فوتوغرافية ترجع إلى أواخر الحقبة العثمانية. أما جوان ديلبالتو فتختبر الملابس ووسائل الإغراء في القرن التاسع عشر. فيما قامت أوريت باشكين بالتدقيق في عصر الحريم والنساء والطغيان السياسي في العديد من القصص التاريخية لجورجي زيدان.


"
شارك المقالة:
39 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook