يرتبط موسم تزاوج الطيور وتكاثرها بطول ساعات النهار، حيث تحدث تغيرات فسيولوجية لإعداد الطيور للتكاثر مع تزايد ساعات النهار بدايةً من فصل الربيع، فتبدأ الطيور بالبحث عن موقع تتوفّر فيه عدة شروط؛ كوفرة الغذاء، ووجود أماكن مناسبة للتعشيش، كما يجب أن يكون المكان محمياً من الحيوانات المفترسة في الوقت ذاته، وفي هذه الأثناء تبدأ الإناث باختيار شركاء التزاوج من بين الذكور، وتحرص على اختيار من يُظهر الكثير من القوة والحيوية أثناء عروض التودد والمغازلة، وتُظهِر في الطيور عدّة أشكال للتزاوج، وهي كالآتي:
يُغازل الذكر غالباً الأنثى فيبدأ باستعراض ريشه الزاهي لإقناعها بصحته وقوته، وبأنّه الوالد المثالي الذي يمكن أن تحصل منه على فراخ تتمتّع بالصحة، وبالتالي بفرصٍ أكبر للبقاء على قيد الحياة، ويعود للأنثى في النهاية قرار قبول أو رفض الذكر الذي يُغازلها، إلا أنّ الأمور تنعكس عند قلة من أنواع الطيور الأخرى، حيث تكون الأنثى الطرف الذي يُغازل الذكر؛ فتستعرض ريشها الملون أمامه لتُقنعه بالتزاوج معها، ويعود للذكر قبول الأنثى أو رفضها، وبعد ذلك يكون عليه هو لا هي حضن البيض، وحمايته، والعناية بالفراخ بعد خروجها من البيض، ومن أشكال المغازلة في عالم الطيور ما يأتي:
تبني معظم أنواع الطيور أعشاشاً لوضع البيض فيها، وتُبنى الأعشاش على الأرض، أو على الأشجار، أو في الجحور، أو على جوانب المنحدرات من مواد طبيعية، مثل: فراء الحيوانات، والأعشاب، وأوراق الأشجار، والطين، والأشنات، أو من مواد صناعية، مثل: البلاستيك، والخيوط، والأوراق، وتكتفي بعض أنواع الطيور بوضع بيضها في شقٍ بسيط في الأرض بدلاً من بناء عش خاص بها.
تفتقر إناث وذكور الطيور لوجود أعضاء تناسلية خارجية، ولكنها تمتلك المذرق؛ وهو حجرة داخلية تنتهي بفتحة تندفع من خلالها الحيوانات المنوية، والبويضات، بالإضافة لفضلات الجهازين البولي والهضمي، وخلال موسم التزاوج ينتفخ المذرق ويبرز قليلاً خارج الجسم، وعند التزاوج يقفز الذكر على الأنثى ليتمكن مذرقه من ملامسة مذرق الأنثى، وتُساعده الأنثى فتُحرّك ريش ذيلها إلى الجانب لكشف مذرقها، فتنتقل الحيوانات المنوية من مذرقه إلى مذرقها لتخصيب البويضات
يستغرق التبويض ووضع البيض 24 ساعة، لذلك تضع إناث الطيور بيضة واحدة في اليوم فقط، ويختلف عدد البيض الذي تضعه أنثى الطيور في المرة الواحدة من نع لآخر، حيث تضع الطيور الإستوائيّة ما بين 2-3 بيضات، في حين تتمكن الطيور المائية من وضع ما يصل إلى 15 بيضة، كما يختلف عدد البيض في النوع الواحد وفقاً لعدّة عوامل، وهي كما يأتي:
يُعتبر حضن البيض مرحلة ضرورية لتطوّر أجنة الطيور، يقوم خلالها أحد الأبوين بالجلوس على البيض حتى يفقس، وذلك بهدف نقل حرارة مقدارها 37 درجة مئوية تقريباً من بطن الطائر البالغ إلى البيض، وفي بعض الأنواع، مثل: طيور البطريق تُنقل الحرارة إلى البيض من خلال الأرجل، كما تبتكر الطيور الشقبانية طريقة فريدة من نوعها لتعريض البيض لحرارة مناسبة بوضعه ضمن كومة من النباتات المتحللة؛ فتحل حرارة التحلل مكان حرارة الوالدين.
تبدأ إناث الطيور المغردة بحضن البيض عادةً بعد وضع آخر بيضة؛ وذلك حتى يفقس جميع البيض في نفس الوقت تقريباً، في حين تُفضّل طيور أخرى، مثل: البلشونيات، والغرانيق، وطيور الغاق، والطيور الجارحة البدء بالحضانة بمجرد وضع البيضة الأولى، وبالتالي يفقس بيضها في أيام مختلفة.
تختلف مدة حضانة البيض من نوع لآخر من الطيور، وبشكلٍ عام تحتاج الطيور الأكبر حجماً إلى فترة حضانة أطول ويُوضّح الجدول الآتي مدة حضانة بعض أنواع الطيور:
نوع الطائر | مدة الحضانة بالأيام |
---|---|
الكناري | 13 |
البط الموسكوفي | 35 |
الدجاج | 21 |
التدرج | 24-26 |
حجل شوكار | 23-24 |
الحمام | 16-19 |
السمان | 16-18 |
النعام | 42 |
البط | 28 |
البجع | 35 |
الأوز | 28-33 |
الديك الرومي | 28 |
تنقسم الطيور من حيث قدرتها على الاعتماد على نفسها عند خروجها من البيضة إلى قسمين، وهما كما يأتي: