تقع مدينة دانيزلي في منطقة بحر إيجه في جنوب غرب تركيا، في أعالي الجبال العالية بالقرب من نهر ميندر، وهي عاصمة مقاطعة دنيزلي التركية، وترتبط بشكل جيد عن طريق البر بجميع مناطق تركيا بواسطة السكك الحديدية.
على الرغم من أن دانيزلي تقع في منطقة بحر إيجه، إلا أن موقعها في المنطقة الداخلية يمنعها من التأثر بمناخه، في فصل الشتاء قد يكون الجو باردًا، وقد تتعرض المدينة للريح في بعض الأحيان مع تساقط الثلوج على الجبال المحيطة بالمدينة، وفي بعض السنوات يمكن ملاحظة الثلوج في المناطق الحضرية، لكن الشتاء في العموم دافئ وممطر.
الطقس حارًا في فصل الصيف، وفي فصل الربيع والخريف تتمتع المدينة بمناخ معتدل ودافئ، لكنه يمكن أن يكون ممطرا في بعض الأوقات.
لم تتجنب دانيزلي بذل أي تضحيات في التعليم حتى تتمكن من تعليم أبنائها بأفضل طريقة ممكنة، وتحقيق مستقبل باهر لهم، وبفضل هذه الجهود حققت أعلى من المعدل المتوسط فيما يتعلق بمستوى التعليم في تركيا.
تم تطبيق التعليم الابتدائي الإلزامي المستمر لمدة 8 سنوات في المدينة، ووصلت مساهمات المتبرعين إلى مستويات غير عادية، وتضم المدينة عدد كبير جدا من المدارس في جميع المراحل.
تضم عدد من المعاهد المهنية والتقنية التي تلبي احتياجات الدولة لخريجين مزودين بالمعرفة والمهارات المهنية والتقنية وفقًا للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية في مجالات الخدمة والإنتاج في البلاد.
تضم المدينة جامعة باموكالي التي تأسست في عام 1992، وتتمتع بمستوى عال من التعليم والبحث والتوجيه والمعرفة التكنولوجية والمعدات التي برزت كضرورة ملحة بالتوازي مع هذا التطور الكبير الذي تسعى إليه المدينة خاصة وتركيا عامة.
قدمت الجامعة مصدرًا مستقرًا وتضامنًا قويًا مع الدولة، لا سيما في مجالات الهندسة والعلوم والأدب والاقتصاد.
تغيرت منطقة دنيزلي باستمرار في الماضي، لتصبح مركزًا للحضارات المختلفة في تركيا في فترات زمنية مختلفة، فمقاطعة دنيزلي موطن لـ 19 مدينة قديمة، ويجب الاعتراف بها كواحدة من لآلئ السياحة القديمة في تركيا.
توجد بقايا مدينة هيرابوليس التاريخية القديمة المدمرة، بالإضافة إلى أنقاض مدينة لاوديكيا، حيث استقر سكان لاودكية فيها حتى غزوات المسلمين، وسيطر الفرس والمقدونيون والرومان والبيزنطيون والسلاجقة والعثمانيون على المدينة، ولا تزال المدينة قيد التنقيب اليوم، ويوجد بها أنقاض مدينة فريجيا القديمة ومدينة هوناز.
دانيزلي الحديثة مدينة الفنادق والمتنزهات والشوارع الواسعة، تعد الآن تحفة طبيعية ساحرة، حيث تسهم الغابات الواسعة والعديد من مناطق التنزه والتخييم هنام في هذا الثراء الطبيعي والأثري.
يزيد موقعها المتميز كمحطة توقف بين المحافظات الرئيسية مثل إزمير وأنقرة وأنطاليا من جاذبيتها السياحية، وتجذب المنتجعات الحرارية بمياهها الطبيعية ذات الآثار العلاجية الزوار المحليين والأجانب على مدار العام، وتشتهر المدينة بصناعة الغزل والنسيج.
تهتم المدينة بالأنشطة الترفيهية، هناك مهرجان لهواة المسرح يقام سنويا، ويحضره الكثير من الأتراك وعدد كبير من الأجانب، وتتمتع دانيزلي بشهرتها الكبيرة في لعبة الشطرنج، حيث تمتلك ثاني أكبر عدد من لاعبي الشطرنج في تركيا بعد إسطنبول.
تشتهر المدينة بموسيقى شعبية، وإيقاعها هو تسعة ضربات، وهناك الكمان الكاباك من مختلف الأحجام، وتوجد أدوات موسيقية وإيقاعات خاصة بالمدينة.
تحظى رقصات تسمى زيب بشعبية كبيرة في دنيزلي، فهي مصدر شعبي غني ومهم للمنطقة بأدوات وموسيقى خاصة، وهناك رقصات خاصة بالراجل، ورقصات خاصة بالنساء.
مسجد أزيبايام يازير ومسجد بوغازيجي في دنيزلي يستحق الزيارة فعلا، حيث يتمتعان بفن معماري خاص يذهل العيون ويأثر القلوب، ومن المثير للإعجاب مشاهدة قبر محمد غازي في ساحة المقبرة الكبيرة، وقبر سيفير غازي في بلدة ينيسهير.
العربية
