تقع مدينة طيبة القديمة (Ancient Thebes) والمعروفة حالياً بمدينة الأقصر في جنوب مصر، على ضفاف نهر النيل الذي يقسمها إلى شطرين، هما: البرّ الشرقي، والبرّ الغربي، وتبعُد مسافة تُقدَّر بحوالي 670كم من القاهرة، وتغطّي أراضيها مساحة جغرافية تبلغ ما يُقارب 93كم2، وتعدّ طيبة إحدى أهمّ مدن مصر القديمة وأكثرها ثراءً، فقد كانت عاصمة مصر في عصر الامبراطورية الوسطى والامبراطورية الجديدة، كما كانت العاصمة الدينية والسياسية للبلاد لفترة طويلة من الزمن خلال التاريخ المصري القديم.
تمّ اختيار مدينة طيبة كأحد مواقع التراث العالمي في قائمة اليونسكو لعام 1979م، فهي تضمّ في البرّ الغربي منها مقبرة أو ما يُعرف بمدينة الموتى، وهي عبارة عن منطقة تحتوي العديد من المقابر الملكية، بالإضافة إلى بعض المعابد الجنائزية، ومنازل كلّ من الجنود، والكهنة، والعمال، والحرفيين الذين كانوا يخدمون الحكّام المصريين قديماً، أمّا البرّ الشرقي فيضمّ الجزء الرئيسي من
تُعدّ طيبة مدينة فرعونية قديمة، فهي تعود إلى عام 3200 قبل الميلاد، وقد كانت معروفة بعظمتها وثرائها، ونالت اهتمام الفراعنة، فكانت عاصمة لهم، ومركز عبادة الإله آمون رع (إله الشمس)، ولذلك شيّدوا فيها العديد من القصور والمعابد المخصّصة لمختلف آلهة مصر، ويجدر بالذكر أنّ بناء تلك المعابد كان من الأحجار الثقيلة، ممّا ساهم في بقائها لعدّة أزمان، وهذا بدوره ساهم في استمرار مدينة طيبة كمركز مهمّ للعبادة عبر تاريخ مصر.
أصبحت طيبة أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان خلال فترة العمارنة (1353-1336 قبل الميلاد)، إذ وصل عدد سكانها إلى ما يُقارب 80,000 نسمة، وخلال تلك الفترة نقل الفرعون أخناتون (Akhenaten) العاصمة من مدينة طيبة إلى مدينة أخيتاتون (Akhetaten)، وذلك بهدف فصل عهده عن عهد أسلافه كليّاً، ولكن بمجرّد تولّي ابنه توت عنخ آمون (Tutankhamun) الحكم أُعيدَت العاصمة إلى طيبة.
سكن المصريون القدامى الجزء الشرقي من مدينة طيبة، واعتبروها دار الحياة، فعاشوا ومارسوا حياتهم فيها، كما تعبّدوا في المعابد القريبة منهم، أمّا الجزء الغربي منها فقد اعتبروه دار الممات، ولِذلك كانوا يبنون فيه قبورهم، ولهذا السبب نجد القليل من المعابد الجنائزية في وادي الملوك في البرّ الغربي لمدينة طيبة، على عكس مدينة الأحياء على الضفّة الشرقية التي تضمّ العديد من المعابد الكبيرة كمعبد الكرنك الشهير.
تُعدُّ مدينة طيبة إحدى أكثر الوجهات السياحية زيارةً في العالم، وذلك بسبب احتوائها على العديد من المعابد التي كان لها دور أساسي في توضيح طبيعة الحياة اليومية والمعتقدات الدينية التي كانت سائدة قديماً، وذلك من خلال الرسومات الفنية والنقوشات المُتقنة على جدرانها، وقد بُنِيَت معظم الآثار والمعالم السياحية الشهيرة في مدينة طيبة من قِبل أعظم ملوك مصر خلال عصر الدولة الحديثة، ومنها ما يأتي:
يبيّن ما يأتي بعض المعلومات المهمّة المتعلّقة بمدينة طيبة المصرية: