تعرف على مراكز العمران الريفية بمنطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تعرف على مراكز العمران الريفية بمنطقة نجران في المملكة العربية السعودية

تعرف على مراكز العمران الريفية بمنطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
تغطي صحراء الربع الخالي مساحة كبيرة من منطقة نجران، ولا يوجد فيها مركز عمراني كبير إلا مدينة شرورة التي تعد ثاني مدن المنطقة، وقد نمت أساسًا بفضل وجود مدينة عسكرية فيها؛ لذلك يتركز السكان والعمران على نحو 7% فقط من مساحة منطقة نجران؛ خصوصًا في الجزء الغربي منها الذي تقدر مساحته بنحو 25 ألف كيلو متر مربع؛ وبخاصة في وادي نجران وحبونا.
 
إن أكثر من ثلثي سكان المنطقة يعيشون في مدينة نجران ووادي نجران 70.2%، في حين يتركز الباقون في مجموعات من القرى المنتشرة بطول 180كم من وادي نجران جنوبًا حتى يدمة شمالاً، إضافة إلى شرورة وقرية الوديعة في الشرق  
 
أبرز التعداد السكاني لعام 1394هـ/1974م أن سكان الريف في منطقة نجران كانوا يشكلون نحو 67% من مجموع السكان. أما في تعداد عام 1413هـ/1992م فقد انخفضت نسبة سكان الريف إلى قرابة 54%. وقد بينت النتائج الأولية لتعداد عام 1425هـ/2004م استمرار انخفاض نسبة سكان الريف أيضًا إلى أقل من 21%  
 
كما أظهرت نتائج المسح الشامل الذي أجري في عام 1403هـ/1983م لقرى المملكة وهجرها، قلة عدد المراكز العمرانية الريفية نسبيًا في هذه المنطقة  ، حيث شكلت نحو 2% من جملة القرى والهجر في المملكة، ما جعلها تحتل المرتبة العاشرة من حيث عدد المراكز العمرانية الريفية، وكذلك من حيث عدد سكان الريف على مستوى المملكة. كما كانت كثافتها العمرانية الريفية تعادل خمس المتوسط الوطني العام.
 
وتعد منطقة نجران من المناطق ذات الكثافة العمرانية الريفية المتوسطة التي يراوح متوسط التباعد بين مراكزها العمرانية الريفية بين 30 و 50كم. ولكن المراكز العمرانية الريفية في منطقة نجران حققت متوسطًا عاليًا لعدد المساكن بها 85 مسكنًا/مركزًا عمرانيًا ريفيًا، ما جعلها تحتل المرتبة الثالثة على مستوى مناطق المملكة. كما أن متوسطها السكاني 511 نسمة/مراكز عمرانية ريفية وضعها في المرتبة الرابعة بالنسبة إلى مناطق المملكة من حيث أحجام القرى،
 
وتمثل الزراعة الحرفة الرئيسة لسكان الريف المستقرين (نحو 75% من السكان الريفيين) لذلك تركزت القرى في الأودية في الجزء الغربي من نجران، وخصوصًا أودية: نجران، وحبونا، وبدر الجنوب، ويدمة. ويضم وادي نجران معظم القرى، وبعضها الآخر في بقية الأودية.
 
وتتميز قرى وادي نجران بأنها غير متصلة عمرانيًا إلا أن المسافات الفاصلة بينها ليست كبيرة، وآخذة في التناقص مع ازدياد الكثافة السكانية وتوسع العمران. كما يلاحظ بصفة عامة اتجاه التوسع العمراني نحو الشرق في وادي نجران بسبب طبوغرافية المنطقة، حيث إن الأجزاء الغربية من الوادي ذات طبيعة جبلية مرتفعة يصل ارتفاعها إلى أكثر من 1700م كما أنها وعرة لا تساعد في التوسع العمراني على عكس الأجزاء الشرقية التي تتميز باستواء السطح نسبيًا بصورة عامة، إذ يراوح الارتفاع بين 1100و 1200م عند أطراف هضبة الوجيد. وكان الانكسار الذي شكل البحر الأحمر - الذي حدث في بداية الزمن الجيولوجي الثالث - وارتفاع حوافه الشرقية، قد فرض انحدارًا عامًا من الغرب إلى الشرق في هضبة نجران، ووجه شبكات التصريف المائي إلى أودية المنطقة الرئيسة (نجران وحبونا ويدمة) نحو صحراء الربع الخالي في الشرق.
 
وعمومًا فإن المراكز العمرانية الريفية خارج أودية نجران وحبونا ويدمة تكون عادة في شكل عدد محدود من البيوت التقليدية المتفرقة والصفيح والخيام قرب الأودية وهجر الصحراء، ويندر وجود تركزات سكانية كبيرة، وذلك لأن توافر الأراضي الزراعية الكافية هي المحدد الرئيس لحجم كثير من المراكز العمرانية الريفية  
 
إن الشكل الشائع لقرى منطقة نجران هو الشكل الطولي، وكانت المنازل التقليدية تبنى من الطين، ويصل ارتفاعها إلى خمسة طوابق على ضفاف الأودية، وبخاصة وادي نجران ووادي حبونا، أي كانت تأخذ الشكل الخطي متأثرة بنظام الوادي الذي تقوم عليه وتحيط بها الأراضي الزراعية. كما توجد بعض المباني التقليدية المبعثرة التي تحيط بها مزارع ذات مساحات كبيرة من النخيل على أطراف وادي نجران، خصوصًا الأجزاء الشرقية، حيث تنبسط الأراضي وتتسع الأراضي الخصبة على ضفتي الوادي. وتعد بعض منازل قريتي (الحصين وأبو ثامر) مثالاً لهذا النمط من العمران التقليدي المبعثر في منطقة نجران.
ويسمى بيت الطين في منطقة نجران "دربًا"
 
وتتميز هذه الدور بالقوة والحصانة والارتفاع، حيث يصل ارتفاع بعضها إلى خمسة أدوار. وتبنى من الطين، ولكن تتم عملية البناء بحفر أساس المبنى بعمق مترين ثم يبنى الأساس المسمى "الوثر" من الحجارة والطين، وبعد ذلك يبدأ ببناء المنـزل بطريقة المداميك حتى يتم الانتهاء منه. وما زالت قرى منطقة نجران تنفرد بهذا النمط من العمران التقليدي الذي تميزت به عن باقي مناطق المملكة، حيث يعكس ظروفها البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
 
قُسمت منطقة نجران وفق التنظيم الإداري للمناطق في المملكة إلى سبع محافظات بالإضافة إلى مدينة نجران (مقر الإمارة)، هي: شرورة، وحبونا، وبدر الجنوب، ويدمة، وثار، وخباش، والخرخير. وتقوم مقار المحافظات الإدارية بخدمة المراكز العمرانية الريفية التابعة لها. ويتبع لكل محافظة عدد من المراكز الإدارية يبلغ إجمالي عددها في منطقة نجران 59 مركزًا إداريًا تقدم الخدمات والمرافق الأساسية للمراكز العمرانية الريفية والتجمعات السكانية من حولها.
 
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook