لطالما ارتبط الطعام بالوجدان الشعبي للأمم لدرجة أن العديد من الباحثين يرون بأن الطعام علامة ثقافية بارزة تبرز الحدود الاجتماعية؛ فقبل ظهور القومية كانت هذه الحدود تميز بين الجماعات إذ أن طعام بلد ما في النهاية هو ترجمة بشكل أو بآخر لخيراتها؛ فالبلدان المنتجة للزيتون يدخل زيت الزيتون كمكون أساسي في معظم أطباقها الشعبية وهلم جرى.
مؤشرات ودلالات:
غالبًا ما ترتبط الأطعمة الشعبة في بلد ما بعدة عوامل نذكر منها:
ديانة هذا البلد: حيث هناك أطعمة تأكلها طائفة ما وتحرمها أخرى.
التاريخ السياسي للبلد: كالأطعمة التي ظهرت جراء تجاور بلدين أو احتلال بلد لآخر.
الوضع الاقتصادي للبلد: إذ يلعب الاقتصاد دورًا كبيرًا هنا فالبلد الغني باقتصاده غني بأطباقه والعكس صحيح.
الوضع الاجتماعي: فمثلًا المجتمعات التي تكون المرأة عضوًا عاملًا فيها، تختلف أطباقها عن أطباق المجتمعات التي تكون فيها المرأة ربة منزل فقط. هذا وبالإضافة إلى دور العادات والتقاليد في ذلك.
الطعام لغة:
ألا يحق لنا بعد ما ذكرنا عن الطعام وارتباطه بالهوية أن نعتبر أن الطعام الشعبي في بلدٍ ما -وبشكل رمزي- موازٍ للغته ولهجته المحكية، وبأنه لا يقل عنها أهمية كونه ينقل لنا وبأمانة جزء كبير مما نحتاج لمعرفته عن هذا البلد، وهاهو الطبق السعودي الشهير ” معصوب ” هير دليل على ذلك، والمكون من الخبز والسمن والقشطة مع الموز والعسل، والذي يستطيع أن ينقل لنا صورة وافرة عن طبيعة السعودية كبلد وافر الخيرات، انحدر معظم سكانه من أصولٍ بدويةٍ تعمل بتربية المواشي والقليل من الزراعة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.