هي أعظم مقابر مصر القديمة، بل أعظم المقابر على مستوى العالم، فالملك توت عنخ آمون من أشهر ملوك الأسرة الثامنة عشر في الدولة الحديثة. تسلم راية الحكم وهو في التاسعة من عمره، فكان بذلك أصغر حاكم مصري في تاريخ الأسرات، حيث حكم مصر من 1334ق.م حتى 1325ق.م.
كان رحيل الملك الصغير مثيرًا للجدل بسبب وفاته في سن صغيرة، لكن العلم الحديث لم يقف عاجزا عند هذى الشكوك؛ فقد صرح عالم الآثار المصري زاهي حواس أن تحليل الحمض النووي لمومياء الملك الصغير أظهر أن سبب الوفاة هو طفيل الملاريا، وكذلك أظهرت أن هناك أمراض وراثية وضمور في القدم اليسرى و تشوه في العمود الفقري، مما ينفي فكرة قتله.
وترجع سبب شهرة مقبرة توت عنخ امون إلى نجاتها من السرقة، لحسن حظنا كي نستمتع بالتاريخ والجمال، و لكي يتعرف أبنائنا على عظمة جدودهم التي تجذب أنظار وقلوب جميع شعوب العالم.
اكتشف عالم الآثار هوارد كارتر مقبرة الملك توت عنخ آمون بعد عناء سنوات عديدة، حيث عثر خلال بعثة للبحث في 1905/1906 على قطعة أثرية تحمل اسم الملك توت عنخ آمون, واكتشف أيضاً مقبرة الملك آي, وفيها عربة حربية مذهبة, وكان الملك آي وزيراً للملك الصغير توت ,والذي تزوج أرملته بعد وفاته وأصبح الملك.
ثم حالت الحرب العالمية الأولى بين كارتر واستكمال الحفريات؛ حتى عام 1917 حيث اكتشف كارتر في وادي الملوك بقايا مساكن عمال قدماء بين مقبرتي الملكين رمسيس الثاني ورمسيس السادس, و حينها أمسك كارتر بخيط الأمل يوم 4 نوفمبر1923 وهو عتبة سلم, واستكمل التنقيب فوجد نفسه أمام ستة عشر سلمة تؤدي إلى باب عليه ختم القبور الملكية, واستمر الحفر حتى توصل يوم 26 نوفمبر إلى مانع ثانِ ووراءه وجد الحجرة بما تحويه من تماثيل ذهب وتماثيل حيوانات وكنوز جمة استغرق نقلها من الغرفة حوالي خمسين يوماً.
تبدأ مقبرة الملك توت بستة عشر سلمة يتبعها دهليز مائل بطول سبعة أمتار, يؤدي إلى حجرة أمامية مستطيلة طولها ثمانية أمتار وعرضها قرابة الثلاثة أمتار ونصف المتر, يتفرع منها ثلاث حجرات, حجرتي التابوت والكنوز شمالاً, وأخرى غربا؛ وجميع حوائط المقبرة غير مزينة بالنقوش ما عدا غرفة التابوت, وكذلك المدخل المؤدي إلى الحجرة الأمامية, الذي اضطر كارتر إلى هدم جزء منه لإخراج الدواليب الكبيرة والتابوت من حجرة التابوت, حيث كان منقوش عليه الآلهه إيزيس, والملك توت عنخ آمون مع أنوبيس والإلهه هاتور.
تم اكتشاف 3500 قطعة أثرية في المقبرة موزعة على غرفها، نستطيع من خلالها التعرف على الحياة المصرية القديمة، حيث تم العثور على ملابس الملك توت عنخ آمون وأقمشة ، وقطع أثاث وكراسي ومصابيح زيتيه, وحلي ذهبية وتماثيل وجعارين وأوعية ومواد للزينة والبخور؛ تضم أيضاً بعض مخزونات الغذاء والمشروبات وأوعية فخارية وذهبية, وكذلك معدات حربية وعربات كانت تجرها الخيول.
وتستطيع عزيزي القارئ أن تستمتع بالعديد من هذه القطع الأثرية بزيارتك للمتحف المصري، حيث يتم عرض حوالي 170 قطعة من كنوز المقبرة, بينما يعرض البعض في متحف الأقصر والقطع المتبقية مخزونة في المتحف المصري.
تم اكتشاف كرسي العرش للملك توت عنخ آمون في الغرفة الأمامية, تحت واحد من ثلاث أسرة كانت في الغرفة, وكان منقوش على خلفية الكرسي اسم الملك وعلى باقي الكرسي نقوش أخرى, وكانت الأسرة الثلاث أحدهم على شكل بقرة وأحدهم على شكل أسد, بالإضافة إلى 25 من القوارير التي تضم مأكولات ولحوم, وتمثالين كبيرين ملونين يحرسان حجرة التابوت, وكذلك أجزاء لأربعة عربات كاملة.
وجد كارتر في حجرة التابوت دولاباًكبيراً يضم ثلاث دواليب أصغر في داخله, وجميعها من الخشب المذهب , تضم الدواليب الأربعة تابوتا من الكوازيت, ويضم التابوت ثلاث توابيت أخرى على هيئة انسان, أصغرها من الذهب الخالص ويحوي مومياء الملك الصغير بجانب حوالي 150 من القلادات والأحجبة المزينة, و11 مجداف خشبي لمركب الشمس .
أهم ما تم العثور عليه في غرفة الكنوز _وهي الحجرة الواقعة شرق حجرة التابوت_ دولاباً مغطى بالذهب يحتوي على أربعة أوانِ كانوبية مخصصة لحفظ أحشاء الملك توت عنخ آمون, كما تم العثور على تمثال أسود لآنوبيس جالساً على الأربع.
مع وصولك إلى الأقصر سواء قادما بالطيران إلى مطار الأقصر أو عبر الأوتوبيسات السياحية يمكنك الوصول إلى مقبرة توت عنخ امون عبر الوسائل الآتية:
يمكنك زيارة الكثير من المعالم بوادي الملوك ومنها :
العربية
