منذ بداية الثورة الصناعية في تركيا وتحديداً بعد تأسيس الجمهورية عام 1923، بدأت الاهتمام بصناعة جميع المنتجات، ولكن لم تتفوق تركيا إلا بعد أن أصبح هدفها أن تكون بلداً متقدماً في هذا المجال (المجال الصناعي) لذلك شمرت هذه الدولة عن سواعد أبناءها وبدأت بخط طريقاً من ذهب كي تتفوق على جاراتها (أوربا) وأثبتت أنها نداً لهم بفعل ما تم إنجازه خلال الخمسة عشر سنة الماضية، اذ تفوقت في الزراعة والدواجن وإنتاج المواد الكهربائية وبدأت في الفترة الأخيرة بانتاج البواخر الحربية، وكنا أفردنا عدة تقارير يبين أين وصلت تركيا في صدارتها في هذه المجالات.

من المجالات الأخرى التي تتفوق فيها تركيا، هو الصناعات الجلدية، وبدأت قصة هذه الصناعة منذ وفود الأتراك إلى بلاد الأناضول قادمين من وسط أسيا ومنذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1923 إلى يومنا هذا تُعد صناعة الجلود والنسيج فيها من أكثر الصناعات الكبرى الشائعة الموجودة في تركيا، حيث برع الأتراك كثيرًا في هذه الصناعات، وخاصة في صناعة الجلود حيث اضطر الأتراك إلى التخصص والتميز في هذه الصناعة بسبب المناخ والطقس شديد البرودة الذي ينتج عن المناخ الأوروبي البارد والذي يزور تركيا كل عام فكان لا بد من الاهتمام بصناعة الجلود بشكل كبير ومحترف.

وبعد تأسيس الجمهورية التركية عمد المسؤولون الأتراك إلى بناء المناطق الصناعية في أماكن بعيدة عن المناطق السكنية وبشكل منتظم وشامل لجميع الخدمات التي يمكن أن يحتاجها العاملون داخل المنطقة الصناعية أو التجار ورجال الأعمال الوافدين للمنطقة الصناعية من الخارج للتسوق ومحاولة استيراد البضائع، ومن الامثلة على المناطق الصناعية المنتظمة والشاملة لجميع الخدمات يمكن ذكر منطقة إسطنبول الصناعية لصناعة الجلديات ""إيدوسب"".

التخطيط الصحيح

خططت نقابة الحرفين المتخصصين بصناعة الجلديات عام 1982 لإقامة منطقة صناعية منظمة ومزودة بجميع الخدمات لجمع الصناعات الجلدية في منطقة واحدة توفر للعاملين والزبائن الكثير من الخدمات التي يمكن أن تسهل عملها ومصالحهم، وبعد عرض المشروع من قبل نقابة الحرفيين المتخصصين بصناعة الجلديات على وزارة التجارة والصناعة التركية في نفس العام وافقت الأخيرة على المشروع وأوضحت بأنها على استعداد تام لدعم المشروع والعمل على إتمامه بكامل الخدمات.

بعد موافقة وزارة التجارة والصناعة التركية على دعم مشروع إقامة المنطقة الصناعية تم تأسيسها عام 1983 وبتاريخ 15 نيسان/ أبريل 2000 وبموجب القانون 24021 أصبحت إيتوسب منطقة صناعية منظمة ذو هيكل إداري خاص ومتصل بغرفتي صناعة وتجارة إسطنبول وبوزارة الصناعة والتجارة التركية.

ويعتبر وجود إيدوسب في منطقة إسطنبول أحد أهم وأكبر المدن الصناعية في العالم، ومن أهم المميزات التي تميز إيتوسب حيث يمكن زيارتها والإطلاع على الشركات والمنتجات الموجودة به دون أي جهد فقط مايحتاجه التاجر أو رجل الأعمال هو الهبوط في مطار صبيحة غوكجان ليصبح بعيدًا عن إيدوسب 5 كم فقط.

تبلغ مساحة إيتوسب 92 مليون و500 ألف كم2 ويوجد فوق هذه المساحة أكثر من 1000 شركة متخصصة بصناعة الجلديات المتنوعة، وتتميز هذه المساحة أيضًا بوجود العديد من المرافق والمؤسسات الخدماتية بداخلها مثل المسجد والفنادق ومواقف السيارات الواسعة وملاعب كرتي قدم وسلة ومطاعم ومقاهي عديدة ومركز تسوق لعرض المنتجات التي تُنتج داخل إيدوسب والعديد من البنوك ومراكز الصرافة والمكاتب الاستعلامية والاستشارية ومكاتب العقارات ومكاتب الترجمة وغيرها الكثير من الخدمات التي يمكن أن يحتاجها العامل أو الزائر المحلي أو الأجنبي أثناء زيارته لإيدوسب.

وإلى جانب الصناعات الجلدية التي يتم صناعتها داخل منطقة إيتوسب يوجد أيضا ً بعض الصناعات الخاصة بالمجالات الأخرى مما يجعل إيدوسب منطقة متخصصة بصناعة الجلدية ومتفرعة ببعض الصناعات الأخرى ويمكن سرد الصناعات الموجودة في منطقة إيتوسب الصناعية بالشكل التالي:

ـ صناعة الملابس الجلدية.

ـ صناعة المواد الكيميائية الخاصة بصباغة الجلديات.

ـ الصناعات المختصة بإعادة تدوير المواد القديمة المستخدمة لإعادة صناعتها من جديد.

ـ صناعة المنسوجات بأنواعها.

ـ صناعة المواد الكيميائية بأنواعها.

ـ صناعة مواد البناء.

ـ صناعة الجلديات الخاصة بفراش السيارات.

ـ صناعة الجلديات الخاصة بالأثاث.

ـ صناعة عبوات التخزين الجلدية.

ـ صناعة الحقائب الجلدية.

ـ صناعة الإكسسورات الجلدية.