يتميز المستثمر الذكي بالعديد من المقومات التي تجعله يسيطر على أمواله، قبل أن يفرض سيطرته على السوق، وعندما يصبح لديك هذا النوع من الفن والثقافة؛ فإنك ستغدو واحدًا من أفضل المنخرطين في لعبة المال.

تتمثّل عملية الاستثمار بذكاء في عدم سحب الأموال بطريقة عشوائية، أو اقتحام عالم الأعمال دون تخطيط مسبق؛ فأنت إذا قررت أن تنتهج خطوات المستثمر الذكي ستتمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة؛ وذلك حتى في حالة امتلاك القليل من المال.

حيل التفكير المتجدد

لن تسحب أقل مقدار من النقود؛ دون أن تكون في حاجة حقيقية لاستغلاله بالطريقة الأمثل، أو عندما تمتلك مصدرًا آخر للدخل. قد تشكك في قدراتك على التعامل مع أقل مبلغ من النقود؛ إلا أنك ستتمكن من التصرف بذكاء وحنكة واضحتين عندما يتعلق الأمر بمستقبل مشروعك.

قد يكون كل ما يحتوي عليه جيبك من نقود حوالي 25 دولارًا فقط، وهو المبلغ المالي الذي لا يكفي حتى لشراء وجبة من أحد مطاعم الوجبات السريعة؛ لكن انتظر، ولا تفقد حماسك سريعًا؛ فهذه النقود القليلة قد تكتب مسارًا جديدًا لحياتك العملية.

يتحكم الحماس في قراراتك الحيوية؛ لهذا يجب أن تحافظ عليه قدر المستطاع، فهو الذي يطرق أبواب المستقبل، وأنت الآن على أعتابه، واعلم أنه ما دمت تنفق نقودًا على تطوير مشروعك، فأنت تسير على درب النجاح الصحيح.

فقط بـ25 دولارًا يمكنك تطوير مشروعك، ووضعه على خارطة حملة تسويقية، وإعلانية مميزة، أو وضع حجر الأساسي لمشروع إلكتروني، ويمكنك أن تحصل على استضافة من أحد المواقع، مع سرعة قوية، وقالب مجاني، ومن ثم، تعتمد على المقالات الحصرية؛ ما يجذب الإعلانات إليك.

المستثمر الذكي

لا تتخلَ عن فكر الاستثمار الذكي؛ فبدون هذه الثقافة، وفن التعامل مع النقود، لن تنجح في الحصول على أرباح اليوم، ولعل كتاب “المستثمر الذكي”، لمؤلفه “بنجامين جراهام”؛ بمثابة أشهر الكتب في هذا المجال.

اتخذ الكتاب من وارين بافيت؛ الملياردير الشهير، نموذجًا في الاستثمار بهذه الطريقة، الأمر الذي جعله يتعلم الكثير عن كيفية الاستثمار في الأسهم، ومعرفة ذلك السوق جيدًا.

وحرص الكاتب بنجامين جراهام على تعريف هذا النوع من المستثمرين بأنه ناتج عن نوع محدد من الذكاء، ليس له علاقة بقياس حاصل الذكاء؛ وإنما يعني ببساطة التحلي بالصبر، والنظام والرغبة في التعلم، فضلًا عن كبح العواطف والتفكير في قدرة رائد الأعمال على تقديم نفسه وفقًا لشخصيته الخاصة.

التعامل مع الأسهم

قال “جراهام” إن السهم ليس مجرد رمز أو إشارة إلكترونية؛ بل هو حصة ملكية في نشاط له قيمة حقيقية لا تعتمد على سعر سهمه، علمًا بأن السوق يتأرجح دائمًا بين التفاؤل الذي لا أساس له، وبين التشاؤم غير المبرر، وبين هذا وذاك يقف رائد الأعمال يبيع للأول، ويشتري من الثاني.

وأكد أن القيمة المستقبلية لكل استثمار هي وظيفة سعرها الحالي، وكلما ارتفع السعر انخفضت عوائدك؛ لكن يجب أن تضع نفسك في إطار “هامش الوقاية” _كما أسماه_ أي عدم الإفراط في دفع الأموال، مهما يبدو الاستثمار مثيرًا للاهتمام.

ويؤسس الاستثمار بذكاء قاعدة مميزة في عقل رائد الأعمال، كما ينشئ الإطار الفكري الصحيح؛ من أجل اتخاذ القرارات السليمة، فهو يبدأ من داخل الفرد نفسه.