تعرف على مواقع العصور الحجرية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.
أ - موقع الرجاجيل:
يقع موقع الرجاجيل على مسافة 10كم إلى الجنوب من مدينة سكاكا وعلى مسافة 5كم إلى الجنوب من بلدة قارا، وقد شيد الموقع فوق سفح هضبة تطل شمالاً على منطقة منخفضة تمتد إلى عدة كيلومترات. تبلغ مساحة الموقع الحالي نحو 500 × 300م، وقد أحيط بسياج حديدي، إلا أن هناك امتدادات للموقع خارج هذا السياج، وبخاصة في الجهتين الغربية والجنوبية
يتكون الموقع من مجموعات من الأعمدة الحجرية أحصي منها نحو خمسين مجموعة، وتُعد أبرز المظاهر المعمارية في الموقع، حيث تتكون كل مجموعة من عدد يراوح بين اثنين وعشرة أعمدة، جلها ساقطة ومتكسرة عدا عدد محدود من تلك المجموعات لا تزال أعمدتها الحجرية قائمة أو شبه قائمة، ويبلغ أقصى طول لها 3.5م أما عرضها فيبلغ نحو 75سم. تقوم مجموعات الأعمدة على سلسلة من المصاطب الطبيعية، وقد وزعت بشكل عشوائي، وتمثل كل مجموعة منشأة مستقلة تتكون من عدد من الأعمدة رصت على الضلع المستقيم في شكل حدوة الفرس الذي يمثل مسقط المبنى، وتتجه نحو الشرق مواجهة الشمس في شروقها وغروبها، وهذا الوضع يُعد دليلاً قويًا على الطبيعة الأثرية الفريدة لهذا الموقع الذي يشير إلى أن تلك المجموعات أقيمت على أسس دينية وعقائدية
تقوم الأعمدة الحجرية على بقايا أساسات حجرية ذات مسقط على هيئة حدوة الفرس مشيدة من أحجار ذات أحجام كبيرة ، بعضها يشبه الأعمدة القائمة أو أجزاء منها.
في عام 1397هـ / 1977م قام فريق من وكالة الآثار والمتاحف بإجراء المزيد من الدراسة للموقع، وقد تم خلال تلك الزيارة اختيار إحدى مجموعات الأعمدة؛ لتنقيبها وبعد حفرها وإزالة طبقة الرمال المتراكمة فوقها تم الكشف عن منشأة لم تُعرف من قبل تتكون من أربعة ألواح كبيرة من الحجر الرملي وضع ثلاثة منها على الحواف بشكل أفقي، على حين أبعد الرابع قليلاً مع الاحتفاظ بشكل حدوة الفرس، وقد وجد ذلك الفريق في واجهة حدوة الفرس الشرقية بقايا أربعة أعمدة متكسرة كانت تقوم على امتداد الواجهة الشرقية للمنشأة، وبقاياها المتكسرة متناثرة بعيدًا عنها. وفي الحيز الداخلي للمنشأة عثر على طبقة سميكة تتكون من كتل حجرية كبيرة وصغيرة تتخللها الرمال، ويعتقد أن هذه الطبقة وضعت قصدًا لتشكل أرضية مرتفعة تساعد في تدعيم الأعمدة الحجرية القائمة. وعثر أثناء عملية الحفر على بعض الأدوات الحجرية والكسر الفخارية، وهي تماثل ما تم جمعه من سطح الموقع، وتضم الأدوات الحجرية مكاشط، ومخارز، وشفرات من حجر الصوان المصقول. كذلك كشف عن كسر لأوانٍ فخارية بسيطة، وجرة فوهتها مثقوبة، وقطعتين من مقبضي إناء إحداهما مزخرفة، وعلى الرغم من أن هذا النوع من الفخار والأدوات الحجرية ينتمي إلى فترة الألف الرابع قبل الميلاد أو إلى بداية الألف الثالث قبل الميلاد ، بالاضافة إلى الأدلة التي جاءت من عملية الحفر، إلا أن سطح الموقع أمد بكميات كبيرة من الأدوات الحجرية وكسر الفخار الذي تغطيه بطانة باللون الزهري الفاتح، واللون البني الفاتح. تلك المواد وجد لها مقارنات في كل من جزيرة سيناء، وصحراء النقب بفلسطين، وشرق الأردن، ويُعتقد أنها تعود إلى فترة العصر الحجري النحاسي التي يؤرخ لها بفترة الألف الرابع قبل الميلاد
تنتشر على سطوح معظم الأعمدة الحجرية الموجودة في الموقع مخربشات تتكون من نقوش ثمودية، ووسوم قبائل، وبعض الرسوم الصخرية، وتتباين تواريخ تلك المخربشات تبعًا لوضعية الأعمدة، حيث يظهر أن بعض تلك المخربشات نقش على الأعمدة بعد تغير وضع الأعمدة من وضعها المستقيم إلى الوضع المائل؛ ما يشير إلى تباين فترات تلك المخربشات، خصوصًا بعض وسوم القبائل التي يظهر أنها نقشت في مراحل متأخرة، ولا شك أن بعض تلك المخربشات لا ترقى إلى تاريخ الموقع، بل يعتقد أنها تعود إلى مراحل متأخرة
وبالقرب من موقع الرجاجيل سجل عدد من مقابر التلال، خصوصًا في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الرجاجيل، وهي تماثل نماذج المقابر الركامية في مناطق مختلفة من الجزيرة العربية. تعود تلك المقابر إلى فترات حضارية مختلفة، لكن إحدى تلك المقابر الواقعة فوق قمة أحد المرتفعات الصخرية تتعاصر مع مجموعات الأعمدة الحجرية في موقع الرجاجيل. وبعد استكشاف ذلك التل تبين أنه مشيد بطريقة عشوائية من أحجار رملية، وعثر داخل المدافن على كسر فخارية، فيما اختفت الأدوات الحجرية. كذلك كشف إلى الجنوب الغربي من موقع الرجاجيل عن مجموعة من المدافن الركامية
ب - موقع الشويحطية:
يوجد موقع الشويحطية بالقرب من قرية صغيرة تسمى الشويحطية تقع على مسافة 45كم إلى الشمال من مدينة سكاكا بمنطقة الجوف. يبعد الموقع عن القرية الحديثة بمقدار 5كم باتجاه الجنوب الغربي، وتنتشر المواقع على سلسلة من المرتفعات الصخرية على جانب أحد أفرع الأودية الصغيرة التي تغذي وادي الشويحطية
اكتشف موقع الشويحطية من قِبل فريق المسح الأثري الشامل الذي قام بزيارة المنطقة في سنة 1397هـ / 1977م وقد تم في تلك المرحلة جمع 97 أداة حجرية من فوق سطح الموقع، فاتضح أن هذه الأدوات أو جلها لا تتشابه مع أي مجموعة أخرى عرفت في مواقع المملكة، وقد تم تصنيفها على أنها تعود إلى فترة ما قبل العصر الأشولي، وربما تكون ذات علاقة بما تم اكتشافه في شرق إفريقية، في عام 1400هـ / 1980م. وبإعادة فحص تلك المجموعة من الأدوات الحجرية أكدت المقارنة العلاقة بينها وبين بعض القطع التي كُشف عنها في مواقع شرق إفريقية، وتعود إلى العصر البليستوسيني القديم، وبخاصة فترة الألدوان المتطور؛ لذا كانت نتائج هذا الفحص مثيرة للغاية؛ ولكن نظرًا لمحدودية حجم العينة المدروسة فقد قللت من مصداقية هذا الكشف الذي يشير إلى أن موقع الشويحطية يعود إلى فترات قديمة جدًا. وللتأكد من تلك النتائج الأولية فقد تم إرسال فريق من وكالة الآثار في عام 1405هـ / 1985م برئاسة نورمان والين لإجراء مزيد من الدراسة وأعمال التنقيب في الموقع
يتكون الموقع من مجموعة من المستوطنات يبلغ عددها سبع عشرة، تنتشر على أسطحها أدوات حجرية متجانسة، وعلى الرغم من تباين مواقع تلك الأدوات، إلا أنها تتشابه تشابهًا كبيرًا يؤكد انتماءها إلى فترة حضارية واحدة، لذلك احتفظ الموقع برمزه السابق 2010 - 49 وأعطيت المواقع السبعة عشر أرقامًا أبجدية تبدأ بالحرف (أ) وتنتهي بالحرف (ع). ويظهر من توزيع المواقع أنها تشغل المدرجات الأكثر ارتفاعًا بعيدًا عن سهل وادي الشويحطية وأخطار الفيضانات، وكان اثنان من المواقع السبعة عشر مصدرًا للحجارة المستخدمة في صناعة الأدوات الحجرية، هما: الموقع (أ)، (أأ)
تتباين المواقع من حيث المساحة وكثافة الأدوات الحجرية المنتشرة على السطح، ويعد الموقع (ح) أكبر المواقع مساحة، حيث تبلغ مساحته 214×336م وهذا الموقع كبير جدًا، ويليه في المساحة الموقع (م) وتبلغ مساحته الإجمالية 39.793م في حين بقية المواقع أصغر من ذلك، وأصغر تلك المواقع (ل) الذي تبلغ مساحته 2.180م
توصلت الدراسة الجيولوجية التي أجريت على وادي الشويحطية إلى أن بيئة هذه المنطقة تناسب إنسان العصور الحجرية، حيث تم الكشف عن عدد من الكهوف التي وفرت لإنسان العصور الحجرية ملاذًا؛ إذ كان يستخدمها للاحتماء من مظاهر الطقس والكوارث الطبيعية
تركزت الدراسة الميدانية للمواقع على إجراء مسح شامل، وعمل خرائط شبكية تم من خلالها جمع عينات من الأدوات السطحية، وحفر مجس واحد مساحته 1×1 في كل موقع من المواقع السبعة عشر؛ وذلك لمحاولة الحصول على مادة أثرية موثقة من الطبقات الأثرية، إلا أن أعمال التنقيب لم تظهر سوى أداة واحدة فقط في الموقع (ز)؛ حيث تم اكتشاف ساطور على شكل شظية حجرية. وقد تم جمع 1.884 أداة حجرية من المواقع السبعة عشر الأخرى كانت ظاهرة على سطح الأرض، 1.517 قطعة منها تعود إلى فترة الموقع القديمة، وهي مرحلة الاستيطان الرئيسة في موقع الشويحطية التي تؤرخ لعصر الألدوان (ب) المتطور على حين 367 أداة حجرية تعود إلى مرحلة استيطان أحدث من المرحلة السابقة، وربما كانت تلك المرحلة هي فترة العصر الحجري القديم الأوسط.
إن الأدوات التي تم العثور عليها في الموقع، هي: سواطير، وأدوات متعددة الأسطح، وأدوات كروية الشكل . وتنقسم الأدوات التي تعود إلى الفترة القديمة إلى مجموعتين: المجموعة الأولى، ويبلغ عددها 714 أداة تمثل أدوات مكتملة الصنع، أما المجموعة الثانية البالغ عددها 803 أدوات، فهي قطع من فئة النوى والقطع الحجرية الصغيرة، والغليظة والشظايا، والمطارق الحجرية . وقد صنعت جميع أدوات الفترة القديمة من حجر الكوارتز الذي استخدم إلى جانب الشرت والحجر الجيري في صناعة الأدوات التي تعود إلى المرحلة المتأخرة، فترة العصر الحجري القديم الأوسط
لقد أمكن تحديد تاريخ فترة الاستيطان في موقع الشويحطية من الدراسة المقارنة مع نتائج الحفريات التي أجريت في موقع أولدوفاي جورج في شرق إفريقية، حيث اكتشف للمرة الأولى أنماط من الأدوات عرفت بالأولدوان المطور (أ) والأولدوان المطور (ب) وحيث إن الأدوات المكتشفة في موقع الشويحطية تتماثل مع أدوات الأولدوان التي من أبرزها: السواطير والأدوات متعددة الأسطح، وكروية الشكل، وبنسبة أقل الأدوات القرصية فقد أمكن إيجاد تشابه كبير بين تلك الأدوات وما تم كشفه في كل من موقع أولدوفاي وموقع كاديب في الحبشة، لذا يمكن القول: إن مواقع الشويحطية تؤرخ وتنتمي إلى فترة الأولدوان المطور (ب) ويراوح تاريخها بين 1.3 و 1 مليون سنة . وقد أمكن تحديد هذا التاريخ بدقة عن طريق القياس الإشعاعي لعنصر أرغون البوتاسيوم والانشطار الذري، بالإضافة إلى تحديد التاريخ بالمغناطيسية القديمة وبقايا العظام المبني على دراسات الاستحاثة، وتعتمد الطريقتان الأوليان على نسبة معروفة من تآكل النظائر المشعة للبوتاسيوم واليورانيوم، أما قياس المغناطيسية القديمة فيكشف التذبذبات في قوة المغناطيسية القطبية في فترات مختلفة في الماضي مع ظهور تأثير مغناطيسي أقوى للمنطقة القطبية الشمالية والجنوبية
هناك عدد من المواقع في الشرق القديم تماثل موقع الشويحطية، أهمها: موقع العبيدية في وادي الأردن بفلسطين الذي أمكن تحديد تاريخه عن طريق تقديرات أرغون البوتاسيوم، والقياسات الإشعاعية الحديثة التي أشارت إلى أن تاريخ الموقع يعود إلى أكثر من مليون عام. كذلك عُثر في الأخدود المركزي في سورية وعلى طول الجزء الأوسط من وادي العاصي، على عدد من الأدوات الحجرية المتناثرة، أبرزها: السواطير والأدوات المتعددة الأسطح، وهي تماثل ما تم العثور عليه في موقع العبيدية
تؤكد الدراسات الأولية التي أُجريت على موقع الشويحطية أنه يعد أقدم موقع يتم اكتشافه في أراضي المملكة، إذ يفوق عمره المليون سنة، وينتسب إلى ثقافة عصر الأولدوان المطور (ب) وتماثل المواقع الأخرى التي تم الكشف عنها في فلسطين وسورية هذا الموقع، من حيث التاريخ والخصائص الحضارية. وتشير المواقع المكتشفة في الشويحطية، وحجم تلك المواقع، وكثافة الأدوات الحجرية إلى أن الإنسان الأول الذي استوطن غرب آسيا استقر في هذه المنطقة لفترة زمنية طويلة، كما استوطنت الموقع بعد ذلك مجموعات بشرية أخرى، لكن مخلفاتها الحضارية كانت أقل كثافة، ومدة مكوثها أقصر. ويظل موقع الشويحطية أقدم المواقع الأثرية في المملكة، ويعد كذلك من بين أقدم المواقع الأثرية في غرب قارة آسيا
ج - موقع جبل ماقل:
يوجد هذا الموقع على مسافة 1كم شمال بلدة كاف بمحافظة القريات على السفح الشرقي لجبل ماقل الواقع في وادي ميشار. يتكون الموقع من مجموعة من الدوائر الحجرية الملحقة أحيانًا بأقسام داخلية وملحقات خارجية ذات تصاميم عشوائية. ونظرًا لكثرة تلك الدوائر الحجرية في الموقع فإنه من المبكر في هذه المرحلة نسبتها جميعًا إلى فترة استيطان واحدة، حيث إن بعضها لم يعثر فيه على أدوات حجرية
عثر في أجزاء من الموقع على أدوات حجرية متنوعة، مثل: الأسنة الكبيرة والصغيرة، أدوات القطع المشحوذة من الجانبين، وأحجار الصوان المصفح الجانب، وعدد من المقاشط، يعود بعضها إلى فترة العصر الحجري النحاسي، حيث وجدت أدوات شبيهة لها في موقع جاوا في الأردن الذي لا يبعد سوى 100كم شمال جبل ماقل
د - موقع 201 - 54:
كشف عن هذا الموقع في موسم عام 1397هـ / 1977م إلى الغرب من دومة الجندل، حيث يقع فوق قمة تل معزول من الحجر الرملي يرتفع 75م فوق مستوى منخفض وادي السرحان، ولا يمكن رؤيته من أسفل الوادي. يتكون الموقع من قرية من الدوائر الحجرية يزيد عددها على خمسين منشأة موزعة بشكل عشوائي فوق منطقة مساحتها 150×100م فوق أعلى قمة التل، بالإضافة إلى عدد من الدوائر الحجرية الأخرى التي تنتشر على سفوح المرتفع والمنحدرات، معظم المنشآت الحجرية معزولة بعضها عن بعض ويلحق في المجموعات ملحقات وأبواب دخول في الجانب الأيسر من المنشأة
عثر داخل مجموعات الدوائر الحجرية وفي محيطها على كمية من الأدوات الحجرية المستخدمة، مثل: الرقائق المسننة، والمخارز، ورأس رمح كبير ذي حدين وأدوات كبيرة، مثل: المجارف، والقادوم، والإزميل والساطور، بالإضافة إلى كميات من المواد الخام غير المصنعة
هـ - موقع 201 - 56:
يوجد هذا الموقع على مسافة 25كم غرب دومة الجندل على حافة وادي السرحان، ويمتد إلى مسافة كيلو متر، وعرض 100م، وهو ينتشر فوق قمة ثلاث روابٍ في طرف الوادي، ويتكون الموقع من سلسلة كبيرة من الدوائر الحجرية، والنصب الركامية تم إحصاء أكثر من مائة دائرة حجرية فيه، وهي تشكل قرية أكبر من القرية السابقة، موقع 201 - 54. وتنتمي دوائر هذا الموقع إلى النمط المركب، وهي تختلف في أسلوب بنائها عن الموقع 201 - 54 ولا تحوي مداخل. وقد شيدت الدوائر من كتل من الحجر الجيري على هيئة ألواح ثبتت بشكل رأسي أو أفقي مكونة منشأة مسورة. عثر في داخل تلك المجموعات على كمية من الأدوات الحجرية، منها: مكاشط ذات حد واحد، وشفرات من الصوان، وشفرات منشورية الشكل، وأسنة ومخارز، ومجارف، بالإضافة إلى كمية من الأحجار غير المصنعة، وعلى الرغم من التباين بين مجموعات الأدوات الحجرية في هذا الموقع، والموقع السابق 201 - 54 إلا أن الأدوات الحجرية تعكس بصفة عامة ثقافة العصر الحجري النحاسي بفلسطين وسيناء، وبذلك يمكن إرجاع تاريخها إلى الألف الرابع قبل الميلاد
و - مواقع حوض سكاكا الجنوبي الشرقي:
توجد مجموعة كبيرة من المواقع إلى الجنوب الشرقي من سكاكا في طرف حوض سكاكا على حافة صحراء النفود ، لكن أهم موقعين فيها هما 201 - 60، 201 - 61 حيث يمثل الموقع الأول منطقة تصنيع للأدوات الحجرية؛ وهو يمتد إلى مساحة عدد من الكيلومترات المربعة، حيث كان الإنسان القديم يستخدم أحجار الشيرت التي تنتشر على سطح الموقع، لصناعة الأدوات الحجرية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الموقع، إذ لم يتم العثور في هذين الموقعين على أدلة لآثار الاستقرار البشري؛ بسبب عدم وجود أدوات حجرية مكتملة الصنع، أو أدوات مستخدمة، بل نجد أن غالبية ما تحويه المواقع تتكون من قطع الأحجار الناتجة من عمليات التصنيع أو تلك المعدة إعدادًا أوليًا ذات الوجه الواحد التي يبدو أنها مهيأة لصناعة الشفرات الرقيقة، ما يؤكد أنهما موقعا تصنيع، ويعود تاريخ هذين الموقعين إلى فترة العصر الحجري المتوسط