يتسابق المنتجون وأصحاب الشركات والمؤسسات المختلفة على عدد محدود من المستهلكين، وعلى كل كل صاحب منتج أو رائد أعمال يقدم منتجًا من المنتجات أو يعرض خدمة من الخدمات، أن يعرف مكانته في السوق، وأن يدرك جيدًا المكانة التي يحتلها هذا المنتج في السوق؛ حتى يعرف من ينافس بالضبط، والطريقة المثلى للتعامل معهم.
وبناءً على ذلك، عليك ربط منتجك في أذهان المستهلكين بشيء واضح لا يحتمل اللبس أو التأويل، وهو ما يطلق عليه موضعة المنتجات ؛ وهي تلك الطريقة التي يتم بها تعريف المنتج للمستهلكين من خلال ميزة مهمة، أو هو ذاك المكان الذي يحتله في أذهان المستهلكين مقارنة بالمنتجات الأخرى المنافسة له؛ وذلك عبر تصورات، أو مشاعر، أو إدراكات معينة.
تحديد مكان المنتج في السوق ذو أهمية قصوى؛ فكلما تمكنت من التحديد الصحيح لمنتجك في السوق، كان ذلك أسهل في خلق نوع من الوعي لدى المستهلكين به؛ وبالتالي يتمكن هؤلاء المستهلكون من التعرف عليه سريعًا، وهو الأمر الذي سيؤثر، بدون شك، في معدلات البيع فيما بعد.
إن تحديد وضع السلعة في السوق يعني الطريقة التي ترغب في أن تظهر بها في السوق. دعنا نضرب على هذا مثلًا، فلو قلنا سيارات فولفو، فأول ما يتبادر إلى ذهن المستهلك هو الأمان، بينما إذا ذكرنا سيارات مرسيدس فإن ذهن المستهلك سيذهب مباشرة إلى الرفاهية التي توفرها هذه السيارة، وهكذا الأمر مع بقية المنتجات الأخرى.
لكن قبل ذلك، يجب أن تُحدد “السمة” أو “الميزة” أو التي تقوم بموضعة منتجك من خلالها، فاختيار الطريقة الخطأ، يؤدي إلى ضياع المنتج وسط سوق يعج بالمنافسين.
ليس هناك منتج لديه ميزة تنافسية competitive advantages واحدة، وفي الوقت نفسه، ليست كل هذه الميزات على نفس الدرجة من القوة والأهمية للعميل الذي تريد أن تبيعه سلعتك.
إذًا، عليك أن تحدد أو تعرف تلك الميزات التنافسية والقيم المضافة التي يحملها منتجك، ثم تختار من بينها ما تريد أن تُموضع منتجك من خلالها؛ لتنافس بها في السوق، يلي ذلك اختيار استراتيجية الموضعة الشاملة.
هناك طرق كثيرة لربط المنتج في أذهان المستهلكين بطريقة فاعلة ومؤثرة، منها ما يلي:
في النهاية عليك أن تختار أكثر الطرق ملاءمة لمنتجك، والتي قد يتم تحديدها بناءً على السعر والمنافع معًا، فقد تكون استراتيجية مُنتج ما هي تقديم أكبر قدر من المنافع والفوائد بأعلى سعر، وربما يتبع آخر استراتيجية أخرى تتمثل في تقديم بعض الفوائد والمنافع بأعلى سعر.
وهنا تلعب موضعة المنتجات دورها الرئيس، فما الذي يدفع مستهلكًا إلى شراء هذه الفوائد القليلة بكل هذا السعر المرتفع، إلا إذا كان مرتبطًا لديه بأمر يراه نافعًا له، حتى وإن كان فعل الشراء يتم بهدف التميز الاجتماعي.