يقع قصر الحصن في وسط إمارة أبوظبي بين شوارع النصر والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم والشيخ زايد الأول.
وبُني القصر في تسعينيات القرن الـ18 بأمر من الشيخ شخبوط بن ذياب آل نهيان، بهدف مراقبة الطرق التجارية الساحلية وحماية المجتمعات المتنامية على الجزيرة، كما اتخذها مقرًا للحكم والإقامة له ولأسرته.
وجاء هذا نتيجة بداية تشكل المستوطنات في المنطقة خلال عام 1761، حينما شيد تحالف قبيلة بني ياس قصر الحصن كبرج مراقبة يحمي بئر المياه العذبة المكتشفة وقتها، ومن هنا بدأت أنشطة الغوص والبحث عن اللؤلؤ وصيد الأسماك في الازدهار.
وفي عام 1795، أمر الشيخ شخبوط بن ذياب بإجراء بعض التعديلات، فوسع القصر بإضافة جدران خارجية، وبمرور الوقت ضم مرافق إدارية.
ويُعتبر القصر هو أعرق أقدم بناء تاريخي قائم في أبوظبي، باحتوائه على أول هيكل معماري دائم في المدينة، المتمثل في برج المراقبة.
بُني القصر من الأحجار البحرية والمرجانية، وصُبغت جدرانه بخليط من الكِلس والرمال المحلية والأصداف البحرية المطحونة، ورُفعت سقوفه من خشب أشجار القرم، لصلابة هذا النوع من الأخشاب وقدرته على التحمل والدوام لفترة طويلة.
وصُمم القصر بهيكل تميز بنظام التهوية التقليدي المعروف بـ«البارجيل»، وهي بمثابة أقدم أنظمة تكييف الهواء، فتعمل الفتحات الغائرة في جدران على توجيه نسيم البحر إلى الغرف الداخلية عبر الممرات الهوائية الضيقة، كما يشمل على برجين دائريين وآخرين مربعين.
ويتكون القصر من حصن داخلي وآخر خارجي، فيما يُعد الفناء وأعمال البلاط الرائعة على البوابة الشمالية الرئيسية من السمات البارزة والمميزة له.
ويضم القصر في الداخل على متحف يجمع التحف التقليدية والصور التاريخية، بجانب معروضات تشمل قسم التاريخ الطبيعي، الذي يوضح الحياة الحيوانية الصحراوية المميزة مع عرض لتاريخ أبوظبي.
يُعتبر القصر مقر للحكم وللأسرة الحاكمة، وملتقى للحكومة ومجلسًا استشاريًا وأرشيفًا وطنيًا.
ولزيادة تأمين الحصن، أقيمت المدافع على برج المراقبة ليكون بمثابة حصن لها مع حلول القرن الـ19، بعد بروز صناعة اللؤلؤ في منطقة الخليج بشكل كبير.
وفي عام 1966 أمر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإجراء تحديثات جديدة على القصر، كما حوله من مجرد مقر لإقامة الأسرة الحاكمة إلى متحف للمجموعات الأثرية التي تحكي تاريخ إمارة أبوظبي ومنطقة الخليج.
كما وُضعت دائرة الثقافة والسياحة خطة توسعة شاملة للقصر للمحافظة على بنيته الأصلية في عام 2007، باعتباره واحد من أهم الرموز التاريخية في الإمارة، كما بدأت به أعمال الترميم في نفس الفترة.
تحول القصر إلى متحف وطني
وبحلول عام 2018 تحول القصر إلى متحف وطني، خاصةً أنه يعكس تطور أبوظبي من منطقةٍ لاستقرار قبائل بني ياس التي اعتمدت على صيد السمك واللؤلؤ في القرن الثامن عشر، إلى واحدة من أروع المدن العالمية الحديثة، مع العلم أن الآثار التي تحتوي عليها يعود تاريخها إلى 6000 عام قبل الميلاد.
يستضيف القصر عروضًا تشرح كيفية انتقال الإمارات خلال العقود الماضية من حرفة الصيد إلى مناطق متطورة وحديثة، وبخلاف هذه الفعاليات يمكن للزائر الإطلاع على تفاصيله من أبراج وساحات.
كما يستضيف مهرجان قصر الحصن التراثي الإماراتي السنوي، ويُقدم فيه الفن الإماراتي من رقصات فلكلورية وغيرها، وحال الفروغ من كل ما سبق يمكن للزائر التوجه إلى أحد المطاعم المجاورة، أو لمراكز التسوق الشهيرة.
توقيت زيارة القصر
يفتح القصر أبوابه من السبت وحتى الخميس بدءًا من التاسعة صباحًا إلى السابعة مساءً، ومن 12 ظهرًا إلى 10 مساءً في يوم الجمعة
يبتعد فندق «كورت يارد باي ماريوت»، المصنف بـ4 نجوم بمسافة 500 متر عن قصر الحصن، ويتميز باحتواء غرفه كافة على تلفزيون بشاشة مسطحة وبياضات أسرّة فاخرة، بجانب خدمة Wi-Fi، ويتضمن الحمام الرخامي على حوض استحمام ودش.
ويحيط بالفندق أماكن هامة منها الوحدة مول التي تبعد عنه بمسافة 2.4 كم، كذلك مركز أبوظبي للتسوق الذي يبعد عن الفندق بـ2.8 كم، وعن مطار أبوظبي الدولي بمسافة 30 كم.
كذلك يعتبر فندق «كراون بلازا أبوظبي»، المصنف بـ5 نجوم، من أقرب الاماكن لقصر الحصن بمسافة تزيد عن كيلومتر واحد، وهو يقع في منطقة الأعمال المركزية بمدينة أبوظبي، ويبعد بمسافة 12 دقيقة سيرًا على الأقدام من الكورنيش، كما تشمل المرافق مسبح على السطح طوله 18 متر.
وتوفر الغرف المكيفة في الفندق خدمة Wi-Fi مجانية، إضافةً إلى أرضيات خشبية ومفروشات عصرية، كما تشتمل جميع الغرف على منطقة للجلوس وجهاز تلفزيون ذي شاشة مسطحة مع قنوات فضائية، وتتضمن الحمامات الخاصة على لوازم استحمام فاخرة.