تُعتبر جزيرة كابري الإيطاليّة وجهةً سياحيّةً شهيرة يأتيها السيّاح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بإطلالتها على البحر، وزيارة الكهف الأزرق الموجود فيها، ورؤية العديد من أطلال الفيلات الرومانية الإمبراطورية، وتقع الجزيرة جنوب إيطاليا على بعد 31 كم من مدينة نابولي، إذ إنّها تقع على المدخل الجنوبيّ لخليج نابولي غرب شبه جزيرة سورينتو وساحل أمالفي، وتوصف الجزيرة بأنّها كتلة واحدة من الحجر الجيريّ بمساحة 10 كم2، إذ يصل طولها إلى 6.25 كم، ويبلغ أقصى عرض لها نحو 2.9 كم، ويُمكن للسيّاح الوصول للجزيرة عن طريق العبّارات، إذ يتمّ تنزيلهم في منطقتين تُمثّلانِ ساحلين لجرف صخريّ شديد الانحدار، وهما: منطقة مارينا غراندي الواقعة على الشاطئ الشماليّ، ومنطقة مارينا بيكولا الموجودة في جنوب الجزيرة والتي يتمّ التوجّه إليها عندما تكون الرياح الشماليّة شديدة.
وللتعرّف على جزر إيطاليا الأخرى، يمكنك قراءة مقالي: جزر إيطاليا، وجزر إيطاليا السياحية.
يوجد في الجزيرة مدينتان هما مدينة كابري ومدينة أناكابري، بالإضافة لقرية صغيرة واقعة عندَ الميناء وهي قرية مارينا غراندي، ولكلّ مدينة خصائص تُميّزها كما يأتي
تتراوح درجات الحرارة في جزيرة كابري بين 10-31 درجةً مئويّة، فنادراً ما تُسجّل درجات حرارة أعلى من 33 درجةً مئويّةً أو أقلّ من 6 درجات مئويّة، ويوصف الجوّ في فصل الصيف بكونه حارّ وجافّ وغالباً ما تكون السماء صافية، وفي المتوسط يكون شهر آب أدفأ الشهور طوال العام، فيكون متوسط درجات الحرارة فيه نحو 29 درجةً مئويّة، ويستمر موسم الجفاف لمدّة تصل إلى 4.2 أشهر، وذلك من بداية شهر أيّار وحتّى التاسع من شهر أيلول، ويُعدّ شهر تموز أكثر الأشهر جفافاً طوال العام، إذ يُسجّل اليوم السابع من شهر تموز أقلّ نسبة رطوبة بما لا يتجاوز 7%.
أمّا فصل الشتاء في الجزيرة فهو بارد، ورطب، وعاصف، وغالباً ما تكون السماء غائمةً جزئيّاً، وفي المتوسط يكون شهر كانون الثاني أبرد الشهور بمتوسط درجات حرارة يصل إلى 12 درجةً مئويّة، ويمتدّ الموسم الرطب نحو 7.8 أشهر، وذلك من التاسع من سبتمبر إلى الأول من مايو، وتشهد الجزيرة أكبر كميّات من الأمطار في شهر تشرين الثاني إذ يبلغ متوسط كميّات الأمطار فيه 111.8 ملم، أمّا أقل كمية للأمطار فتكون في شهر تموز إذ يبلغ متوسط كميات الأمطار فيه 12.7 ملم فقط، كما تصل الرطوبة إلى ذروتها في السابع والعشرين من تشرين الثاني بنسبة تصل إلى 39%، ويُنصح بزيارة الجزيرة بدءاً من أواخر نيسان حتّى أواخر حزيران للاستمتاع بالأنشطة الخارجيّة، أو من منتصف أيلول حتّى أواخر تشرين الأوّل.
يتكوّن الغطاء النباتيّ في الجزيرة بشكلٍ أساسيّ من شجيرات البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من الأشجار؛ كشجرة المستكة، والآس، والقطلب، والخلنج، والسرو، وبعض شجرات البلوط، وعادةً ما تكون الأشجار والشجيرات في الجزيرة ذات أوراقٍ صغيرة الحجم، ومُغطاة بطبقة شمعيّة سميكة؛ لتقليل فقدانها للماء وحمايتها من الجفاف ومن أشعة الشمس، ولتعزيز الغطاء الأخضر في الجزيرة يتمّ زراعة عدد من النباتات في حديقة فلورا كابرينس الواقعة بالقرب من بيازيتا، وفي حدائق فيلا سان ميشيل في مدينة أناكابري.
تتنوّع أشكال الحياة الحيوانيّة في الجزيرة، فتُمثّل الحيوانات البحريّة أهمّها بسبب كثرة المسطحات المائيّة المحيطة بالجزيرة، إذ يوجد في مياهها عدّة أنواع من الثدييات، والأسماك، والزواحف، واللافقاريات، كما وجدَ العلماء العديد من الحيوانات الأخرى؛ كالثدييات الصغيرة، والبرمائيات، وعدد كبير من أنواع اللافقاريات؛ كالرخويات، والمفصليّات، والحشرات، بالإضافة إلى العديد من أنواع الطيور المقيمة والمهاجرة.
توضّح النقاط الآتية بعض المعلومات العامّة الأخرى حول جزيرة كابري، وهي كالآتي:
بدأ الاستيطان البشري في جزيرة كابري في عصور ما قبل التاريخ، ومع ظهور الإمبراطوريّات العظمى أصبحت الجزيرة مستعمرةً يونانيّة، ثمّ تحوّلت إلى منتجع تابع للإمبراطورية الرومانيّة، حيثُ أقامَ فيها الإمبراطور أغسطس، وبنى فيها الإمبراطور تيبريوس عدداً من الفيلات، وخلال القرن العاشر تعرّضت الجزيرة لغارات من القراصنة، فبنى سكّانها مدناً بعيدةً عن مستوطناتهم الساحليّة، فأُقيمت مدينة كابري شرق الجزيرة، ومدينة أناكابري في غربها، وتمّ ربط المدينتين بطريق للنقل تمّ إنشاؤه في القرن التاسع عشر الميلادي.
أصبحت الجزيرة تابعةً لدير مونتي كاسينو وإلى جمهورية أمالفي بحلول العصور الوسطى، وخلال الحرب النابلويّة تغيّرت تبعية الجزيرة عدّة مرات بينَ الدولة الفرنسيّة والبريطانيّة، حتى استولت عليها مملكة الصقليتين عام 1813م، ومنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر أصبحت الجزيرة واحدةً من أكثر المنتجعات شعبيّةً في جنوب إيطاليا، ويجدر بالذكر أنّ أصل اسم الجزيرة "كابري" يعود إلى أصلين، فقد يكون أصله كلمة (كابرا) بمعنى الماعز، أو كلمة (الكابروس) بمعنى الخنزير البريّ.
تشتهر جزيرة كابري بتنوّع معالمها السياحيّة، فهيَ تتميّز بجمال المناظر الطبيعيّة فيها، وإطلالاتها الخلّابة، كما يُمكن للسائح الاستمتاع بالأطباق الشعبيّة الشهيّة فيها، والتسوّق بشراء السلع ذات العلامات التجارية العالميّة، وفيما يأتي أهمّ معالم الجزيرة:
يقع ميدان أومبرتو الأوّل (Piazza Umberto I) في مدينة كابري بالقرب من ميناء مارينا غراندي، ويُمكن أن يصل إليه السيّاح بواسطة القاطرات المعلّقة، وأبرز معلم فيه برج الساعة الشهير، ويُمثّل الميدان ساحةً حيويّةً تضم العديد من المقاهي، والمطاعم، ومتاجر بعض المصمّمين المشهورين، ومتاجر للهدايا التذكاريّة، ومحلات لبيع الزهور، والفخار المطليّ بألوان زاهية، والملابس، والعطور المصنّعة محليّاً.
يُعرف كهف أزارو (Grotta Azzurra) باسم الكهف الأزرق، وهو عبارة عن كهف ضخم مغمور بالمياه، مفتوح على مياه البحر بفتحة لا يتجاوز ارتفاعها متر واحد، وكان الرومان يعتقدون بأنّه موطن لحوريّات البحر، ويُعدّ الكهف معلماً رئيسيّاً يجذب السيّاح إليه منذ القرن التاسع عشر، إذ تتوافر عدد من القوارب على مدخل الكهف لنقل للسيّاح إلى داخله، كما يوجد في الجزيرة عدد من الكهوف البحريّة الأخرى؛ كالكهف الأخضر الموجود على الجانب الآخر من الجزيرة.
يتألّف التكوين الصخري الضخم فاراليوني (Faraglioni) من ثلاثة أكوام حجريّة منفصلة من الحجر الجيريّ، حيث يستمتع زوّار الجزيرة برؤية منظر الصخور الرائع في نهاية طريق تراغارا، ومن حدائق أغسطس المليئة بالزهور، كما يُمكنهم السباحة بجوارِه، أو أخذ جولة في القارب لرؤيته عن قرب.
وللتعرّف على السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقالي: السياحة في إيطاليا، وأشهر معالم إيطاليا.
تشتهر جزيرة كابري بعدد من الأطباق، من أشهرها ما يأتي: