أسـس الغازي عثـمان بن أرطـغرل الدولة العلية العـثمانية عام (1299م) على دعائـم قـوامها الدين الاسـلامي الحـنيف و الشريعة السمحاء و توقير كلام الله ، وجاء بعده سلاطين أقوياء حملوا لواء الدولة ووسعوا مساحتها وصار الاسلام يرخي جناحاه على نصف العالم لمدة (600) عام . وفي يوم (25/تموز /1518م) صـدرت الاوامـر السـلطانية بقراءة الـقرآن الـكريم بصورة متواصلة من دون توقف من قبل قراء يمتلكون أجـمـل الاصوات . و لم تتوقف قراءة القرآن لـحظة واحـدة حـتى( 3/ أذار 1924 م ) ، أي أن القراءة أستمرت (405) أعوام و (7) أشهر و (9) أيام ، وهذه القراءة كان مكانها في دائرة خرقة السعادة و هي أحدى أقسام قصر (طوب قابي ) مقر الحكم ...

وظل السلاطين العثمانيون يدافعون عن الاسلام وينافحون أعداء الدين حتى في أصعب الظروف عندما كانت تمر الدولة بحالة الضعف في عصر التقهقر .

ففي عهد السلطان عبد العزيز (1861-1876م) كان الاسطول العثماني ثالث اقوى اسطول في العالم ، وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909م) تقلصت ديون الدولة الخارجية بنسبة (90%) ، وانشأ خطوط السكك الحديد والتلغراف مما كان له بالغ الاثر في تقوية الجيش العثماني ، كما اجريت في عهده رحمه الله أول تجربة لانتاج الغواصات في العالم ويكون بذلك قد سبق برطانيا .

وبسبب هذه الانجازات وصف الباحث (موفق بني المرجة) حالة الدولة في تلك الفترة بأنها (صحوة الرجل المريض) . وتجسد كبرياء وعنفوان الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى حيث أنها لم تتنازل عن سيادتها الكاملة على البحر الاحمر الذي هو أخطر الممرات المائية على الاطلاق ، كما والحقت هزيمة ساحقة بالجيش البرطاني في معركة ( شنق قلعة ) عام (1915-1916م) والحقت به ايضا هزيمة نكراء في معارك حصار الكوت في العراق عام (1916م) .

جزى الله سلاطين بني عثمان عن الامة الاسلامية خير الجزاء.