تعرف على وصف المسكن الجزائري في العمارة الإسلامية

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على وصف المسكن الجزائري في العمارة الإسلامية

 

 

تعرف على وصف المسكن الجزائري في العمارة الإسلامية
 

إن العهد الإسلامي قد أصبغ على المسكن الجزائري طابعاً خاصاً، كما أبقى على معالم حضارتها التاريخية، وابتدأ ذلك بتاريخ تأسيسها الثاني سنة 950 ميلادي على يد (بلكين بن زيري)، وحاول بالتالي أن يوسع رقعة الجزء المتهدّم بالإضافة إلى الاهتمام بتوسيعها تبعاً لازدهارها الاقتصادي والاجتماعي.


ولم تعرف مدينة الجزائر بعد بنائها من قبل بكين انقطاعاً تاريخياً كما حدث في العهد الروماني، بل كانت حلقة متصلة مع أحداث المغرب الأوسط، كما أخذوا في إيصال المدينة بالبحر وبناء برج المنار، كذلك قاموا بإحاطة المدينة بالأسوار، ولعل هذه المبالغة الشدية بالحراسة هي التي جعلت البعض لأن يصف المدينة بالمناعة، كما أن الأسوار كانت بها أبواب محدودة تفتح عند الشروق وتغلق عند الغروب، وأنها لا تفتح للمتأخرين مهما كانت الظروف، وأنها تبقى مغلقة طوال فترة صلاة الجمعة خوفاً من أي هجوم مفاجئ.
 

الأسوار والأبواب لمدينة الجزائر في العمارة الإسلامية:
 

إن أهم تلك الأبواب الموجودة في المدينة الجزائرية القديمة هي: باب البحرية وأبواب الجزيرة والتي أصبحت تعرف بباب الجهاد فيما بعد، وهي تقع في الجهة الشرقية للمدينة، باب السماكة (الديوانة) الواقعة في اتجاه الشمال الشرقي، باب عزون الواقع إلى الجنوب، وهو يعتبر العصب الحيوي بالنسبة للمدينة بحكم اتصاله بالطرق البرية نحو مناطق البلاد الداخلية، باب الجديد الموجود في اتجاه الجنوب الغربي القريب من القصبة العليا.


ولم يكتف حكام الأتراك بهذه الأسوار والأبواب بل عمدوا إلى حفر الخنادق العميقة خلف الأسوار منعاً من وصول المهاجمين إلى داخل المدينة، وبفضل هذه الأسوار والخنادق بقيت المدينة بمنجاة ومنأى عن الأعداء رغم الحملات الهجومية المتكررة طوال ثلاثة قرون تقريباً ابتدءً من حملة الملاح الإسباني، وكلها تحطمت أمام مناعة الأسوار وقوة المدافع، ولذلك عرفت المدينة بعدة ألقاب أهمها الجزائر المحروسة، الجزائر المجاهدة، أو دار الجهاد والجزائر المنتصرة والجزائر المحمية.


وقد صاحب هذا التسوير الجيد للمدينة تركيب عمراني معقد نتيجة توافد العناصر السكانية للمدينة، بالإضافة إلى وجود جالية أخرى من الأندلس، كما تميزت مدينة الجزائر بموقعها المتوسط، حيث تتأثر وتؤثر بكل مظاهر الحضارة المختلفة السائدة في العالم الإسلامي، حيث أن المثال العمراني لمدينة الجزائر لا يختلف كثيراً عن بقية النسيج العمراني في العربية الإسلامية.

شارك المقالة:
46 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook