تعرف على “مهندس بصمة الوجه” بمطار دبي و”بن راشد” كرمه مرتين
“سأبدأ حياتي العملية كشاب أعمال، فقط لأنني لا أريد أن أكون موظفا”.. قالها وفعلها الشاب الإماراتي جمعة الفلاسي، الذي ولج سوق الأعمال ببلاده من باب غير تقليدي، من خلال خلق فكرة “بصمة الوجه”، التي حازت اهتمام حكومة دبي فطبقتها في مطارها الأنشط على مستوى المنطقة.
لم يبدأ مشروعه الأول بقروض بنكية، أو بتمويل من المستثمرين، أو بالحصول على “تركة عائلية” بل باع كما قال “سيارة راقية أهداه إياها والده، واستعاض عنها بسيارة متواضعة، ليتمكن من توفير السيولة المطلوبة، لدفع أولى شركاته إلى النور، وهي شركة صغيرة لصيانة المباني، وقد تحولت اليوم إلى شركة مقاولات يصفها جمعة “بأنها متوسطة الحجم سيسمح لها عما قريب أن تشيد مباني مؤلفة من دور أرضي و12 طبقة”.
عوالم تجارية أغرته
تجارة السيارات هي الأخرى أغرت جمعة الفلاسي فولج عالمها واستطاع أن يعوض السيارة التي “ضحى بها ” بمعارض سيارات، واستطاع أن يترك حضورا متميزا في هذا القطاع؛ حيث بزغ نجمه من خلال المعارض التي يعرض فيها منتجات من مختلف أصناف السيارات الجديدة والمستعملة.
بعد هذه التجارة التقليدية كان جمعة مصرا أن يطرق أبوابا لم يسبقه أحد إلى طرقها فأسس شركة التقنية للحلول الأمنية عام 2003 بمساعدة مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، وحصل على وكالة حصرية من شركة “فيساج” العالمية المتخصصة في هذا المجال، ليكون أول من يدخل إلى دبي نظام “بصمة الوجه” المطبق حاليا في مطار دبي الدولي محققا التميز الذي يبتغيه.
يقول جمعة “في كل مكان هناك أشخاص غير مرغوب فيهم، وآخرون مطلوبون للعدالة، بعضهم يدخلون الدولة بجوازات سفر مزورة وبطرق غير قانونية، هذا النظام يساعد على كشفهم من دون لفت انتباههم، فبمجرد مرور الشخص المطلوب أو المشتبه به من تحت الكاميرات المخصصة، تقوم بتحويل الشكل إلى رموز في قاعدة البيانات المخزنة في جهاز الكومبيوتر في أجزاء من الثانية، ويطلب من غرف العمليات بالتحرك على الفور”.
قطاع العقارات “البقرة الحلوب”
أيضا إلى قطاع العقارات توجه الشاب الطموح، وهو القطاع الذي ما انفك يدر ذهبا على المستثمرين فيه منذ 5 أعوام، فحصل على توكيل حصري لتسويق مشروع “دريم لاند المصري” داخل الدولة وفي دول الخليج، في خطوة تؤكد عزمه وضع أسمه في عالم المال والأعمال الذي لا يزال فقيرا بشباب الأعمال.
ويعلن جمعة اليوم “أننا قمنا ببيع عدد كبير من العقارات السكنية والتجارية في المشروع لمستثمرين محليين وخليجيين وأرقامنا جيدة مقارنة بالفترة القصيرة التي استحوذنا فيها على وكالة التسويق من رجل الأعمال المصري أحمد بهجت”.
القدم التي وضعها جمعة في سوق العقارات من ناحية التسويق شجعته أن يضع قدمه الأخرى من ناحية التطوير، فهو اليوم أمام مهمة تطوير أول مبنى مؤلف من 12 طابقا ضمن مشروع دبي لاند الراقي، بعد أن اشترى قطعة أرض هناك؛ حيث يعتزم أن يضخ ضمن “كونسورتيوم”150 مليون درهم لتشييده وتسويقه، وهذا المشروع من أهم المشاريع التي يعول عليها جمعة في مسيرته كشاب أعمال.
ومع توسع شبكة أعمال جمعة وشركاته المتوسطة الحجم كان لا بد عليه أن يعتمد منهجا إداريا خاصا فمن الصعب أن تلم بكل شيء، يقول “وضعت مدير مشروع لكل شركة يزودني بتقارير أسبوعية تضم معلومات عن تقارير لموظفيه، وهناك متسوق خفي “متغير” يمر على أقسام الشركة وينقل تقريرا إلى جمعة يعرف من خلاله نوعية الخدمة المقدمة من الموظفين، وعددهم 25 موظفا، بالإضافة إلى نحو 95 عاملا موجودين، ونحو 200 آخرين قادمين أعفت مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب جمعة من أحمال الضمان البنكي ومقداره 2000 درهم لكل عامل.
وعلى الرغم من النجاحات اللافتة التي حققه جمعة الفلاسي مقارنة بعمره، يقول “إنه لا يزال في بداية الطريق، وأن مجرد التفكير أنه في القمة يعني أنه فشل، وهناك المزيد من الأهداف التي تستحق العناء لبلوغها”.
أفكار ورؤية
ويبدي الشاب الفلاسي سعادة كبيرة لسماعه أخبار عن إدارة دبي لموانئ ومطارات عالمية، وترتسم على وجهه تقاسيم فرح وهو يقول “لقد قرأت في إحدى الجرائد أن السويد تخطو خطى دبي”.
ويرى ابن الثامنة والعشرين أن لدى الأمة من المقومات ما يؤهلها أن تعاود مكانتها المتقدمة على الخريطة العالمية، فالإسلام دينها، والتاريخ يقف إلى جانبها، أما أبناؤها فيحتاجون فقط إلى محركات لعقولهم ومحفزات لأعمالهم
وبعد سنتين أو ثلاث على عمله حاز على جائزة أفضل شباب الأعمال مقدمة من حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجائزة أفضل مشروع في مجال التقنية الأمنية.
العائلة ودورها
وجمعة من مواليد 1979، متزوج من مواطنة وله طفلة اسمها مريم، ويرى أن دور الأسرة مهم، والشخص الذي لا يملك أسرة يفشل في حياته العملية، “فالمنزل لا بد أن يبعدك عن أجواء العمل ويوفر لك الراحة النفسية التي تدفعك إلى العمل لليوم الثاني بطاقة متجددة، ويقول “ليس عيبا استشارة المرأة، وغالبا ما يكون رأيها صائبا”، لكنه يفضل عدم نقل قضايا ومشكلات العمل إلى بيت الزوجية.
يرفض جمعه تصنيفه كمليونير ويقول “إنه تاجر شاب في بداية الرحلة، وليس المال هدفه الرئيس”، لكن الواضح من نشاطه أنه يطمح الدخول في قائمة المليارديرية التي لن يتوه عن دروبها.
يخاطب جمعة عوائل أقرانه ألَّأ يدلعو “عيالهم” بشكل مفرط، وعليهم تحفيزهم للعمل منذ مراحل الدرسة المبكرة، كما يقول “إن على المدارس أن تربي الأطفال على حب العمل، وأن يكون لديها ورش داخل المدرسة تشجع على امتهان الحرف”.