تعرف كيف استطاعت تركيا التغلب على ظاهرة التدخين في تركيا

الكاتب: رامي -
تعرف كيف استطاعت تركيا التغلب على ظاهرة التدخين في تركيا
"

تعرف كيف استطاعت تركيا التغلب على ظاهرة التدخين في تركيا

عندما ترأس رئيس وزراء تركيا (في حينها) رجب طيب أردوغان اجتماعاً للبرنامج الوطني لمكافحة التبغ في ديسمبر (كانون أول) 2007، قال: ”الصراع ضد استعمال منتجات التبغ أصبح هاماً كمكافحتنا للإرهاب،? هذا ما قاله للمشاهدين المتجمعين في ردهة فندق شيراتون أنقرة. وأضاف: ”تلك المنتجات تقوم حرفياً بقتل أجيال مستقبلنا?.

بعد ثلاثة أسابيع، وقع قانون حظر التدخين في جميع الأماكن العامة المغلقة.

لقد تم توقيع أول قانون لمكافحة التبغ في تركيا في عام 1996، وفي عام 2004 صادق البرلمان التركي على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ WHO FCTC، ملتزماً ببنودها، هذا ما شرحه توكر إرجودر، مدير برنامج مكافحة التبغ في مكتب منظمة الصحة العالمية في تركيا.

وحسب مسح حكومي لاستعمال التبغ أجري في 2006، كان 33% من الكهول مدخنين يومياً، يشملون أكثر من نصف الرجال وحوالي 16% من النساء بعمر 18 عاماً فما فوق.

تم إثر ذلك، تأسيس وحدة خاصة في وزارة الصحة، مهمتها شرح البرنامج الوطني لمكافحة التبغ ووضع خطة عمل. وفي عام 2008، إزداد عزم الحكومة على الحد من هذه الظاهرة إذ تم تمرير تشريع إضافي لمكافحة التبغ، جعل الأماكن المغلقة خالية من التدخين 100%، بما فيها قطاع الضيافة والسياحة. وهو ما عنى أنه واحد من أكثر إجراءات مكافحة التبغ صرامة في العالم، بالتوازي مع دول مثل إيرلندا والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية.



لكن تمرير تشريع ما شيء، وفرضه شيء آخر مختلف تماماً. أما بالنسبة لوعد إحداث التغيير، شكك كثيرون بأن يكون للقانون أثر على ثقافة التدخين في دولة ثقافة التدخين فيها قوية كتركيا. أما الآن (2007)، بعد حوالي 3 سنوات من ممارسة الحظر، عبر الأتراك والسياح على حد السواء عن دهشتهم من القبول الواسع والدرجة التي طبق بها أصحاب المطاعم والحانات القوانين الجديدة.


لم يحدث تحول تركيا بليلة واحدة. بل جاء عبر إجراءات حكومية مدروسة وتدريجية صارمة ومرنة في بعض الأحيان لكي تنشيء جيلاً جديداً يكره هذه الظاهرة. وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية: ”يتم إنفاق حوالي 20 بليون دولار أمريكي كل سنة في تشخيص ومعالجة المشكلات الصحية الناجمة عن استعمال التبغ?، وأضافت أن المدخنين أنفسهم ينفقون 20 بليون دولار إضافية أخرى على شراء السجائر. وفي الواقع، أظهر المسح العالمي للتبغ عند البالغين والذي أجرته منظمة الصحة العالمية عام 2010، أن المدخنين في تركيا ينفقون حوالي 86.7 ليرة تركية كل شهر، أي حوالي 12.7% من ”الحد الأدنى للأجور في تركيا?.


هذا القانون الجديد يبدو أنه قد أثر بنسبة كبيرة على أعداد المدخنين. وفي دراسة حديثة قامت بها بعض منظمات المجتمع المدني في أقسام الإسعاف في أنقرة أظهرت انخفاضاً حاداً في المشكلات الصحية الحادة الناجمة عن استخدام التبغ. وعند المقارنة مع معطيات سابقة قبل نفاذ حظر التدخين، فإن الدراسة تذكر: ”وجدنا انخفاضاً قدره 10-12% في هذه الحالات.?


النفي لثلاثة أيام لمن يدخن

وفي قرية ""ألابالك"" شرقى منطقة الأناضول في تركيا، أجمع كبار السن على اتخاذ قرار بإبعاد كل شخص يدخن داخل القرية إلى خارجها لمدة ثلاثة أيام. وأكد مختار القرية ""على ياكين"" أنَّ هذا القرار اتخذته هيئة كبار السن بهدف القضاء على التدخين فى القرية البالغ عدد سكانها 150 شخصاً، وهذا القرار سيلتزم به ضيوف القرية الوافدين إليها من الخارج، على حد وصفه.
جهود الحكومة التركية لمكافحة التدخين لم تتوقف فى عموم البلاد من خلال حملات التوعية، وقد آتت أكلها بانخفاض نسبة المدخنين ابتداءً من عام 2008، حيث كانت تبلغ 31.3%، لتنخفض إلى 27% عام 2012، وذلك بفضل جهود وزارة الصحة التركية. وقامت منظمة الصحة العالمية بتقديم جائزة فخرية لرئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان لجهوده فى مكافحة التدخين، كما تسلم أردوغان جائزة ""النجاح بمكافحة التدخين العالمية"" التى يقدمها مركز مكافحة الأمراض الأمريكية.


"
شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook