هي حيوانات زاحفة شديدة الضَّخامة عاشت على الأرض منذ عصورٍ سحيقة، وكانت من مجموعات الحيوانات الأكثر انتشاراً على كوكبنا لفترة قدَّرها العلماء بـ 160 مليون سنة تقريباً. اختفت الديناصورات - بجميع أنواعها - من على الأرض، على نحوٍ مفاجئ، قبل حوالي 65 مليون سنة، وقد اختلف العُلماء في تحديد سبب انقراضها، حيث لا زالت ثمَّة تفسيراتٌ عديدة ومتفاوتة مطروحة، إلا أنَّ قسماً كبيراً من المُجتمع العلمي يميل إلى أنَّ السبب كان في اصطدام كويكبٍ ضخم آت من الفضاء الخارجي بسطح الأرض، حيث تسبَّبت سُحُب الغبار المتناثرة عن الاصطدام بحجب أشعَّة الشمس، وبالتالي وقعت تغيُّرات مناخيَّة مفاجئة وشديدة على الكوكب، ولم تستطع العديد من الحيوانات التكيُّف مع تلك التغيرات، فكانت النتيجة انقراض جميع أنواع الديناصورات التي عاشت آنذاك، إضافةً إلى نحو 60% من جميع أشكال الحياة التي كانت الموجودة على الأرض في ذلك الزَّمن.
ظهرت الديناصورات على كوكب الأرض في بداية العصر الترياسي، أي قبل 230 مليون سنة تقريباً، وهي تنتمي إلى مجموعة الزواحف، التي تضمُّ أيضاً السلاحف والتماسيح والأفاعي والسحالي بمُختلف أنواعها. ازداد تنوُّع الديناصورات بوتيرةٍ متسارع على مرِّ العُصور التالية للعصر الترياسي، بحيث أصبحت من الحيوانات الأكثر ضخامةً وتنوُّعاً وانتشاراً على الأرض. لكن لا يُمكن للعلماء التعرُّف على هذه الكائنات إلا عبر أحافيرها ومستحاثاتها التي يُعثَر عليها بصُعوبة بالغة، ممَّا يجعل دراستها أمراً غير سهل. مع ذلك، اكتشف العلماء منذ سنة 1824 وحتى زمننا الحاضر أكثر من ألف نوعٍ من الديناصورات، عاشت على مرِّ 160 مليون سنة من تاريخ كوكبنا.
عاشت على الأرض إلى جانب الديناصورات العديد من الحيوانات الغريبة التي يعتقد الناس أحياناً - على نحوٍ خاطئ - أنَّها ديناصورات، لكنَّها بالحقيقة تنتمي إلى فئاتٍ أخرى من الزواحف. من الأمثلة البارزة على هذه الكائنات ما يُسمَّى التيروصورات (بالإنكليزية: Pterosaurs)، وهي زواحف مُجنَّحة شديدة الضخامة، كان يصل عرض أجنحة بعض أنواعها إلى أكثر من 10 أمتار.كذلك، عاشت في البحار العديد من أنواع الزواحف العملاقة الغريبة، مثل البيلزوصور ذي الرَّقبة الطويلة التي كان يستفيد منها باصطياد الأسماك، والموزاصور الذي كان بحجم الحوت بطوله الذي وصل أكثر من 17 متراً، والذي يُعتَبر أحد أكبر المخلوقات اللاحمة التي عاشت على الكوكب في التاريخ.
مع أنَّ الاتفاق العلمي آخذٌ بالتوجَّه - بصورةٍ متزايدة - نحو فكرة أنَّ اصطدام كويكب بالأرض كان العامل الرئيس وراء انقراض الديناصورات، إلا أنَّ ثمة العديد من النظريات المقترحة التي تُحاول تفسير اختفاء هذه الكائنات عن الكوكب، وهي مُتنوِّعة ومتفاوتة جداً، ومن أهمِّها:
مع أنَّ مُعظم الدلائل تشير إلى أنَّ الطيور هي الكائنات الوحيدة المُصنَّفة ضمن فئة الديناصورات التي نجحت بالبقاء على الأرض بعد انقراض العصر الطباشيري، إلا أنَّ ثمَّة إمكانيَّة في كون عددٍ صغيرٍ منها قد نجا لفترةٍ قصيرة بعده، واستمرَّ بالعيش في بقاعٍ جغرافيَّة مُنعزلة. ليست ثمَّة الكثير من العلامات التي تدلُّ على حدوث هذا، ولا زال العديد من العُلماء يُشكَِّكون به، إلا أنَّ ثمة اكتشافاتٍ يُمكن أن تدعمه؛ فقد عثر العلماء في تشكيلٍ صخريٍّ بولاية مونتانا الأمريكية على مستحاثات ديناصوراتٍ ترتفع 1.3 متر عن الطبقة الصخريَّة التي يُفترض أن انقراض العصر الطباشيري حدثَ عنده، ممَّا يعني أنَّ بعض أنواع الديناصورات قد تكون عاشت حتى 40,000 عامٍ بعد حدوث الانقراض الأساسيّ. رُغم ذلك، يُمكن الردُّ بسهولةٍ على مثل هذه الاكتشافات بأنَّ العظام التي عثر عليها قد تغيَّر مكانها بفعل عوامل المناخ، ونُقِلَت - عَرَضاً - إلى طبقاتٍ صخريَّة حديثة هي، في الحقيقة، لا تنتمي إليها