الأعاصير
تضرب الأعاصير الكثير من الدّول في كلّ سنة، وعلى الرّغم من التقدّم والتطوّر الحضاريّ الذي نعيشه اليوم لا يزال العلم غير قادر على السيطرة على هذه الظاهرة الطبيعيّة الخطيرة والمدمّرة، حيث تصاحبها الكثير من الأمطار الغزيرة، والصواعق، والفيضانات، والسيول، كما وقد تسبّب ارتفاع أمواج البحر لدرجة قد تغرق السفن، وهذا كلّه له خسائره البشريّة والماديّة الهائلة.
الإعصار هو عبارة عن عواصف هوائيّة تدور في شكل دائرة حلزونيّة قويّة، والإعصار مجموعة كبيرة من العواصف الرعديّة، وقد تكون هذه العواصف استوائيّة، أو مداريّة، وتزيد سرعة الرياح فيها عن مئة وتسعة عشر كيلومتراً في الساعة. وممّا يجدر ذكره أنّ هذه الأعاصير لا تنشأ إلّا فوق المياه الدافئة للمحيطات الأطلسيّ، والهنديّ، والهادي، بين خطَّي عرض خمسة وعشرين شمال خط الاستواء وجنوبه أيضاً. ومن أهمّ الأعاصير التي خلّفت آثارها المدمّرة في هذا العالم إعصار ساندي، فكيف حدث هذا الإعصار؟ وما هي الخسائر الجسيمة التي أوقعها؟
إعصار ساندي
هو إعصار كان جزءاً من الأعاصير المداريّة التي ضربت المحيط الأطلسيّ والبحر الكاريبي في آن واحد، وهو الإعصار العاشر الذي ضرب المحيط الأطلسي في العام ألفين واثني عشر، وقد ضرب هذا الإعصار الساحل الشماليّ الشرقيّ في الولايات المتحدّة الأمريكيّة، وذلك في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام نفسه، وقد مرّ هذا الإعصار بعدّة مناطق قبل أن يستقرّ في الساحل الأمريكيّ، فضرب جامايكا، وكوبا، والبهاما، وهاييتي، والدومينكان، وكندا، ليصل أمريكا أخيراً.
كيفيّة تشكّله
إنّ هذا الإعصار على عكس الأعاصير التي سبقته كان عبارة عن عاصفة عاديّة في البداية، لكنّها اندمجت مع النظام الجويّ المعقّد في المناطق الحارّة والرّطبة، وساعد في زيادة قوّة هذا الإعصار وجود هواء بارد في الطبقة العليا من الجوّ ليزيد سرعته وشدّته، وقد اصطدم خلال تشكّله بكتل رطبة وعواصف شماليّة باردة، ممّا أدّى إلى زيادة قوّة الرياح، ليصبح إعصاراً كما حدث.
أضراره
تمّ تصنيف هذا الإعصار من الفئة الأولى والأقوى بين الأعاصير المداريّة، وشهدت مدينة نيويورك الأمريكيّة رقماً قياسيّاً في ارتفاع نسبة الفيضانات فيها، حيث وصل ارتفاع الماء إلى أربعة أمتار تقريباً، وكذلك فإنّ أكثر من أربع وعشرين ولاية أخرى تضرّرت من هذا الإعصار لكن بنسبة أقلّ. يرجّح أنّ قيمة الأضرار الماديّة قُدّرت باثنين وخمسين مليار دولار أمريكيّ تقريباً، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في البنى التحتيّة للشوارع، والأنفاق، والمترو، والبيوت، وتمديدات الطاقة والكهرباء، وغيرها. أمّا بالنسبة للخسائر البشريّة فقد قُدّر عدد القتلى بأكثر من مئة وخمسة وثمانين قتيلاً.