تعرف ما هو الكركم

الكاتب: كارول حلال -
تعرف ما هو الكركم

تعرف ما هو الكركم.

الكركم

الكركم هو نباتٌ يُستخدم كنوعٍ من التوابا، وقد شاع استخدامه منذ القدم لعلاج بعض الحالات المرضيّة، كما يُستخدم في الوقت الحالي كمكمّلٍ غذائيٍّ في بعض الحالاتوتعود معظم فوائد الكركم لاحتوائه على مركبٍ يُسمّى الكركمين (بالإنجليزية: Curcumin)، وهو مُركّبٌ قويٌّ يمتلك خصائص مضادّةً للالتهابات، ولذلك فإنّه يُعدّ فعّالاً كبعض الأدوية المضادّة للالتهابات، كما يمتلك هذا المركب خصائص مضادّةً للأكسدة أيضاً، والتي قد تُحسّن صحّة القلب، ويمكن أن تقلّل خطر الإصابة بالسرطان، ويمكن القول إنّ الكركمين يُكوّن ما نسبته 2-8% من الكركم، وهو ما يُعطي الكركم لونه ونكهته المميزين


ويمكن استخدام الكركم بعدّة طرق، إذ يمكن استخدامه في وصفات الطبخ المختلفة لإضافة النكهة للعديد من الأطعمة والتوابل، كتوابل الكاري الهندية، وبعض أنواع الجبن والزبدة، كما يمكن شربه كشاي، أو إضافته إلى الكثير من الوصفات، أمّا مكمّلاته الغذائيّة فتُستَخدم في بعض الحالات المرضيّة، كآلام المفاصل والتهابها، ومشاكل الكلى، وحرقة المعدة، ومرض ألزهايمر، بالإضافة إلى متلازمة القولون العصبي، ولكن ليست هناك دراساتٌ كافيةٌ تؤكد فعاليّة هذه المكمّلات في هذه الحالات ومن الجدير بالذكر أنّه يُنصح عند شراء الكركم باختيار الأنواع العضويّة وذات العلامات التجاريّة المعروفة للتأكد من جودتها.

 

فوائد الكركم حسب درجة الفعالية

يوفر الكركم العديد من الفوائد الصحيّة لجسم الإنسان، والتي تختلف حسب درجة فعاليتها، ونذكر من هذه الفوائد ما يأتي:

 

احتمالية فعاليته (Possibly Effective)

  • خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول: إذ إنّ الكركم يمكن أن يقلل مستويات الدهون الثلاثية، ولكنّ تأثيره في مستويات الكوليسرول ما زال قيد الدراسة.
  • تخفيف الاكتئاب: إذ إنّ تناول مركب الكركمين مرتين يومياً مدة 6 أسابيع كان فعالاً كدواء الفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine) المضادّ للاكتئاب وذلك بحسب ما أشارت إليه إحدى الدراسات التي أُجريت في جامعة بكين في الصين عام 2005 على الفئران
  • تقليل تراكم الدهون في الكبد عند الأشخاص الذين لا يشربون الكحول: تشير الدراسات إلى أنّ تناول مستخلص الكركم يقلل المؤشرات الدال على حدوث ضرر في الكبد لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراضٍ في الكبد ليست ناتجة استهلاك الكحول، أو ما يُعرف بمرض الكبد الدهني اللاكحولي (بالإنجليزية: Non-alcoholic fatty liver disease)، كما يبدو أنّ الكركم يساهم في الوقاية من تراكم كميّاتٍ أخرى من الدهون في الكبد لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.
  • تخفيف أعراض التهاب المفاصل: إذ يُعتقد أنّ مركب الكركمين الموجود في الكركم يستهدف خلايا التهابيّة معينة، ويثبط الإنزيمات التي تسبب الالتهاب،ولذلك فإنّ مؤسسة التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis Foundation) توصي باستخدام الكركم للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، كما أشارت مراجعةٌ أُجريت عام 2016 إلى أنّ تناول 1000 مليغرامٍ من الكركمين مدة 12 أسبوعاً خففت الألم والالتهاب الناجم عن التهاب المفاصل، ويجدر الذكر أنّه يمكن استخدام الكركم بعدّة طرقٍ لتخفيف التهاب المفاصل؛ حيث يمكن شربه كشاي، أو إضافته للحليب أو القهوة، وغيرها من الطرق. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ المركبات النباتية الموجودة في الكركم يمكن أن تقلل المؤشرات الالتهابية في الجسم، ممّا يساهم في تخفيف أعراض حالة التهاب المفاصل التنكسيّ (بالإنجليزية: Osteoarthritis)

 

لا توجد أدلة كافية على فعاليته (Insufficient Evidence)

  • تقليل أعراض القولون المتهيج: فقد أشارت دراسةٌ أُجريت عام 2004 إلى أنّ الأشخاص الذين تناولوا حبوب مستخلص الكركم يومياً مدّة 8 أسابيع شهدوا انخفاضاً في آلام البطن، وتحسّناً في جودة الحياة، ولكنّ هذه الدراسة لم تكن كافية، وما زالت هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأدلة لتأكيدهاكما أشارت دراسةٌ أخرى أُجريت على الحيوانات عام 2010 في (بالإنجليزية: Himalayan Institute of Medical Sciences) إلى احتمالية قدرة الكركمين على علاج جميع مشاكل الجهاز الهضميّ، إذ يُعتقد أنّه يخفف الانقباضات غير الطبيعية فيه، ولكنّ ذلك غير مؤكد بعد
  • تقليل خطر الإصابة بالسكري: أشارت إحدى الدراسات الأولية التي نُشرت في مجلة Diabetes Care عام 2012، وضمّت أشخاصاً مُعرّضين للإصابة بالسكري إلى أنّ أولئك الذين تناولوا الكركمين مدة 9 أشهر كانوا أقلّ عرضةً للإصابة بالسكري مقارنةً بمن لم يتناولوه ويعتقد العلماءُ أنّ الكركم قد يكون مفيداً للأشخاص المصابين بالسكري، وذلك لامتلاكه خصائص مضادّة للالتهابات والإجهاد التأكسدي التي تُعدّ من عوامل الإصابة بهذا المرض، وقد أشارت مراجعةٌ لأكثر من 200 دراسةٍ نُشرت في مجلة الطب المبنيّ على الأدلة والطب البديل (بالإنجليزية: Evidence-based Complementary and Alternative Medicine) إلى أنّ مركب الكركمين يمكن أن يُحسّن من مقاومة الإنسولين ومستويات الكوليسترول عند المصابين بالسكري، ولكنّ هذه المراجعة قد أشارت إلى أنّه لا يؤثر في مستويات السكر في الدم، وما زالت هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من الدراسات على البشر لمعرفة تأثيره بشكلٍ دقيق
وعلاوةً على ذلك فقد لوحظ أنّ الكركم قد يكون مفيداً للوقاية من المضاعفات الناجمة عن مرض السكري؛ حيث لوحظ في مراجعةٍ شملت مجموعةً من الدراسات عام 2018 على الفئران المصابة بالسكري أنّ تلك التي أُعطيت الكركمين كانت أقلّ عرضةً للإصابة بمشاكل في الكبد،كما وُجد في دراسةٍ أُجريت على البشر أنّ تناول 45 مليغراماً من الكركمين مدّة شهرين قللَّ مستويات الكوليسترول الكليّ والضار

 

وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الكركمين يمكن أن يساهم في الوقاية من المضاعفات الناجمة عن الاعتلال العصبي السكري (بالإنجليزية: Diabetic neuropathy)، كمشاكل العينين، وخزل المعدة (بالإنجليزية: Gastroparesis) الذي يسبب بطئاً أو توقفاً في حركة الطعام خلال الجهاز الهضميّ، والاختلال المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive deficit).
  • تخفيف التهاب القولون التقرحي: (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)؛ فقد وُجد أنّ الكركم يمكن أن يحافظ على هدوء الأعراض الناجمة عن هذا المرض، حيث أشارت دراسةٌ مراجعة أجراها المركز الطبيّ لجامعة ماريلاند أنّ تناول المصابين بالقولون التقرحي لمركب الكركمين قد يجعلهم أقلّ عرضةً للانتكاس عند استخدامه مع الأدوية التي تُستخدم لعلاج هذا المرض، ولكنّ الباحثين قد أشاروا إلى أنّ هذه النتائج غير مؤكدة، وما زالت هناك لإجرائها على عينةٍ أكبر لتأكيدها.
  • تحسين حالات المصابين بالسل: (بالإنجليزية: Tuberculosis)؛ فاستخدام منتجٍ يحتوي على الكركم ونباتٍ يُسمّى القنقينة (الاسم العلمي: Tinospora cordifolia) يمكن أن يقلل البكتيريا، ويحسن شفاء الجروح، كما أنّه قد يقلل تسمّم الكبد الناجم عن العلاجات التي يأخذها المرضى، وذلك بحسب ما أشارت له دراسةٌ أُجريت عام 2008 في جامعة فير نارماد جنوب غوجارات (بالإنجليزية: Veer Narmad South Gujarat University) في الهند
  • تخفيف الألم: إذ يُعتقد أنّ الكركمين يعمل بطريقةٍ مشابهةٍ لدواء الإيبوبروفين عند المصابين بتصلب الشرايين، ففي دراسةٍ أُجريت في جامعة ماهيدول في تايلند عام 2009 وُجد أنّ تناول كبسولاته بجرعة 800 مليغرام قد يوفر هذه الفوائد، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الدراسات لم تتفق على جرعةٍ معينة له يومياً
  • احتمالية تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان: بالإضافة إلى الحد من انتشاره في حال الإصابة به؛ حيث إنّ الخصائص المضادّة للأكسدة المتوفرة في مركب الكركمين يمكن أن تقلل الالتهابات التي تلعب دوراً في الإصابة بالسرطان، وقد أشارت العديد من الدراسات المخبريّة والحيوانيّة إلى أنّ هذا المركب قد يقلل خطر الإصابة بالسرطان، ويبطئ انتشاره، كما أنّه يمكن أن يزيد فعاليّة العلاج الكيميائيّ، ويحمي الخلايا المعافاة من الضرر الناجم عن التعرّض للعلاج الإشعاعي، كما يُعتقد أنّه يمتلك خصائص يمكن أن تقي من حدوث طفراتٍ في الحمض النووي، وتنظّم موت الخلية المبرمج، وقد يساعد على قتل الخلايا السرطانيّة عن طريق تفعيل نشاط إنزيماتٍ تُسمّى الكاسبيز (بالإنجليزية: Caspases) داخل الخلايا السرطانيّة، وهي إنزيماتٌ تُدمّر هذه الخلايا من داخلها، وقد لوحظ أنّ هذا التأثير لا يحدث في الخلايا المُعافاة في الجسم، بل في الخلايا المصابة بالسرطان فقط، ولكن لا يُعرف سبب ذلك بعد
كما لوحظ أنّ نسب الإصابة ببعض أنواع السرطان في البلاد التي يستخدم فيها الناس الكركم أقلّ مقارنةً ببلادٍ أخرى، وعليه فقد طوّر بعض الباحثين من جامعة ولاية واشنطن (بالإنجليزية: Washington State University) وسيلة توصيلٍ دوائية (بالإنجليزية: Drug delivery system) باستخدام الكركمين، وقد ثبّط هذا النظامُ نموَّ الخلايا السرطانيّة في العظام، وعزّز نموّ خلايا عظميّةٍ معافاةٍ جديدةوبالإضافة إلى ذلك فقد وُجد في دراسةٍ أُجريت في جامعة نانجينغ الطبية (بالإنجليزية: ​Nanjing Medical University) عام 2011 أنّ الكركم حسّن حالات المصابين بسرطان القولون والمستقيم،

 

شارك المقالة:
85 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook