تميّز جيل صحابة الرّسول - عليه الصّلاة والسّلام - بأنّهم كانوا خير الأجيال على الإطلاق، وقد اكتسبوا هذه المكانة العظيمة والشّرف الكبير بسبب المواقف التي وَقَفوها في خدمة الدّين والذّود عنه، كما مَثّلتْ أولى فترات التّاريخ الإسلامي مرحلةَ المخاض لِولادة الدّولة الإسلاميّة الأولى في المدينة المنوّرة، وذلك بعد الآلام والمعاناة التي تحمّلها المسلمون من قِبَلِ كفّارِ قُريش، إلى أنْ شاء الله التّمكين لهذا الدّين.
كانت علاقة أنس بن مالك بالنّبي - عليه الصّلاة والسّلام - علاقةً وثيقةً؛ حيث لازم النّبي الكريم مُنذُ قُدومه إلى المدينة المنوّرة مُهاجراً، وقد كان عُمُر أنس - رضي الله عنه - حينها هو عشر سنوات حين أَتَتْ به أُمّه (أمّ سليم) إلى رسول الله لِتعرضَ عليه أنْ يَكونَ أنس خادمًا وكاتبًا بين يديه.
دعا النّبي - عليه الصّلاة والسّلام - للصّحابي الجليل أنس بن مالك أنْ يُكثِّر اللهُ ماله وولده، وقد استجاب الله دعاء نبيّه؛ حيث كان لِأنس الكثير من الأولاد والأحفاد، كما طال عُمُرُ أنس - رضي الله عنه - حتى كان آخر من تُوُفّي من صحابةِ رسول الله، وكان ذلك في العام الثّالثِ والتّسعين للهجرة، رضي الله عنه وأرضاه .