تعريف الشعر الجاهلي

الكاتب: بتول فواز -
تعريف الشعر الجاهلي

 

تعريف الشعر الجاهلي 

يمكنُ القول في تعريف الشعر الجاهلي إنَّ الشعر الجاهلي هو الشعر الذي كتبه الشعراء العرب في العصر الجاهلي، والعصر الجاهلي هو الفترة الزمنية التي سبقت ظهور الإسلام، ويُعدُّ الشعر الجاهلي أقدم الفنون الأدبية العربية، فقد ظهر وانتشر قبل ظهور النثر الجاهلي؛ لأنّ الشعر كان قائمًا على العاطفة والخيال، أمَّا النثر فقد كان قائمًا على المنطق والتفكير، ودائمًا ما تكون العاطفة أقرب إلى الناس من التفكير، وبسبب انتشار الأمية بين العرب في العصر الجاهلي كان الشعر الجاهلي أسبق في الوصول إلى قلوب الناس وذاكرتهم من النثر الجاهلي، كما أنَّ اهتمام العرب الكبير بالشعر والشعراء أسهم في انتشار الشعر الجاهلي بكثرة بين القبائل العربية، حيث كان الشاعر الجاهلي لسان القبيلة والمتحدِّث الرسميَّ باسم القبيلة في المحافل والوقائع الكبيرة، وكان يقف في وجه شعراء القبائل الأخرى مدافعًا عن قبيلته بالكلمة قبل السيف.

ومن الجدير بالذكر عند تعريف الشعر الجاهلي إنَّ الشعراء الجاهليين خاضوا في غير غرض شعري واحد، فانتشر الغزل الجاهلي بنوعيه الصريح والعفيف، وانتشر شعر الفخر والوصف والمديح، كما اشتهرت الرثائيات وخاصَّة رثائيات الخنساء لأخيها صخر، كما انتشر الهجاء في الشعر الجاهلي، ولكنَّه كان في غالب الأحيان هجاءً مهذَّبًا خاليًا من الشتائم، كما انتشر شعر الحكمة عند حكماء العرب وشعرائهم في العصر الجاهلي، وعند الحديث عن تعريف الشعر الجاهلي لا يمكن إغضاء الطّرْف عن المعلقات الجاهلية التي يعدها النقاد أجمل ما قيل في تاريخ الشعر العربي، والمعلقات هي قصائد جاهلية كتبها أفحل الشعراء العرب في الجاهلية، وهي متنوعة الأغراض والبحور الشعرية والقوافي والمناسبات، كانت أكثر القصائد انتشارًا بين الناس في الجاهلية.

ولا بُدَّ من الإشارة عند تعريف الشعر الجاهلي إلى أنَّ الأدباء والنقاد في العصور التي لحقت بالعصر الجاهلي اهتموا اهتمامًا كبيرًا بتعريف الشعر الجاهلي وتوثيقه وتصحيحه؛ فوثقوه وصحّحوا ما احتاج إلى تصحيح، ونقلوه جيلًا وراء جيل، حتّى وصل ديوان امرئ القيس وديوان الأعشى والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سُلمى، ووصل ديوان الهذليين ناقصًا، ثمَّ اجتهد اللاحقون وأصدروا في الشعر الجاهلي عددًا كبيرًا من الكتب والدراسات النقدية التي تتعلق بالشعر الجاهلي وبالشعراء الجاهليين، وكان جلُّ اهتمام الأدباء منصبًا على المعلقات فصدرت شروح مختلفة للمعلقات الجاهلية وكتب مختلفة تشرح سير حياة الشعراء الجاهليين وأخبارهم

 

تاريخ الأدب العربي

تاريخ الأدب العربي مصطلح يُقصد به الفترة الزمنية التي عاشها الأدب العربي بكافَّة فنونه، منذ نشأته التي يُرجَّح أنَّها كانت في الأدب الجاهلي حتَّى آخر الوقت الحاضر الذي يُعدُّ مكمِّلًا لعصور الأدب العربي، ويتضمَّن تاريخ الأدب العربي ما مرَّ على هذا الأدب من شعراء وأدباء ونقَّاد أثروا خزينة هذا الأدب بأعمالهم الإبداعية التي استحقَّت أن تخلد في ذاكرة الأدب والأدباء، ويضم تاريخ الأدب العربي سيرة حياة هؤلاء المبدعين على مرِّ العصور، منذ الأدب الجاهلي ثمَّ الإسلامي فالأموي والعباسي ثمَّ عصر الدول المتتابعة ثمَّ العصر الحديث فالمعاصر، وفي هذا المقال سيتمُّ تسليط الضوء على فنٍّ من فنون الأدب وهو الشعر، حيث سيتمُّ تعريف الشعر الجاهلي على وجه الخصوص.

 

خصائص الشعر الجاهلي

بعد ما جاء من تعريف الشعر الجاهلي، إنَّ من تعريف الشعر الجاهلي أنَّه كان يعكس البيئة والحياة التي خرج منها ويصوِّر مظاهر الحياة الخاصة بالعصر الذي ينتمي إليه هذا الشعر؛ وقد مثَّل الشعر الجاهلي الحياة الجاهلية خير تمثيل، هذا التمثيل يظهر جليًّا في خصائص الشعر الجاهلي، والتي هي:[٣] تميَّز الشعر الجاهلي بتصوير البيئة الجاهلية تصويرًا دقيقًا، فمظاهر الحِلِّ والترحال، ومظاهر الأطلال وأسماء الأماكن كانت حاضرة بكثرة في قصائد الشعراء الجاهليين. كان الشعر الجاهلي صادقًا في التعبير والتصوير، ونادرًا ما كانت المبالغة في الوصف تظهر في قصائد الشعراء الجاهليين، وهذا ما كان يكثر في شعر المديح الذي كان القصد منه التكسب فقط، وهو ما برع به الأعشى والنابغة الذبياني. كانت القصيدة الجاهلية متعدّدة الموضوعات، فكان الشعراء الجاهليون يبدؤون قصائدهم بالمقدمات الغزلية ثمَّ ينتقلون إلى غرض القصيدة الرئيس. تميَّزت القصيدة الجاهلية بتنوع الإيقاع الموسيقى فيها، فكانت هادئة تارة وصاخبة تارة أخرى، وذلك متناسب طردًا مع غرض القصيدة الرئيس. تميَّز المعجم اللغوي للقصيدة الجاهلية بفخامة التراكيب وصعوبة المعاني والألفاظ وقوَّة السبك والصياغة. 

أشهر شعراء العصر الجاهلي

بعد تعريف الشعر الجاهلي وإلقاء نظرة على أبرز خصائص الشعر الجاهلي، إنَّ من المعروف في الأدب، إنَّ العصر الأدبي يُقاس بالأسماء الأدبية التي أثرت هذا العصر، وعلى هذا القياس يُمكن اعتبار أدب العصر الجاهلي من أغنى الآداب في تاريخ الأدب العربي،؛ فقد حمل هذا الأدب أسماءً شعرية لم تزل محطّ اهتمام كثير من الأدباء والنقاد حتَّى هذا العصر، ومن أشهر شعراء العصر الجاهلي: 

امرؤ القيس بن حجر

هو جُندح بن حُجر بن الحارث الكندي، المعروف باسم امرئ القيس، شاعر من أبرز شعراء العرب في الجاهلية فهو أوَّل من وقف واستوقف وبكى واستبكى على الأطلال، والده حجر الكندي ملك من ملوك كندة، عاش امرؤ القيس حياة اللهو والخمر والصيد والمجون في بدايات حياته فلُقِّبَ بالملك الضِّلِّيل، ثم أمضى بقيَّة حياته ساعيًا وراء الثأر لدم والده الذي قُتل على يد بني أسد، كان يُكنَّى بأبي وهب وقيل كان يُكنَّى بأبي زيد وقيل أبا الحارث، وقد توفِّي -على أرجح الأقوال- في مدينة أنقرة متأثرًا بالسم الذي كان على سترته التي أهداه إياها الإمبراطور الروماني جستنيان، وقِيل توفِي متأثرًا بمرض الجدري في أنقرة أيضًا، وهو صاحب معلَّقة من المعلقات العشر في الجاهلية.

الأعشى

هو ميمون بن قيس بن جندل، الشاعر الجاهلي المعروف، وصاحب معلَّقة من المعلقات العشر، لُقَّب ميمون بالأعشى؛ لأنَّه كان ضعيف البصر، فالأعشى في اللغة هو الذي لا يرى في الليل، وكان يُلقَّب بالأعشى الأكبر وأعشى قيس وصناجة العرب، وكان يُكنَّى بأبي بصير، عاش الأعشى طويلًا، فقد ولد في الجاهلية وعاش حتَّى أدرك بعثة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولكنَّه لم يسلم، وكان قد كتب قصيدة في مديح رسول الله -عليه الصَّلاة والسّلام- وسار إليه ليعلن إسلامه، فأغرته قريش بالأموال الكثيرة فرجع، وبينما هو عائد سقط عن ظهر الدابَّة ومات، وكان هذا في السنة السابعة للهجرة في غالب الأقوال، وقد دفن في اليمامة حيث ولد، والله تعالى أعلم.

زهير بن أبي سُلمى

هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، قيل إنَّه من مُضر، ولد عام 520 ميلادية، وكان من أشهر الشعراء العرب في الجاهلية، قدَّمه كثير من النقاد على سائر الشعراء مع امرئ القيس والنابغة الذبياني، وهو صاحب معلَّقة من المعلقات، كان زهير بن أبي سلمى على ملة نبي الله إبراهيم -عليه السَّلام-، وهذا ما ظهر جليًّا في معلَّقته، اشتهر بحبِّه لامرأة اسمها أم أوفى، وقد ذكرها في معلَّقته، كتب معلَّقته في مديح هَرم بن سنان والحارث بن عوف اللذَيْنِ ساهما في إيقاف حرب داحس والغبراء، وهو والد الصحابي الجليل الشاعر كعب بن زهير صاحب قصيدة البردة، وقد توفي زهير عام 609 للهجرة في غالب الأقوال، أي قبل بعثة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعام واحد فقط.

النابغة الذبياني 

هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر الغطفاني الذي يرجع نسبه إلى سعد بن ذبيان، لا يُعرف التاريخ الذي ولد فيه، وهو شاعر من شعراء الجاهلية الأفذاذ، وصاحب معلَّقة من المعلَّقات، وقد لُقب بالنابغة لنبوغه في الشعر، وقد اشتهر النابغة بمديحه للنعمان بن المنذر، فكان أحد المتكسبين بالشعر، حتّى قيل إنَّه كان يأكل بآنية من ذهب، ومدح المنذر بن ماء السماء وعمرو بن هند وغيرهم من ملوك ذلك الزمان، وكان النابغة الذبياني أيضًا حكمًا من حكَّام الشعر في سوق عكاظ، يرد عليه الشعراء فيقرؤون الشعر أمامه، وقد توفّي بسبب أغلب الأقوال عام 18 قبل الهجرة وهو ما يوافق عام 605 ميلادية، والله أعلم.

المرأة في الشعر الجاهلي

في نهاية ما جاء من تعريف الشعر الجاهلي ونبذة عن أبرز شعراء الشعر الجاهلي، إنّ من الجدير بالذكر إنَّ المرأة كان لها حضور قويٌّ في الشعر الجاهلي، ومن الطبيعي أن ترتبط المرأة في الشعر بالغزل ارتباطًا وثيقًا، وهذا ما كان جليًّا في غزل الجاهليين، فقد أبدع الجاهليون في الحب وانقسموا فيه إلى قسمين: أحدهم كان ماجنًا فاحشًا كامرئ القيس، والقسم الثاني كان شفيفًا عذريًا كالأعشى، ولا شكَّ أنَّ المجون عن المجانين في الشعر الجاهلي كان واضحًا في وصف أعضاء المرأة، وفي تجسيمها وفي الخوض في الأماكن الحساسة من جسدها، بينما اقتصر وصف أصحاب الحب العذري من الجاهلي على الجوانب النفسية وعلى حسن الخلق والطبع وتطرقوا قليلًا إلى مظهرها ولكن دون الخوض في وصف مفاتنها، ومما يسبب يُستخلص أنَّ المرأة الجاهلية كانت حاضرة بقوَّة في الشعر الجاهلي وحضورها كان متفاوتًا ومختلفًا باختلاف غزل الشاعر الذي ذكرها، والله أعلم.

 

تعريف الشعر الجاهلي 

يمكنُ القول في تعريف الشعر الجاهلي إنَّ الشعر الجاهلي هو الشعر الذي كتبه الشعراء العرب في العصر الجاهلي، والعصر الجاهلي هو الفترة الزمنية التي سبقت ظهور الإسلام، ويُعدُّ الشعر الجاهلي أقدم الفنون الأدبية العربية، فقد ظهر وانتشر قبل ظهور النثر الجاهلي؛ لأنّ الشعر كان قائمًا على العاطفة والخيال، أمَّا النثر فقد كان قائمًا على المنطق والتفكير، ودائمًا ما تكون العاطفة أقرب إلى الناس من التفكير، وبسبب انتشار الأمية بين العرب في العصر الجاهلي كان الشعر الجاهلي أسبق في الوصول إلى قلوب الناس وذاكرتهم من النثر الجاهلي، كما أنَّ اهتمام العرب الكبير بالشعر والشعراء أسهم في انتشار الشعر الجاهلي بكثرة بين القبائل العربية، حيث كان الشاعر الجاهلي لسان القبيلة والمتحدِّث الرسميَّ باسم القبيلة في المحافل والوقائع الكبيرة، وكان يقف في وجه شعراء القبائل الأخرى مدافعًا عن قبيلته بالكلمة قبل السيف.

ومن الجدير بالذكر عند تعريف الشعر الجاهلي إنَّ الشعراء الجاهليين خاضوا في غير غرض شعري واحد، فانتشر الغزل الجاهلي بنوعيه الصريح والعفيف، وانتشر شعر الفخر والوصف والمديح، كما اشتهرت الرثائيات وخاصَّة رثائيات الخنساء لأخيها صخر، كما انتشر الهجاء في الشعر الجاهلي، ولكنَّه كان في غالب الأحيان هجاءً مهذَّبًا خاليًا من الشتائم، كما انتشر شعر الحكمة عند حكماء العرب وشعرائهم في العصر الجاهلي، وعند الحديث عن تعريف الشعر الجاهلي لا يمكن إغضاء الطّرْف عن المعلقات الجاهلية التي يعدها النقاد أجمل ما قيل في تاريخ الشعر العربي، والمعلقات هي قصائد جاهلية كتبها أفحل الشعراء العرب في الجاهلية، وهي متنوعة الأغراض والبحور الشعرية والقوافي والمناسبات، كانت أكثر القصائد انتشارًا بين الناس في الجاهلية.

ولا بُدَّ من الإشارة عند تعريف الشعر الجاهلي إلى أنَّ الأدباء والنقاد في العصور التي لحقت بالعصر الجاهلي اهتموا اهتمامًا كبيرًا بتعريف الشعر الجاهلي وتوثيقه وتصحيحه؛ فوثقوه وصحّحوا ما احتاج إلى تصحيح، ونقلوه جيلًا وراء جيل، حتّى وصل ديوان امرئ القيس وديوان الأعشى والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سُلمى، ووصل ديوان الهذليين ناقصًا، ثمَّ اجتهد اللاحقون وأصدروا في الشعر الجاهلي عددًا كبيرًا من الكتب والدراسات النقدية التي تتعلق بالشعر الجاهلي وبالشعراء الجاهليين، وكان جلُّ اهتمام الأدباء منصبًا على المعلقات فصدرت شروح مختلفة للمعلقات الجاهلية وكتب مختلفة تشرح سير حياة الشعراء الجاهليين وأخبارهم

 

تاريخ الأدب العربي

تاريخ الأدب العربي مصطلح يُقصد به الفترة الزمنية التي عاشها الأدب العربي بكافَّة فنونه، منذ نشأته التي يُرجَّح أنَّها كانت في الأدب الجاهلي حتَّى آخر الوقت الحاضر الذي يُعدُّ مكمِّلًا لعصور الأدب العربي، ويتضمَّن تاريخ الأدب العربي ما مرَّ على هذا الأدب من شعراء وأدباء ونقَّاد أثروا خزينة هذا الأدب بأعمالهم الإبداعية التي استحقَّت أن تخلد في ذاكرة الأدب والأدباء، ويضم تاريخ الأدب العربي سيرة حياة هؤلاء المبدعين على مرِّ العصور، منذ الأدب الجاهلي ثمَّ الإسلامي فالأموي والعباسي ثمَّ عصر الدول المتتابعة ثمَّ العصر الحديث فالمعاصر، وفي هذا المقال سيتمُّ تسليط الضوء على فنٍّ من فنون الأدب وهو الشعر، حيث سيتمُّ تعريف الشعر الجاهلي على وجه الخصوص.

 

خصائص الشعر الجاهلي

بعد ما جاء من تعريف الشعر الجاهلي، إنَّ من تعريف الشعر الجاهلي أنَّه كان يعكس البيئة والحياة التي خرج منها ويصوِّر مظاهر الحياة الخاصة بالعصر الذي ينتمي إليه هذا الشعر؛ وقد مثَّل الشعر الجاهلي الحياة الجاهلية خير تمثيل، هذا التمثيل يظهر جليًّا في خصائص الشعر الجاهلي، والتي هي:[٣] تميَّز الشعر الجاهلي بتصوير البيئة الجاهلية تصويرًا دقيقًا، فمظاهر الحِلِّ والترحال، ومظاهر الأطلال وأسماء الأماكن كانت حاضرة بكثرة في قصائد الشعراء الجاهليين. كان الشعر الجاهلي صادقًا في التعبير والتصوير، ونادرًا ما كانت المبالغة في الوصف تظهر في قصائد الشعراء الجاهليين، وهذا ما كان يكثر في شعر المديح الذي كان القصد منه التكسب فقط، وهو ما برع به الأعشى والنابغة الذبياني. كانت القصيدة الجاهلية متعدّدة الموضوعات، فكان الشعراء الجاهليون يبدؤون قصائدهم بالمقدمات الغزلية ثمَّ ينتقلون إلى غرض القصيدة الرئيس. تميَّزت القصيدة الجاهلية بتنوع الإيقاع الموسيقى فيها، فكانت هادئة تارة وصاخبة تارة أخرى، وذلك متناسب طردًا مع غرض القصيدة الرئيس. تميَّز المعجم اللغوي للقصيدة الجاهلية بفخامة التراكيب وصعوبة المعاني والألفاظ وقوَّة السبك والصياغة. 

أشهر شعراء العصر الجاهلي

بعد تعريف الشعر الجاهلي وإلقاء نظرة على أبرز خصائص الشعر الجاهلي، إنَّ من المعروف في الأدب، إنَّ العصر الأدبي يُقاس بالأسماء الأدبية التي أثرت هذا العصر، وعلى هذا القياس يُمكن اعتبار أدب العصر الجاهلي من أغنى الآداب في تاريخ الأدب العربي،؛ فقد حمل هذا الأدب أسماءً شعرية لم تزل محطّ اهتمام كثير من الأدباء والنقاد حتَّى هذا العصر، ومن أشهر شعراء العصر الجاهلي: 

امرؤ القيس بن حجر

هو جُندح بن حُجر بن الحارث الكندي، المعروف باسم امرئ القيس، شاعر من أبرز شعراء العرب في الجاهلية فهو أوَّل من وقف واستوقف وبكى واستبكى على الأطلال، والده حجر الكندي ملك من ملوك كندة، عاش امرؤ القيس حياة اللهو والخمر والصيد والمجون في بدايات حياته فلُقِّبَ بالملك الضِّلِّيل، ثم أمضى بقيَّة حياته ساعيًا وراء الثأر لدم والده الذي قُتل على يد بني أسد، كان يُكنَّى بأبي وهب وقيل كان يُكنَّى بأبي زيد وقيل أبا الحارث، وقد توفِّي -على أرجح الأقوال- في مدينة أنقرة متأثرًا بالسم الذي كان على سترته التي أهداه إياها الإمبراطور الروماني جستنيان، وقِيل توفِي متأثرًا بمرض الجدري في أنقرة أيضًا، وهو صاحب معلَّقة من المعلقات العشر في الجاهلية.

الأعشى

هو ميمون بن قيس بن جندل، الشاعر الجاهلي المعروف، وصاحب معلَّقة من المعلقات العشر، لُقَّب ميمون بالأعشى؛ لأنَّه كان ضعيف البصر، فالأعشى في اللغة هو الذي لا يرى في الليل، وكان يُلقَّب بالأعشى الأكبر وأعشى قيس وصناجة العرب، وكان يُكنَّى بأبي بصير، عاش الأعشى طويلًا، فقد ولد في الجاهلية وعاش حتَّى أدرك بعثة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولكنَّه لم يسلم، وكان قد كتب قصيدة في مديح رسول الله -عليه الصَّلاة والسّلام- وسار إليه ليعلن إسلامه، فأغرته قريش بالأموال الكثيرة فرجع، وبينما هو عائد سقط عن ظهر الدابَّة ومات، وكان هذا في السنة السابعة للهجرة في غالب الأقوال، وقد دفن في اليمامة حيث ولد، والله تعالى أعلم.

زهير بن أبي سُلمى

هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، قيل إنَّه من مُضر، ولد عام 520 ميلادية، وكان من أشهر الشعراء العرب في الجاهلية، قدَّمه كثير من النقاد على سائر الشعراء مع امرئ القيس والنابغة الذبياني، وهو صاحب معلَّقة من المعلقات، كان زهير بن أبي سلمى على ملة نبي الله إبراهيم -عليه السَّلام-، وهذا ما ظهر جليًّا في معلَّقته، اشتهر بحبِّه لامرأة اسمها أم أوفى، وقد ذكرها في معلَّقته، كتب معلَّقته في مديح هَرم بن سنان والحارث بن عوف اللذَيْنِ ساهما في إيقاف حرب داحس والغبراء، وهو والد الصحابي الجليل الشاعر كعب بن زهير صاحب قصيدة البردة، وقد توفي زهير عام 609 للهجرة في غالب الأقوال، أي قبل بعثة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعام واحد فقط.

النابغة الذبياني 

هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر الغطفاني الذي يرجع نسبه إلى سعد بن ذبيان، لا يُعرف التاريخ الذي ولد فيه، وهو شاعر من شعراء الجاهلية الأفذاذ، وصاحب معلَّقة من المعلَّقات، وقد لُقب بالنابغة لنبوغه في الشعر، وقد اشتهر النابغة بمديحه للنعمان بن المنذر، فكان أحد المتكسبين بالشعر، حتّى قيل إنَّه كان يأكل بآنية من ذهب، ومدح المنذر بن ماء السماء وعمرو بن هند وغيرهم من ملوك ذلك الزمان، وكان النابغة الذبياني أيضًا حكمًا من حكَّام الشعر في سوق عكاظ، يرد عليه الشعراء فيقرؤون الشعر أمامه، وقد توفّي بسبب أغلب الأقوال عام 18 قبل الهجرة وهو ما يوافق عام 605 ميلادية، والله أعلم.

المرأة في الشعر الجاهلي

في نهاية ما جاء من تعريف الشعر الجاهلي ونبذة عن أبرز شعراء الشعر الجاهلي، إنّ من الجدير بالذكر إنَّ المرأة كان لها حضور قويٌّ في الشعر الجاهلي، ومن الطبيعي أن ترتبط المرأة في الشعر بالغزل ارتباطًا وثيقًا، وهذا ما كان جليًّا في غزل الجاهليين، فقد أبدع الجاهليون في الحب وانقسموا فيه إلى قسمين: أحدهم كان ماجنًا فاحشًا كامرئ القيس، والقسم الثاني كان شفيفًا عذريًا كالأعشى، ولا شكَّ أنَّ المجون عن المجانين في الشعر الجاهلي كان واضحًا في وصف أعضاء المرأة، وفي تجسيمها وفي الخوض في الأماكن الحساسة من جسدها، بينما اقتصر وصف أصحاب الحب العذري من الجاهلي على الجوانب النفسية وعلى حسن الخلق والطبع وتطرقوا قليلًا إلى مظهرها ولكن دون الخوض في وصف مفاتنها، ومما يسبب يُستخلص أنَّ المرأة الجاهلية كانت حاضرة بقوَّة في الشعر الجاهلي وحضورها كان متفاوتًا ومختلفًا باختلاف غزل الشاعر الذي ذكرها، والله أعلم.

 

شارك المقالة:
407 مشاهدة
المراجع +

من موقع سطور

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook