يقع الطحال (بالإنجليزية: Spleen) في الجانب العلوي من الجهة اليسرى من البطن، بحيث تحميه أضلاع القفص الصدري وتُغطّيه، ويُعدّ هذا العضو الذي يزن حوالي 170 غراماً أحد أكبر أعضاء الجهاز اللّيمفاوي في الجسم، ويجدر بيان أنّ الجهاز الليمفاويّ يلعب دوراً مهمّاً في مناعة الجسم وحمايته من مُسبّبات الأمراض المختلفة، كما ويقوم الطّحال بتصفية الدم من خلايا الدم الحمراء القديمة، فيُعيد تدوير المركبات الضروريّة فيها كعنصر الحديد، حيث يقوم بإعادته إلى نخاع العظم الذي بدوره يساعد على تصنيع الهيموغلوبين، ومن جانب آخر فإنّ الطحال يُخزّن الصفائح الدمويّة وبعض أنواع خلايا الدم البيضاء المعروفة بالخلايا اللميفاوية، كما ويقوم بتخزين ما مقداره كوب واحد من الدم، ليُزوّد الجسم به في الحالات التي يتعرّض فيها الشخص لفقد كميات كبيرة من الدم.[١]
في الحقيقة يحدث تمزّق الطحال (بالإنجليزية: Ruptured spleen) نتيجة لعدّة أسباب، فمثلاً قد يكون التمزّق ناتجاً عن التعرّض لحادث مباشر يُعرّض أنسجة الطحال للضرر، أو نتيجة تعرّضه للأذى أثناء ممارسة التمارين الرياضيّة، أو حتى بسبب إصابة أضلاع القفص الصدري بالكسور، وقد يحدث أيضاً تمزّق الطحال نتيجة تضخّمه (بالإنجليزية: Enlarged spleen or Splenomegaly)؛ وذلك عندما تتراكم خلايا الدم فيه بسبب الإصابة بسرطان الدم، أو الإصابة بأمراض الكبد، وغيرها من المشاكل الصحيّة التي تؤدّي إلى تضخّمه، كما وتعدّ حالة تمزّق الطحال من الحالات الطارئة التي تُعرّض حياة المريض للخطر لأنّ النزيف المترتب على هذه الحالات قد يُودي بحياة المصاب، ولذلك يجب إسعاف للمريض إلى الطوارئ للقيام بالإجراءات اللّازمة،ومن الأعراض التي قد تظهر على المصاب بتمزّق الطحال ما يأتي:
يُعدّ تضخّم الطحال من أهم المشاكل التي تُصيب الطحال والتي قد تحدث لعدّة أسباب؛ منها: تعرّض الطحال لإصابة معيّنة، أو تعرّضه للعدوى، ومن الممكن أن يحدث أيضاً كنتيجة للإصابة بأمراض أخرى مثل تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، أو اللّوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، أو الالتهاب المفصلي الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، وقد يلجأ الطبيب عند تشخيص الإصابة بتضخّم الطحال إلى إجراء فحوصات الدم، بالإضافة إلى التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT scan)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI scan)، كما وقد تظهر على المصاب بتضخّم الطحال عدد من الأعراض نذكر منها:
يمكن أن يُصاب الطحال بأحد أنواع السرطان، وغالباً ما يكون هذا السرطان من المجموعة التابعة لسرطان الغدد الليمفاويّة (بالإنجليزية: Lymphoma)؛ وهو السرطان الذي يهاجم الجهاز اللّيمفاوي في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ السرطان الذي يُصيب الطحال له نوعان أساسيان، أمّا الأول فيُعرف بالسرطان الأولي وهو السرطان الذي ينشأ في خلايا الطحال، أمّا النوع الثاني فيُعرف بالسرطان الثانويّ وهو السرطان الذي يبدأ من نقطة أخرى في الجسم وينتشر ليصل إلى الطحال، ومن الممكن أن تظهر على المصاب بسرطان الطحال عدد من الأعراض، نذكر منها ما يأتي:
هناك بعض الحالات التي تتطلب استئصال الطحال، وخاصة في حال المعاناة من تمزقّه، وبالرغم من أهمية الطحال في الجسم، إلا أنّ الإنسان قادر على العيش بدونه، ففي مثل هذه الحالات يقوم الكبد والعقد الليمفاوية بأداء بعض مهام الطحال وتعويضها، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ استئصال الطحال يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى،وهنا تكمن أهميّة اتباع الإجراءات الوقائية لمنع الإصابة بالعدوى، ومن هذه الإجراءات: تناول المضادات الحيوية بحسب ما يراه الطبيب مناسباً، وذلك بهدف منع الإصابة بالعدوى البكتيريّة، بالإضافة إلى ضرورة الحذر من التعرّض للسعات أو عضّات الحيوانات والحشرات، هذا ويجدر بالمصاب تلقّي المطاعيم المناسبة وخاصة في حال السفر إلى الخارج، وأخيراً تجدر ومراجعة الطبيب الفوريّة عند ظهور أية أعراض أو علامات تدل على الإصابة بالعدوى.
في الحديث عن عمليات استئصال الطحال، يجدر بيان أنّ العملية قد تتضمن استصال جزء من الطحال فقط، وإنّ اختيار الاستئصال الكليّ أو الجزئيّ يعتمد على حالة المصاب، ومن الطرق الجراحية المُتبعة في استئصال الطحال ما يأتي: