يعرّف العصر الجاهلي بالفترة الممتدّة قبل بعثة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، والّتي استمرّت قرن ونصف أو مئتان قبل البعثة . سمّي بالعصر الجاهلي لما شاع فيه من الجهل، بسبب جهل الناس بعقيدة إبراهيم عليه السّلام، فسُمّوا جاهليّين، وليس المقصود بالجهل الّذي هو ضد العلم بل الجهل الّذي ضدّ الحلم .
عبد العرب في العصر الجاهلي الأوثان و الأصنام، ومن أشهر أصنامهم في العصر الجاهلي: هبل- الّلات- العزّى- مناة، كما أنّ كثيراً من العرب من عبدوا الشّمس والقمر والنّجوم، وكان هناك فئة لم تعجبهم سخافات الوثنيّة وهدتهم فطرتهم، فعدلوا عن عبادة الأصنام وعبدوا الله على ملّة إبراهيم عليه السّلام، وكانوا يسمون (الحنفاء) .
كان العرب في هذاالعصر يتمتّعون بصفة الشّجاعة، والكرم، وإغاثة الملهوف، ونصرة الحقّ، وصلة الرّحم، وعندما جاء الإسلام أبقى عليها لكن من جانب آخر عرف العرب في هذا العصر العادات السيّئة مثل: العصبيّة القبليّة، والتّفاخر بأصل القبيلة، ووجود الجواري والعبيد، وشرب الخمر، ولعب القمار، ونتيجة الحياة القبليّة الّتي اتّسموا فيها كانت حياتهم غير مستقرّة وكثيرة التنقّل حيث الكلأ والماء، وانتشرت فيما بينهم الحروب القبليّة مثل: حرب داحس، والغبراء الّتي استمرّت مئة عام. أمّا المرأة في العصر الجاهليّ فكانت منزوعة الحقوق، فكان أيّ شخصٍ يرزق بفتاة يقوم فوراً بوأدها وهي صغيرة، كما كانت الفتاة أيضاً محرومةً من الميراث، وكانت تورّث وكأنّها شيءٌ ماديّ.
امتاز العصر الجاهلي بظهور الشّعراء، وبروز قصائدهم الّتي نالت الاستحسان؛ إذ قاموا بتعليق بعض تلك القصائد على جدران الكعبة لتدلّ على عظمتها، كأمثال معلّقة امرؤ القيس الّّذي كان أبوه ملك أسد وغضفان، وأمّه أخت الزّير سالم. كان لقبه الملك الضّليل، وكان يحبّ الّلهو والّلعب، وتميّز شعره بالغزل، ومن أغراض الشعر الجاهلي الوصف والغزل والهجاء، والرّثاء، والمعلّقات، والفخر، والمدح والامثال والحكم والقصص
موقع موضوع