هي إحدى السُوَر المدنيّة، وعدد آياتها هو ثماني عشرةَ آية، وسورةُ الحُجُرات في إطارها العامّ تتحدّث عن جُملة من الأخلاق العامّة التي ينبغي على المُسلِم أن يلتزمَ بها، فقد أطلقَ بعضُهُم وصفاً عليها بأنّها سورةُ الأخلاق.
قد تناولت العديد من القضايا التي كانت في زمنِ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام، والتي نتعلّم منها أيضاً ونأخذ منها الحكمة والعبرة عبرَ الزمان، فالقُرآن الكريم هوَ كتابٌ خالد لا يقف عندَ زمان مُعيّن، وألقت السورة الكريمة أيضاً الضوءَ على العديد من القضايا المُهمّة في حياةِ الناس.
تحدّثت السورة الكريمة عن ضرورة التحاكُم إلى أمرِ الله ورسوله، وعدم تقديم أوامرنا ونواهينا وأحكامنا قبل رأي الشرع الحكيم المُتمثّل بكتاب الله تعالى وسُنّة نبيّهِ عليهِ الصلاةُ والسلام، وهذا يبدو من خِلال الآيةِ الأولى في سورةِ الحُجُرات.
كما يلي هذا التوقير لأمر الله تعالى وأمر نبيّهِ عليهِ الصلاةُ والسلام، توقيرٌ مخصوصٌ للنبيّ عليهِ الصلاة والسلام، وذلكَ بعدمِ رفعِ الصوت بحضرتهِ الشريفة هذا في حالِ حياتهِ صلّى الله عليهِ وسلّم.
مِن أعظمِ القضايا التي عالجتها سورةُ الحُجُرات قضيّة الغيبة، والتنابز بالألقاب، والتجسس، والتقاتل، والتنازع، والتخاصُم بينَ المؤمنين حيث حرّمَ اللهُ تعالى كُلّ ما يأتي بالضرر على المُسلِم والجماعة المُسلمة من خِلال تحريم الأمور التي ذكرناها.
سُميت سورةُ الحُجُرات نسبةً لبيوتِ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام، وهي بيوات أو حُجرات أزواجه أمّهات المؤمنين رضيَ الله عنهُنّ جميعاً، وقصّة الحُجُرات أنْ كانَ يُنادي خارجها قومٌ جُفاة ذاتَ يومٍ بصوتِ مُرتفع أن اخرُج إلينا يا مُحمّد، ويتكلّمون بطريقةٍ ليسَ فيها احترامٌ لمقامِ النبوّة، كما بيّنت الآيةِ الكريمة التي يقولُ الله تعالى فيها: (إنَّ الذينَ يُنادونكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ أكثرُهُم لا يعقِلُون).
موسوعة موضوع