لم يشرع الله سبحانه وتعالى الزواج إلّا لهدفٍ سامٍ نبيل، فالجنس البشريُّ لا يمكن أن يستمر دون وجود تلك العلاقة المقدّسة بين الجنسين، كما أن كثيراً من الأهداف والحاجات النفسيّة والبيولوجيّة كالمودة، والتراحم، والسكينة لا تتحقّق إلّا بوجود تلك العلاقة ضمن إطارها الشرعيّ الذي وضعته الشّريعة لها، وضمن أطر وضوابط تلك العلاقة المقدّسة شرع الله تعالى مسألة تعدّد الزوجات لمن يرغب من الرجال في الزواج بأكثر من امرأة في حياته، فما هو معنى تعدّد الزوجات؟ وما هي أدلّة مشروعيّته؟ وما هي آراء الناس حيال هذه المسألة؟
يُشير مفهوم تعدّد الزوجات إلى زواج الرجل من أكثر من زوجة، فمن تزوّج اثنتين أو ثلاث أو أربع نساء كان وفق هذا المفهوم معدّداً للزّوجات، ويكون الزواج من المرأة الثانية، أو الثالثة، أو الرابعة وفق الشروط والأحكام نفسها التي تكون في عقد الزواج الأوّل.
لا شكّ بأنّ مشروعيّة تعدّد الزوجات واردةً في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)