تعلم قراءة القرآن بطريقة صحيحة

الكاتب: مروى قويدر -
تعلم قراءة القرآن بطريقة صحيحة

تعلم قراءة القرآن بطريقة صحيحة.

 

 

أحكام التجويد:

 

يُعرّف التجويد لغة بالتحسين والإتقان، أما اصطلاحاً فيُعرّف على أنه علم يُعنى بكلمات القرآن الكريم من حيث إعطاء الحروف حقها من الصفات التي لا تفارقها؛ كالاستعلاء، والاستفال، ومستحقها من الأحكام الناشئة عن تلك الصفات؛ كالإدغام، والإظهار، والترقيق، والتفخيم، وقد عرّف ابن الجزري علم التجويد حيث قال: (إعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها مراتبها، ورد الحرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، وتلطيف النطق به، على حال صيغته وهيئته، من غير إسراف ولا تعسف، ولا إفراط ولا تكلف)، ويمكن القول أن الهدف من تعلم التجويد تحسين الأداء، والتمكُّن من جودة قراءة القرآن الكريم، وحفظ اللسان من اللحن والخطأ عند ترتيله، وتجدر الإشارة إلى إجماع العلماء على أن تعلم أحكام التجويد من الناحية النظرية فرض على الكفاية، ولكن ثمة خلاف بينهم في حكم قراءة القرآن الكريم بالتجويد، فمنهم من قال أنه واجب على كل مسلم، ويأثم تاركه، ومنهم من قال بل هو مستحب وليس واجب.

 

تعلّم قراءة القرآن بطريقة صحيحة:

 

يتم تعلم قراءة القرآن الكريم بصورة صحيحة من خلال تعلم تبيين الحروف والتأني في أدائها بحيث تُفهم معانيها، بالإضافة إلى إعطاء كل حرف حقه من صفات المخرج، ومستحقه من أحكام التجويد، وفيما يأتي بيان ذلك.

 

أحكام النون الساكنة والتنوين

 

والمقصود بالنون الساكنة؛ أي النون الخالية من الحركات، أما التنوين فهو ما يكون على آخر بعض الكلمات، ويُكتب على شكل فتحتين، أو ضمتين، أو كسرتين، وتشمل أحكام النون الساكنة والتنوين أربعة أحكام، وهي:

  • الإظهار: ويُعرّف الإظهار لغةً على أنه البيان، أما اصطلاحاً فيُعرّف على أنه النطق بالتنوين أو النون الساكنة من غير غنة، ومن الجدير بالذكر أن حكم الإظهار يجب إذا جاء بعد النون الساكنة أوالتنوين أحد الأحرف الستة التالية: (الهاء، أو الحاء، أو الهمزة، أو العين، أو الخاء، أو الغين).
  • الإدغام: يُعرّف الإدغام لغة بالإدخال، أما اصطلاحاً فيُعرّف على أنه النطق بالحرفين كالثاني مشدداً، ويمكن القول إن إدغام النون الساكنة أو التنوين يتم من خلال إدخالها بالحرف الذي يليها من حروف الإدغام، فيصبح حرف الإدغام مشدداً، وتصير النون الساكنة أو التنوين داخلةً فيه غير ظاهرة، وينبغي الإشارة إلى أن حكم الإدغام يجب إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد أحرف الإدغام المجموعة في كلمة يرملون، وينقسم الإدغام إلى قسمين؛ الأول: الإدغام بغنة، ويكون إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد الأحرف الأربعة المجموعة في كلمة ينمو، ويغن الحرف بمقدار حركتين، والثاني: هو الإدغام بغير غنة، ويحصل في حال جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد الحرفين وهما الراء واللام.
  • الإقلاب: يُعرّف الإقلاب لغةً على أنه تحويل الشيء عن وجهه، أما اصطلاحاً فيُعرف على أنه جعل حرف مكان حرف آخر، ويجب الإقلاب في حال جاء بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء، ويتم بقلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم مخففة مع الغنة بمقدار حركتين.
  • الإخفاء الحقيقي: يُعرّف الإخفاء لغةً بالستر، أما اصطلاحاً فيُعرّف على أنه النطق بالنون الساكنة أو التنوين بصفة بين الإظهار والإدغام مع التعرية من التشديد وبقاء الغنة بمقدار حركتين، ويجب إخفاء النون الساكنة والتنوين إذا جاء بعدها أحد الأحرف الخمسة عشر التالية: التاء، أو الثاء، أو الجيم، أو الدال، أو الذال، الزاي، أو السين، أو الشين، أو الصاد، أو الضاد، أو الطاء، أو الظاء، أو الفاء، أو القاف، أو الكاف، ومما تجدر الإشارة إليه أن الإخفاء مراتب متعددة؛ أعلاها إذا جاء بعد النون الساكنة والتنوين حرف الطاء، أو الدال، أو التاء، وأدناها إذا جاء بعدها حرف الكاف أو القاف، وأوسطها مرتبة عند ما تبقى من الحروف.

 

أحكام المد

 

يُعرف المد لغةً بالزيادة، أما اصطلاحاً فيُعرّف على أنه إطالة الصوت بأحد أحرف المد الثلاث وهي: الواو المضموم ما قبلها، والألف المفتوح ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها، ومن الجدير بالذكر أن المد ينقسم إلى قسمين أساسين: وهما المد الأصلي، والمد الفرعي، وفيما يأتي بيان كل قسم منها:

  • المد الأصلي: ويُطلق عليه المد الطبيعي، ويُعرّف على أنه إطالة الصوت بحرف من حروف المد؛ وهي الألف، أو الواو، أو الياء، بمقدار حركتين، بشرط عدم وقوع همزة ولا سكون بعد حرف المد، وفي حال جاء بعد حرف المد ألف الوصل فلا يُنطق بحرف المد ولا ألف الوصل، وثمة نوع من المدود منبثق عن المد الطبيعي يقال له مد العوض، وهو التعويض عن تنوين النصب عند الوقف عليه بألف مدية تُمدّ بمقدار حركتين.
  • المد الفرعي: وينقسم المد الفرعي إلى خمسة أنواع، ثلاثة أنواع بسبب الهمزة، وهي: المد المنفصل، والمد المتصل، ومد البدل، ونوعان بسبب السكون، وهما: المد العارض للسكون، والمد اللازم، وفيما يأتي بيان أنواع المد الفرعي:
    • المد المنفصل: ويُسمى أيضاً بالمد الجائز، ويُعرّف المد المنفصل على أنه إطالة الصوت بأحد أحرف المد الثلاث، بمقدار حركتين أو ثلاث، أو أربع، أو خمس حركات، في حال جاءت الأحرف بين كلمتين منفصلتين، ووقع حرف المد في آخر الكلمة الأولى، وجاء في بداية الكلمة الثانية همزة، كما في قول الله تعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ)، وقوله عز وجل: (قَالُوا آمَنَّا).
    • المد المتصل: ويُسمى أيضاً بالمد الواجب، ويُعرف على أنه إطالة الصوت بأحد أحرف المد الثلاث بمقدار أربع، أو خمس، أو ست حركات، بشرط أن يقع حرف المد في كلمة واحدة ويأتي بعده همزة في نفس الكلمة، كما في قول الله تعالى: (وَالْمَلَائِكَةِ)، و(السَّمَاء)، و(تَفِيءَ).
    • مد البدل: يُسمى بالمد الجائز، ويُعرّف على أنه إطاله الصوت بأحد أحرف المد الثلاثة بمقدار حركتين، ويكون مد البدل إذا كان حرف المد مبدلاً بشرط أن يقع قبله همزة مثل (آمَنَ)، ومن الجدير بالذكر أن ثمة كلمات همزها أصلي وليس مبدلاً ككلمة القرآن، فيكون حكمها حكم المد الطبيعي وهو القصر وصلاً، وحكم العارض للسكون وقفاً.
    • المد اللازم: يُعرّف على أنه إطالة الصوت بأحد أحرف المد بمقدار ست حركات، ويجب المد اللازم في حال جاء بعد حرف المد سكون أصلي، وينبغي الإشارة إلى أن المد اللازم ينقسم إلى عدة أنواع وهي: (المد الكلمي المثقل، والمد الكلمي المخفف، والمد الحرفي المخفف، والمد الحرفي المثقل).
    • المد العارض للسكون: يُعرّف على أنه إطالة الصوت بأحد أحرف المد الثلاث في حال وقع بعده سكون عارض بسبب الوقف، ويمكن أن يُمد الحرف بمقدار حركتين، أو أربع، أو ست حركات عند الوقف فقط، مثل (يُؤْمِنُون).

أحكام الميم الساكنة

 

تُعرّف الميم الساكنة على أنها الميم التي يثبت سكونها في الوصل والوقف، وللميم الساكنة ثلاثة أحكام، يمكن بيانها فيما يأتي:

  • الإخفاء الشفوي: يكون الإخفاء الشفوي في حال جاء بعد الميم الساكنة حرف الباء، ويتم بإخفاء الميم في الباء مع الغنة، مثال: (يَعْتَصِمْ بِالله).
  • الإدغام الصغير: وينقسم إلى نوعين: الأول إدغام مثلين صغير مع الغنة، ويجب في حال جاء بعد الميم الساكنة ميم مثلها، حيث يجب إدغام الميم الساكنة في المتحركة، مثال: (وَلَكُمْ مَا) ، والثاني إدغام مثلين صغيرعند عند مجيء نون ساكنة أو تنوين قبل الميم، ومثال على ذلك: (كِتَابٍ مُبِين)، سواءً كانت الميم أصلية أو منقلبة عن النون الساكنة والتنوين.
  • الإظهار الشفوي:وهو اللفظ بالميم ظاهرة من غير غنة، ويجب الإظهار الشفوي في حال جاء بعد الميم الساكنة أي حرف من أحرف الهجاء إلا الباء والميم، مثال: (أَمْ تَقُولُون).
شارك المقالة:
184 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook