تعلم كيف تدير بإيجابية؟

الكاتب: رامي -
تعلم كيف تدير بإيجابية؟
"

تعلم كيف تدير بإيجابية؟

ليس من السهل الإجابة عن سؤال: كيف تدير بإيجابية؟ أولًا لأن ثمة فهمًا شائعًا خاطئًا عن العمل مفاده أنه لا شيء آخر سوى الصرامة، رغم أن الإيجابية تختلف عن الصرامة، وثانيًا لأن موضوعًا مثل الإيجابية أكثر التصاقًا _من الجهة الشكلية_ بالتنمية البشرية منه بالإدارة وبيئات العمل وما إلى ذلك.

لكن وعلى الرغم من هذه العوائق الآنفة الذكر فما زال السؤال: كيف تدير بإيجابية؟ مطروحًا، والحق أن أول ما علينا ذكره هنا أنه على المدير إدراك أن عمله يتجاوز مجرد القيام ببعض المهام الروتينية، فطالما أن حياتنا الشخصية تتداخل مع حياتنا المهنية، وتؤثر كل واحدة منهما في الأخرى، فمن واجب المدير أن يدرك أنه مسؤول عن سعادة موظفيه.

لا تتصور أننا نثقل كاهل المدير بمهام وأعباء جديدة، أو نحمله فوق طاقته، فالحق أن هذا ليس هدفنا، وإنما هدفنا، على العكس من ذلك، مساعدة المدير في النجاح بمهمته؛ عبر إسعاد موظفيه.

فالموظف الساخط، الشاعر بالغبن، أو الغارق في لجة أفكاره السلبية لن يكون قادرًا بأي حال من الأحوال على الإبداع، ولا حتى أداء الحد الأدنى مما هو مطلوب منه.

ولا نريد التجاسر على القول إن إسعاد الموظفين أحد تجليات المسؤولية الاجتماعية للمدراء، ولكنا دعنا نقول إن ذلك واجب المؤسسة ككل.

اقرأ أيضًا:إدارة المخاطر في الشركات الناشئة

كيف تدير بإيجابية؟

وإذا كنا أسهبنا في توضيح أهمية الإيجابية بالإدارة، فإن علينا أن نحاول تقديم إجابة عن سؤالنا المطروح هنا: كيف تدير بإيجابية؟ وهو ما سينهض به «رواد الأعمال» على النحو التالي..

  • الشكر والامتنان

لا يوجد أسهل من الشكر _لن تبذل جهدًا مضنيًا لتقول لأحد موظفيك «شكرًا»_ ولا شيء أمضى منه أثرًا.

تشير بعض الدراسات إلى أن 20% فقط من الموظفين المبحوثين حصلوا على تقدير إيجابي خلال شهر، و30% منهم فقط تلقوا ردود أفعال إيجابية في ستة أشهر.

عندما يتلقى الناس تقديرًا إيجابيًا يكون لها تأثير عميق في نفوسهم، فـ 92% يشعرون بالتقدير، 86% يشعرون بالفخر بالعمل، و86% يشعرون بالسعادة.

إذًا أول خطوة على طريق الإجابة عن سؤال: كيف تدير بإيجابية؟ أن تكون ممتنًا.

  • القدوة

ليس مطلوبًا منك أن تعرف الإجابة عن سؤال: كيف تدير بإيجابية؟ فحسب، وإنما أن تكون أنت أيضًا كمدير إيجابيًا؛ فموظفوك لن يعيروا كلامك التفاتًا طالما أنك تفعل عكسه، ومن هنا تأتي أهمية تقديم القدوة الإيجابية.

فحتى إذا أردت أن تنشّئ مدراء جددًا يديرون بإيجابية فلزامًا عليك أن تكون قدوتهم ومرشدهم. ومما لا شك فيه أن هذه الإيجابية ستنعكس على العمل ككل؛ حيث تظهر الأبحاث أن النظرة الإيجابية تؤدي إلى إنتاجية أكثر بنسبة 31%، وتصنيف أداء أفضل بنسبة 25%، وضغط أقل بنسبة 23%، وزيادة بنسبة 37% في المبيعات. أرأيت كم هو مهم أن تتعلم كيف تدير بإيجابية؟!

  • إزالة العقبات

مهمة المدير هي محاولة الوصول بموظفيه إلى أقصى درجة عطاء ممكنة، وأن يعينهم على اكتشاف طاقاتهم وقدراتهم الكامنة والخلاقة، لكن إذا كنت تطلب من موظفيك الوفاء بكل ما تريد فإن عليك العمل على إزالة العقبات التي تعترض طريقهم، وأن تيسر لهم الحصول على كل الأدوات التي تجعل الإنجاز لهم ميسورًا، ومن دون ذلك فأنت تطلب المستحيل، ولن تظفر في النهاية بشيء ذي بال.

وشخصية المدير الحقة تظهر عند التعامل مع العقبات والأزمات، وبالتالي فإن إيجابيتك الحقة تظهر في هذه الحالات، وعليك أن تكون واعيًا بما تفعل، فالأنظار متعلقة بك وعما قريب سيحذون حذوك.

  • العلاقات الصحية

علاقات العمل الصحية ضرورية لبيئة عمل إيجابية، عليك إذًا _لإجابة سؤال: كيف تدير بإيجابية؟_ أن تنتهج طرقًا للتواصل مع زملائك عن طريق الابتسام، والسؤال عن عائلاتهم، وتقديم الدعم والمشورة للمشاريع المتعلقة بالعمل، والتعامل معهم باحترام، وفهم الاحتياجات الشخصية.

كل هذه الأمور لن تسهم في رفع معدلات الإيجابية في العمل فحسب، وإنما ستجعل علاقات الموظفين ببعضهم وبمدرائهم أكثر دفئًا وصحية.

العمل الجماعي

لن تعرف كيف تدير بإيجابية ما لم تكن قادرًا على صنع حالة من التعاون والتناغم بين جميع العاملين معك؛ فمن شأن هذا التعاون أن يعمق من التواصل بينهم، وأن يسهل عليهم الاستعانة ببعضهم، وهو ما ينعكس إيجابيًا على العمل ككل.

"
شارك المقالة:
84 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook