تتابع الشركات أداء موظفيها بشكل دائم، وأغلب هذه الشركات تقوم بتقييم سنوي أو ربع سنوي لأداء الموظفين، ومحاولة الوقوف على النتائج المتحققة، وأسباب الفشل، إن وجدت،.. إلخ. لكن السؤال هنا: كيف يتابع رائد الأعمال أداء موظفيه؟
هل يقوم رواد الأعمال، على سبيل المثال، بالاعتماد على الوصف الوظيفي في تقييم كل موظف أم أن لديهم طرقًا أخرى؟ سنحاول في هذا المقال الإشارة إلى الطرق التي يتبعها رواد الأعمال في تقييم ومتابعة أداء موظفيهم، وذلك على النحو التالي:
ليس هناك ما هو أهم من التنفيذ، والشيء الذي يشغل بال رائد الأعمال هو عندما يلتزم أحد الموظفين بفعل شيء ما، هل ينجزه في الوقت المحدد وعلى المستوى المطلوب؟
تحتاج الشركات الناشئة إلى أكثر من مجرد موظفين، إنها بحاجة إلى لاعبين مهرة، إلى شركاء نجاح، وعلى رائد الأعمال أن يعين موظفيه في تحديد أولوياتهم، وأن يكونوا مبدعين، وأن ينجزوا ما عليهم بكفاءة ومهارة بالغتين.
إذا كنا نحاول الإجابة عن سؤال: كيف يتابع رائد الأعمال أداء موظفيه؟ فيجب علينا أن نشير إلى أن جودة العمل المقدم من قِبل الموظفين عامل أساسي من عوامل المتابعة والتقييم؛ فلا شيء أهم من جودة العمل/ المنتج، خاصة في زمن يعج بالمنافسين.
ويمكن قياس مدى العمل/ المنتج من خلال أمور شتى؛ منها: رضا العميل عن المنتج، وإسهام الموظف في تقديم خدمة جيدة للعملاء، زيادة معدلات المبيعات، تعزيز سمعة الشركة في السوق.. إلخ.
يدرك رواد الأعمال أن شركاتهم «الناشئة» تحديدًا لا يجب أن تكون نسخة مكررة من غيرها، وأن الإبداع عامل أساسي من عوامل نجاحها بل وجودها كذلك.
لذلك؛ فإنهم عندما يتابعون/ يقيمون أداء موظفيهم يحاولون معرفة مستوى الإبداع الذي يتمتعون به، ومدى إسهامهم في الإتيان بحلول جديدة، أو تقديم مقترحات لافتة ومستنيرة.
التحسين المستمر في جميع المجالات أحد أهم عوامل تقييم ومتابعة الأداء؛ إذ لا يوجد موظف لديه القدرة على أن يكون ممتازًا في كل نقطة تقييم في نموذج المراجعة ربع السنوية، ومع ذلك، فإن كل موظف لديه الفرصة لتحسين كل يوم وشهر وربع وسنة.
إن الفكرة الأساسية هنا أن رواد الأعمال يقيمون الموظفين بناءً على رغبتهم (الموظفين) في أن يكونوا أفضل، ومقدار الجهد الذي بذلوه من أجل ذلك.
هل يمكننا أن نغفل تعليقات العملاء وملاحظاتهم أثناء إجابتنا عن سؤال: كيف يتابع رائد الأعمال أداء موظفيه ؟ ليس هذا واردًا، فالمحك الأساسي لنجاح الشركة هو رضا العميل.
ويذهب بعض رواد الأعمال إلى أن الموظف الذي يحظى بتقييم جيد من قِبل العملاء أو حتى من قِبل زملائه في العمل سيشهد أداؤه تحسنًا كبيرًا حتى وإن لم يكن في أفضل حالاته في الوقت الراهن.
هذه مسألة ذات شقين؛ إذا وجه العملاء ملاحظات سلبية، على سبيل المثال، على أداء موظف من الموظفين، فإن هذا الموظف من الواجب عليه أن يعيد إصلاح ما ارتكب من أخطاء، وتقييمه سيأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار.
والأمر الآخر هو عدم الانصياع الأعمى وراء التعليمات والتعليقات التي يبديها المدراء؛ فالموظف المثالي هو الذي يناقش بحرفية، ويدير حوارًا نقديًا من مديره؛ أملًا في الوصول إلى أفضل وأنسب طريقة للعمل.
يعتبر الموظف المستعد لتولي مسؤولية المهام المختلفة، والذي يمكنه معرفة كيفية إنجاز الأمور على النحو الصحيح، ميزة عظيمة.
وينطوي هذا على أهمية خاصة للشركات الناشئة التي ما زالت في مراحلها الأولى؛ حيث يمكن للأشخاص الذين يتولون المسؤولية مساعدة رواد الأعمال في التحرك بشكل أسرع، ومن ثم التغلب على التحديات المختلفة.
العربية
