هناك مكاسب لا تُحصى للعمل من المنزل أو من أي مكان تريده، لكن الأمر لا يخلو أيضًا من تحديات، وإذا لم تعد تعمل من المكتب فإن عليك أن تفكر في كيفية القضاء على مخاطر العمل عن بعد، وفي الطريقة المثالية التي تمكنك من العمل دون ضغوط أو تحديات.

وأشار تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى أنه بينما يكون الموظفون أكثر إنتاجية عندما يعملون خارج المكاتب التقليدية (عن بُعد)، فإنهم أيضًا أكثر عرضة للعمل لساعات أطول، والتعرض لوتيرة عمل أكثر كثافة، ناهيك عن عدم القدرة على الفصل بين الحياة الشخصية والعمل، إضافة إلى احتمالية التعرض لضغط أكبر.

ويحاول «رواد الأعمال» الإشارة إلى كيفية القضاء على مخاطر العمل عن بعد لكننا لن نستطيع معرفة هذه الكيفية ما لم نحدد، أولًا هذه التحديات، وهو ما سنقوم به على النحو التالي:

القضاء على مخاطر العمل عن بعد

هناك العديد من التحديات المرتبطة بالعمل عن بُعد، ومن بين هذه التحديات ما يلي:

العمل أكثر من اللازم

على الرغم من خشية كثير من المدراء من التوجه إلى العمل عن بُعد خشية تراخي الموظفين، فإن الواقع يقول العكس، فالعاملون عن بُعد أكثر عرضة للإرهاق، فعندما تكون حياتك الشخصية وعملك تحت سقف واحد، يكون من الصعب التوقف عن العمل.

إن العمل من المنزل لا نهائي، أي أن مهامك نفسها لا تنتهي، فغالبًا ما يكون هناك شيء يجب القيام به أو مشكلة يجب حلها، أما عندما تكون تعمل من المكتب، فيكون سهلًا بالنسبة لك مغادرة عملك وكل ما يتعلق به عند انتهاء وقت انتهاء الدوام.

ولكي تتغلب على هذه المعضلة يجب عليك أن تحدد مواعيد نهاية يوم عملك، وألا تعود للعمل إلا في اليوم التالي، كما أنه من المفيد أن تجعل مكان عملك في المنزل منفصلًا عن المكان الذي تعيش فيه. المهم أن تختار الطريقة المناسبة لوضع الحدود الفاصلة بين العمل والحياة الشخصية.

الإلهاءات المنزلية

هذه النقطة مشتركة بين العمل التقليدي والعمل عن بُعد، فهناك دائمًا أشخاص يعرقلونك عن أداء عملك، سواء كانوا زملاء عملك أو أطفالك أو أحد أفراد عائلتك. إذًا، الإلهاءات موجودة لكن الفرق في المتسبب فيها.

وكي تتمكن من التغلب على هذا التحدي عليك أن تشرح للمحيطين بك أهمية ما تقوم، وحاجتك الشديدة إلى التركيز وأن هذه المقاطعة تجعل عملك أصعب عشرات المرات، كما أنه من الممكن أن تستخدم بعض الإشارات التي تقول إنك مشغول للغاية وفي وضع تركيز حاد وبالتالي لا يجب أن يقاطعك أحد.

وربما _طالما أننا نفكر في كيفية القضاء على مخاطر العمل عن بُعد_ تكون ساعات العمل الثابتة والمكان المنعزل خيارات جيدة للخروج من هذه المعضلة.

أما إذا كنت تعمل من المنزل ولم تجد كل المحاولات السابقة نفعًا فعندئذ يكون عليك البحث عن مكان آخر تعمل فيه قد يكون مقهى أو أي مكان مناسب.

اختلافات المنطقة الزمنية

إذا كانت الشركة تعتمد على موظفين من مناطق زمنية مختلفة، فربما يكون أحد الموظفين مستيقظًا عندما يكون الآخر ذاهبًا إلى الفراش، فهنا نحن أمام مشكلة حقيقية؛ إذ لا بد أن يكون هناك تعاون بين الموظفين وبعضهم، كما أنه ربما يكون لدى البعض سؤال ملح أو يريد طلب معونة زميله.

يتطلب العمل عن بُعد، إذا كان من المفترض أن يكون ناجحًا، بعض التداخل مع الساعات التي يقضيها زملاؤك في العمل، ربما تكون أربع ساعات من التداخل أمرًا جيدًا لتجنب تأخير التعاون، والشعور بروح الفريق.

المشكلات التكنولوجية

إذا كنت تفكر في كيفية القضاء على مخاطر العمل عن بُعد فعليك أن تفكر، أيضًا، في حل المشكلات التكنولوجية التي هي لا بد حاصلة، والتي من بينها انقطاع الإنترنت أو تعطل جهاز الكمبيوتر الخاص بك.

ولكي تتجنب التأخير في عملك يجب أن تكون لديك خطة احتياطية؛ حيث يمكنك الاستعانة بالـ MiFi أو الإنترنت من خلال الهاتف الخلوي؛ حتى تتمكن من استعمالهما لتعود الخدمة أو إصلاح جهازك.

العادات الصحية السيئة

عندما تعمل من المنزل يكون من السهل جدًا الانزلاق في العادات الصحية السيئة مثل تناول الطعام بشراهة أو نسيان تناول الطعام أصلًا، وربما يتسبب الإرهاق والعمل الكثيف في عدم قدرتك على ممارسة تمارينك الرياضية أو الخروج والتعرض لضوء الشمس، وهو ما يتسبب في نقص فيتامين “د” في الجسم، الأمر الذي قد يحدث لك أضرارًا صحية أكبر فيما بعد.

والمؤكد أنه ليس هناك وصفة سحرية يمكنها تخليصك من ذلك، ولكن عليك فقط أن تكون أكثر وعيًا عند العمل من المنزل بشأن عاداتك الصحية، وألا تنزلق إلى عادات قد توقع بصحتك ضررًا