تعلم ماذا يطلق على صانع الحرير

الكاتب: وسام ونوس -
تعلم ماذا يطلق على صانع الحرير

 

 

تعلم ماذا يطلق على صانع الحرير

 

الحرير

الحرير (بالإنجليزيّة: Silk) هو ألياف بروتينيّة طبيعيّة تُنتِجها بعض أنواع المفصليّات، وتتركّب على شكل منشور ثلاثيّ يُمكّنها من كسر الضّوء بزوايا مختلفة؛ ممّا يُعطيها بريقاً طبيعياً لا مثيل له، بالإضافة إلى أنّها تتميّز بالقوة والنّعومة. تُستخدَم ألياف الحرير في صنع أنواع فاخرة من القماش، وفي صنع المفروشات، وورق الجدران، والسّجاد، وملاءات السّرير، والمُعلَّقات الجداريّة.


يمكن للكثير من الكائنات الحيّة إنتاج الحرير، ولكنّ أجود أنواعه هو الذي تنتجه يرقة دودة القزّ المعروفة علميّاََ باسم (Bombyx mori) ، والتي تتغذّى على أوراق شجر التّوت، بينما تُنتج يرقة ساميا سينثيا، أو عثة الأيلنط الحريريّة (الاسم العلمي: Samia cynthia) حريراََ متيناََ ورخيص الثّمن؛ إلّا أنّه خشن الملمس، أمّا الحرير الذي تُنتِجُه العثة المعروفة علمياََ باسم (Antheraea pernyi)، فيُعرَف بحرير التّوسة، ومن عيوبه صعوبة صبغه، وهناك بعض الحشرات البالغة التي تنتمي لغشائيات الأجنحة وبعض العناكب، يمكنها أن تُنتِج ألياف الحرير الطّبيعي.

 

القزّاز اسم صانع الحرير

يُطلِق العرب على الحرير عند استخراجه من الصّلجة أو الشّرنقة اسم القزّ؛ نسبةً إلى دودة القزّ أو دودة الحرير التي تُنتِج شرنقاتٍ حريريَّةً، وبذلك يُسمّى صانع الحرير وبائعه القَزّاز، فيُقال: ابتعْتُ الحرير الطّبيعيّ من القَزّاز.

 

تاريخ صناعة الحرير

تقول الأسطورة الصّينيّة إنّ الإمبراطورة لي زو زوجة الإمبراطور الأسطوريّ هوان جي دي الذي يُعرَف بالإمبراطور الأصفر هي التي علّمت الشّعب الصّيني فنّ غزل الحرير في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد، وبعيداََ عن الأساطير، فقد وَجَدَ علماء الآثار بعض الأدلّة المُتفرِّقة في مقاطعات مختلفة من الصين، تُثبِت أنّ الصينيّين هم أول من عرف خيوط الحرير وصنعوا منها الملابس الحريريّة، فقد تمّ اكتشاف بقايا نول بدائيّ يعود إلى حوالي عام 4900ق.م، كما تمّ اكتشاف نسيج حريري يلفّ جسم طفل يعود إلى حوالي 3500 عام قبل الميلاد، كما وُجِدَ جزء من مغزل للحرير (النّول) يعود لعام 2750ق.م، كما توجَد منحوتات من العصر الحجري الحديث على شكل دودة القز، بالإضافة إلى المقبرة التي اكتشفها علماء الآثار في عام 2007م في مقاطعة جيانغشي، التي تعود إلى ما يقارب 2500 عام مضى، وتضمّ منسوجاتٍ حريريّةً مصبوغةً بتقنيات مُعقّدة.


احتفظ أباطرة الصّين بسرّ صناعة الحرير واستخدامهم لدودة القز لإنتاج الخيوط الحريريّة قروناً عدّةً، وكان الموت عقوبة من يفكّر بتسريب معلومات تخصّ آليّة تصنيع الحرير، أو تهريب بيوض دودة القز، وعلى الرّغم من ذلك وصلت تقنية إنتاج الحرير من دودة القز إلى كوريا قبل الميلاد بمئتي عام تقريباً، ويُقال إنّ أميرةً صينيّةً أُرسِلَت للزواج من إمبراطور مملكة خوتان، تمكنّت من تهريب بيوض دودة القز في تسريحة شعرها في النّصف الأول من القرن الأول الميلادي، بعد ذلك انتشرت تجارة الحرير ووصلت إلى شبه القارة الهنديّة، والشّرق الأوسط، وأوروبا، وشمال أفريقيا، وقد عُرِفَت الطّرق التّجاريّة الرّئيسيّة التي تربط بين أوروبا وآسيا باسم 

 

صناعة الحرير

تمرّ صناعة الحرير بعدّة خطوات، وهي كما يأتي:

  • العناية بالبيض: تُحفَظ بيوض فراشة الحرير في صندوق صغير، وتُغطّى بالبطّانيّات لتدفئتها؛ بحيث لا تزيد درجة الحرارة عن 26 درجةً مئويّةً؛ تجنُّباََ لتعرُّض البيوض للجفاف والموت، يكون لون البيوض أزرق مائلاً للرماديّ، إلا أنّها تصبح شفافة من الوسط، ولها حلقات داكنة في الأجزاء الخارجيّة عندما يقترب موعد الفقس، وهو ما يحدث بعد 14 يوماً تقريباََ، وفي هذه المرحلة تُنقَل البيوض إلى حاوية خاصّة بالفقس، وتُزوَّد بأوراق التّوت الطّازجة بعد تقطيعها إلى قطع صغيرة، على أن يتمّ استبدالها بأخرى طازجة من مرّتين إلى ثلاث مرّاتٍ في اليوم.
  • العناية باليرقات: تتغذّى اليرقات بعد خروجها من البيضة على كميّة كافية من أوراق التّوت الغضّة، ومنها تحصُل على حاجتها من الرّطوبة، وعندما تكبر يمكن إطعامها الأوراق الكبيرة، وفي الحالات جميعها لا بُدّ من غسل أوراق التّوت بالماء والصّابون وشطفها جيداََ؛ للتأكُّد من خلوّها من بقايا المبيدات الحشريّة، ثمّ تجفيفها جيداََ قبل تقديمها لليرقات. تنسلخ اليرقات للتخلّص من جلدها القديم الذي أصبح ضيّقاََ وتستبدله بآخر بعد فترة صيام تمتدّ ليومين، وفي هذه المرحلة يجب عدم تنظيف المكان أو نقلها منه؛ لأنّ ذلك قد يُسبّب إصابتها بالمرض أو الموت، وبعد انتهاء الانسلاخ تُنَظَّف الحاوية وتُزال الإفرازات والجلد النّاتج عن الانسلاخ، ويُراعَى حفظ اليرقات في درجة حرارة تتراوح بين 23-29 درجة مئويّة.
  • العناية بالدودة الناضجة: تنسلخ يرقة دودة القزّ أربع مرّات، وتصبح نهِمةً للطعام لتتمكّن من البدء بغزل الشّرنقة، وفي هذه الفترة يجب إطعام اليرقات أوراق التّوت الكبيرة شديدة الخضرة، وبعد عشرة أيّام ستصبح اليرقات مُنتفخةً، ويُصبح لونها شفّافاً مائلاً للصُّفرة، ويقلّ استهلاكها للطعام، وتبدأ بالبحث عن مكان مناسب لتبدأ بغزل الشّرنقة.
  • جمع الشّرانق: يجب وضع اليرقات في مكان واسع؛ لضمان عدم تلامس اليرقات أثناء غزل الشّرانق؛ ممّا يعني تشابك خيوط الحرير، ويُراعى عدم إزعاج اليرقة خوفاََ من عدم استكمال بناء الشّرنقة. تنسلخ اليرقة للمرّة الخامسة والأخيرة داخل الشّرنقة، ثمّ تتحوّل إلى خادرة، وهي مرحلة وسطيّة بين اليرقة والفراشة البالغة، ويُفضّل جمع الشّرانق في اليوم الخامس من بدء الغزل لضمان اكتمال بناء الشّرنقة، وبعد ذلك تُفرَز الشّرانق، ويتمّ انتقاء أقواها وأكثرها اكتمالاََ وأنصعها بياضاََ، والسّماح للفراشة باستكمال نموّها لتضع بيضاََ للعام المُقبل، ويعتمد عدد الشّرانق التي سيُسمَح لها باستكمال نموها على عدد الديدان التي يرغب المزارع بالحصول عليها، على ألّا يقل عددها عن عشرين شرنقةً؛ لضمان وجود أعداد متساوية من الذّكور والإناث، وتكون شرانق الذّكور غالباََ صغيرة الحجم ونهاياتها مُدبَّبة، بينما تكون شرانق الإناث أكبر حجماََ ونهاياتها مُثلَّمة.
  • التخلُّص من الخادرة: عندما تتحوّل الخادرة إلى فراشة، فإنّها تثقب الشّرنقة لتتمكّن من الخروج منها؛ ممّا يُتلِف الخيوط الحريريّة، وهذا ما يجب على القزّاز تجنّب حدوثه، لذلك تُقتََل الخادرة قبل أن تتحوّل إلى فراشة بإحدى الطّرق الآتية:
    • تعريض الشّرانق لبخار الماء لمدّة ساعة تقريباََ ثمّ تُترَك لتجفّ؛ لتجنُّب تكوُّن العفن.
    • وضع الشّرانق في فرن ساخن لمدّة ساعة تقريباً، والحرص على ألّا تحترق أو يتحوّل لونها إلى البني.
    • وضع الشّرانق تحت الشّمس عدّة أيّام.
    • وضع الشّرانق في مُجمّد الطّعام فترةً تمتدّ ما بين عدّة أيّام إلى عدّة شهور.
  • حلّ الحرير: يُقصَد به فكّ الشّرانق للحصول على الخيوط الحريريّة ولفّها على شكل بَكَرة، ويمكن بعد ذلك صبغها للحصول على اللّون المطلوب.

 

 

شارك المقالة:
557 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook