تغذية المياه الجوفية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تغذية المياه الجوفية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

تغذية المياه الجوفية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
يُقصد بالتغذية في هذا السياق: المياه التي تدخل من سطح الأرض وتتجه إلى أسفل تحت تأثير الجاذبية من خلال عمليتَي الترشيح (Infiltration) والرشح (Percolation) لتصل إلى سطح الماء الجوفي مضيفةً بذلك كمية من المياه إلى الخزان مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الماء فيه. وتتغذى خزانات المياه الجوفية في منطقة عسير بمياه الأمطار ومياه السيول. وتُعد التغذية بالمياه الجارية أهم أنواع التغذية (Recharge Mechanisms) لخزانات رواسب الأودية؛ وذلك لأن لها نفاذية عالية تسمح بترشيح (Infiltration) كميات كبيرة من المياه  ،  فخزانات رواسب الأودية وما تحتها من صخور مجواة وشقوق تمتد - في الغالب - على مساحات صغيرة، وتعتمد في تغذيتها على الأمطار المحلية.
 
وعلى الرغم من أن تقدير تغذية المياه الجوفية يُعد من الأمور المهمة عند تقويم الموارد المائية في خزانات المياه الجوفية في البيئات الجافة؛ إلا أنه في الوقت نفسه يُعد من الأمور الصعبة. وتتوافر معلومات قليلة عن تقديرات تغذية المياه الجوفية في منطقة عسير، فقد قدرت الشركة الاستشارية (ماكلارن) أن تغذية المياه الجوفية في حوض وادي بيشة نحو 4.6 مم في السنة أي نحو 2.7% من الأمطار السنوية، وقدَّرتها في حوض وادي تثليث بنحو 2.52 مم في السنة أي نحو 1.7% من الأمطار السنوية  .  وفي دراسة حديثة   يُقدر متوسط تغذية المياه الجوفية في وادي أبها بنحو 5.32 مم في السنة أي بنسبة 1.6% من الأمطار السنوية، وبناءً على هذه التقديرات فإن كمية المياه التي تغذي خزان المياه الجوفية تعتمد على مساحة حوض تغذيته.
 
ولا شك في أن المورد الطبيعي الدائم للمياه في منطقة عسير هو المياه الجوفية المتجددة المخزونة في رواسب الأودية وما تحتها من صخور مجواة وشقوق، ولكن التغذية الطبيعية للمياه الجوفية في المنطقة أقل مما يحتاجه السكان؛ وذلك - بطبيعة الحال - ناتج عن قلة كميات الأمطار وتذبذبها، ولذا فقد عملت وزارة المياه والكهرباء على تعزيز الموارد المائية وتخفيف الضغط عليها بزيادة كميتها من خلال إقامة السدود على الأودية لحجز مياه السيول فيها  .  وتُنشأ السدود على الأودية موسمية الجريان لغرض معين أو لأكثر من غرض، فقد يُنشأ السد بهدف الاستفادة من مياه السيول لأغراض الشرب ولري المزارع لأطول مدة ممكنة، أو بهدف زيادة كميات المياه التي تغذي خزانات المياه الجوفية، أو للحد من أخطار السيول على القرى والمدن  
 
بدأت وزارة الزراعة والمياه - في منتصف الثمانينيات من القرن الرابع عشر الهجري الماضي/الستينيات من القرن العشرين الميلادي - ببرنامج إنشاء السدود، فقد أنشأت سد عكرمة في الطائف عام 1376هـ/1957م وهو أول سد في المملكة العربية السعودية، ثم توالت عمليات إنشاء السدود في مختلف مناطق المملكة، وقد بلغ عددها في الوقت الحاضر أكثر من 207 سدود منها 55 سدًا (أي ما نسبته 27% منها) في منطقة عسير. ويبين (جدول 23) خصائص السدود في المنطقة والهدف الرئيس من إنشائها وتاريخ إنشائها. ويتضح من الجدول المذكور أن 27 من السدود في المنطقة (أي ما نسبته نحو 50% من السدود فيها) أُنشئت بهدف زيادة تغذية المياه الجوفية، و 12 سدًا (أي ما نسبته 21% من السدود في المنطقة) أُنشئت لأغراض الشرب والاستخدامات المنـزلية، و 16 سدًا (أي ما نسبته 29% من السدود في المنطقة) أُنشئت ليتم التحكم في جريان السيول. ويُعد سد الملك فهد  (المقام على وادي بيشة بهدف تغذية المياه الجوفية) من أكبر السدود في المملكة، إذ يصل ارتفاعه إلى 103م وتبلغ طاقته التخزينية 325 مليون متر مكعب  .  ولا شك في أن السدود التي أُنشئت لأغراض الشرب أو بهدف الحد من خطورة الفيضانات تؤدي دورًا كبيرًا في زيادة التغذية، سواء المياه التي يتم ترشيحها أثناء حجزها في بحيرة السد أو المياه التي يتم ترشيحها أثناء جريان مياه السيول في بطون الأودية؛ لأن السد يطيل مدة جريان السيول، ومن ثَمَّ يزيد من كميات المياه التي تغذي خزانات المياه الجوفية.
 
شارك المقالة:
47 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook