تغريدات ربيع الأدب (2)

الكاتب: المدير -
تغريدات ربيع الأدب (2)
"تغريدات ربيع الأدب (2)




• راسلني قبلَ أيام شابٌّ يُحب الكتابة، وله بعض المحاولات فيها، قائلاً لي: كيفَ السبيل لإرسال بعض كتاباتي للمجلات الأدبية، وكم يدفعون؟ فلم أُجِبْه؛ لأن أحلامَ الأدباء ورقٌ وحِبر، وهذا رجل يريد بيعَ أحلامه!

 

• الدكتور زكي مبارك علاَّمة في الأدب، وفي تحقيق بعض كتب التراث، لكنه أساءَ إساءةً سيئة لكتاب الله الخالد في كتابه الأشهر: (النثر الفني في القرن الرابع)!

 

• في موسوعة الأعلام للعلامة خيرِ الدِّين الزِّرِكْلي فوائدُ جمةٌ من غير التراجم، ليتَ الهِممُ تستيقظُ لاستخراجها، وإفرادها بمؤلف جامع!

 

• كم يبدُو الإنسانُ سخيفًا حينَ يتكلم في غير فنِّه، وصدقَ الحافظُ ابنُ حَجَر: مَن تكلَّم في غير فنه أتى بهذه العجائب، فكيفَ لو كانَ المتكلم لا فنَّ له؟!

 

• دخلتُ مسجدًا بعدما رُفعَ أذانُ العشاء في سماء المدينة، فوجدت رجلاً حليقَ اللحية على كرسيٍّ ضخم يعِظُ الناسَ، فالتقطَتْ أذني هذه الكلمة من فيه: (إننا مُفرطين في دين الله)! هكذا بنصب خبر إن، فقلت له في نفسي: صدقتَ، ومفرِّطون أيضًا في اللغة العربية وقواعدها.

 

• كُتُب علي الطنطاوي لها ميزة خاصة لا تجدها عند غيره، السهل الممتنع بعربية فصيحة لا تَحولُ بين القارئ وفهمه، وموسوعية نادرة تفتح أمامكَ آفاقًا واسعة، فتجد نفسك راضيًا عنه كل الرضا وأنتَ تقرأ له!

 

• أغلبُ كتب علي الطنطاوي مجموعة من المقالات التي كان ينشرها في الصحف والمجلات، وعلى رأسها المجلة الخالدة: (الرسالة)، للأديب البارع: أحمد حسن الزيات!

 

• كم أغبطُ قرَّاء ذلك الزمن الجميل حين كانت تصدر المجلات والصحفُ، فيكون كتَّابها: الرافعي، محمود شاكر، سيد قطب، الزيات، علي الطنطاوي، أحمد أمين، طه حسين، عباس محمود العقاد، وغيرهم!

 

• سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي كتاب مبارَك، كتب الله له القَبول في الأرض، وما ذاك إلا لإخلاص صاحبه وشدة تحرّيه للحق، وإنصافه النادر، وفيه بعض الهنَات والزلاَّت دفعت بعض العلماء للتنبيه عليها، مثل كتاب: (عقيدة الإمام الذهبي) للشيخ سليمان الخراشي!

 

• ابن الجوزي في كتابه: (صيد الخاطر) ذكر الكثير عن حياته وسيرته؛ لذلك ذهبَ بعض الباحثين إلى أنه من الأوائل الذين كتبوا سيرهم الذاتية بتلك الطريقة البديعة!

 

• الدكتور فريد الأنصاري في رواياته الثلاث لم يكن موفَّقًا كتوفيقه في الفقه وأصوله، والعلم الشرعي وفروعه، بل هو يؤرِّخ ويترجم بطريقة سردية ولغة أنيقة لا غير.. وأقصدُ رواياته الثلاث: (عودة الفُرسان)، (آخر الفرسان)، (كشف المحجوب)!

 

• علَّمتني القراءة ألا أغتر بعناوين الكتب والروايات البرّاقة، وإن بالغَ في الثناء عليها أدعياءُ النقد، وعباقرة المجاملة.

 

• كثرة القراءة لا تصنعُ منك عالِمًا، ولا أديبًا، ولا مُفكرًا، ما لم يكن لك حظ مِن ذكاء، ونصيب من تقديس للوقت وتنظيمه.

 

• يصلُ طالبُ العلم إلى مبتغاه مع مرور الأيام وتعاقُب الليالي، وذكاءٍ لابأس به، وهمة عالية، ورغبة جامحة، وصبر كصبر الإبل!

 

• كُتُب الجاحظ أغلبها مليء بسفاسف الأمور، وبأشياءَ لا خير فيها، مضيعة للوقت، وقتل للطاقة؛ لذلك أنصح كلَّ طالب للعلم يحترم وقته أن يكتفيَ بـ: (البيان والتبين) فقط، وإن زادَ عليه (البُخلاء) فلا بأس!

 

• لا شك أن الأديب البارع (المنفلوطي) من أبرع المُنشئين والمترسلين في العصر الحديث، لكن النهايات غير السعيدة التي يختم بها قصصَه ورواياته المترجمة تزعجني وتزيدُ قلبي الصغير رهَقًا!

 

• مقدمة كتاب (أدب الكاتب) لخطيب أهل السنَّة ابن قُتيبة من أقوى المقدمات في كتب الأدب، وكم أشتهي لو أستطيع توزيعها على جميع طلاب العلم والأدب، لعلها تدفعهم نحو الارتقاء الذي ينشدونه.

 

• معجمُ الأدباء لياقوت الحموي طالعتُ مجلداته الأولى فوجدت أن الرجل كانَ صديقًا حميمًا للكتب، بل كان قارئًا مدمنًا، حتى ظننت أن كل الكتب التي كانت في زمانه قد اطلعَ عليها، وقد أثنى عليه علامة العربية محمود شاكر في كتابه الماتع (أباطيل وأسمار)، وشهد له بالتفوُّق في عالم النقد والتمحيص.

 

• إن أكثرَ الناس قد تعوَّدوا على الكذب ومَرَدُوا على النفاق، وإذا واجهتهم بالحقيقة والصدق وعدم المجاملة تمنَّوْا لك يومًا كيوم عاد وثمود!

 

• أغرار وأغبياء مِن أبناء جلدتنا يدَّعون الإسلام يغرِّدون على موقع تويتر بحرق كتب شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأن بعض الجهلة من الغلاة يستدلون بأقواله، ولو كانوا أصحاب شجاعة لقالوا عن كتاب الله وسنَّة رسوله مثل ما قالوا عن كتب شيخ الإسلام؛ لأن الغلاة استدلالهم بالكتاب العزيز أكثرُ من استدلالهم بكتب الشيخ رحمه الله ورضي عنه.. ولكن المتحيز لا يُميز.

 

• مِن هواياتي المفضلة قراءة مقدمات الكتب وفهارسها، أجد متعتي وأنا أقلب صفحات كتاب جديد قبل أن يأخذ مكانه بين أصدقائه من الكتب، أكتشف طريقة الكاتب ومنهجيته، وخطته التي ارتضاها لنفسه ولكتابه.. وفي الفهارس كنوز ودُرر؛ لذلك قال شيخ العربية محمود شاكر: الكتاب مِن غير فهرس كنـزٌ مغلَق، فاقرأ الفهرس قبل كل شيء!

 

• حينَ طالعتُ كتاب (نيل الأوطار) للشوكاني تعلمت شيئًا مهمًّا غيَّر منهج حياتي، ألا وهو نبذُ التقليد، والاستمساك بالدليل الشرعي، وعدم الاغترار بالمخالف مهما علا شأنه وارتفع ذكره في الآفاق.

 

• حينَ أسمعُ هذه المقولة: (للبيت ربٌّ يحميه) في كل حادثة يُبتلى بها المُسلمون، أعلمُ يقينًا أن المستدلَّ بها جبانٌ رِعديد غارق في وحل الإرجاء والتجهم؛ فهي مقولةٌ لتعطيل الجهاد، ولسنَّة التدافع.

 

يتبع إن شاء الله..


"
شارك المقالة:
30 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook