تغريدات ربيع الأدب (6)

الكاتب: المدير -
تغريدات ربيع الأدب (6)
"تغريدات ربيع الأدب (6)



• ارجع فتعلَّم الأدب؛ فإنك لم تتعلَّمْ، واقرأ ما كتبه العلاَّمة بكر أبو زيد في رسالتيه النفيستين: (حلية طالب العلم)، و(التَّعالُم وأثرُه على الفكر والكتاب)، ثم إذا انتهيتَ مِن استيعاب ما جاد به مِن دُررٍ وفوائد، يَجْمُل بك أن تطالع رسالة: (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)؛ لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، وبعدها انطلق إلى المجلد الأول من كتاب: (مفتاح دار السعادة)؛ لتلميذه البار ابن القيِّم الجوزية، عبِّ منه، وانهلْ حتى ترتوي وتدفع عنك ظمأ الجهل الذي استبدَّ بك أيام الهواجر في صحراء (الفيس بوك)؛ حيث لا ماء ولا شجر!



• أيها الكاتب، إن لقلمك عليك حقًّا؛ فأكثرْ مِن القراءة في سبيله، والاطِّلاع على أساليب العرب الأقحاح ما وسعك الاطلاع، وعلى آداب العرب، وثقفْ نفسك ببعض العلوم الدينية والدنيوية، وخُذ شيئًا من الفلسفة، هذا إذا شئتَ الخلود لمداد قلمك النائم في أحضان البطالة والخمول!



• قال أحد السلف: ما اتَّقى الله مَن أحبَّ الشهرة!



تأمَّلتُ هذه الكلمة فوجدتها تحتاج إلى تفصيل، فإن كان يقصد بالشهرة حبَّ الظهور، وعشق الثناء والمدح، والعمل مِن أجل الناس رياءً وسمعة - فلا شك في أن صاحب هذه النية ليس متقيًا الله؛ لأنها تتنافى مع إخلاص العمل الذي يراد به وجه الله والدار الآخرة، وبذلك تكون المقولةُ صحيحة منطقية لا شك فيها.



أما مِن ناحيةٍ أخرى: فالشُّهرةُ مَطلوبة إن كانتْ مِن تقيٍّ غرَضُه منها أن يصل علمُه المبني على كتاب الله وسنة نبيه إلى أكثر عددٍ ممكنٍ مِن خلقه، مُهتَبِلاً شهرتَه التي طبقت الآفاق، وانتشار ذكره الذي سار مسير الشمس والقمر، كحال كثير من العلماء قديمًا وحديثًا، فقد نفع الله بهم العباد والبلاد بسبب شهرتهم وحسن سيرتهم بين الناس، والله أعلم!



• المتعةُ التي أستشعرها حين أنتهي مِن كتابة مقالة علمية، أو خاطرة أدبية، أو قصة قصيرة، لا أستطيع وصفها، ولو كنتُ أمتلك أسلوب الجاحظ، وترسُّل ابن العميد، وقلَم الرافعي!



• من أجمل عبارات العلاَّمة الزِّرِكْلِي في (الأعلام) حين يترجم لأمير من الأمراء الصالحين: (حُمِدتْ سيرته، وكانت أيامه أعيادًا، وعاش الناس في رخاء!).



قال ربيع: اللهم ولِّ علينا خيارنا؛ يحكموننا بكتابك وسنة نبيك، لتكون أيامنا أعيادًا ورخاء، ونصرًا مبينًا!



• حين تأتيني الفكرة لا أتجمَّل لها، ولا أرتدي لها أجمل ما أملك مِن حروف، فإنني لا أكره شيئًا في هذا المجال ككراهيتي للمساحيق الدسمة التي تثقل كاهل الأفكار، وتجعل ملامحها كعجوز شمطاء متصابية، فاتَها قطارُ الحياة، فتحاول عبثًا التجمُّلَ لكل عابر سبيل!



• أقرأ في كتاب (الأعلام) بحبٍّ وشوقٍ وشغَفٍ، وكأنني أقرأ عن آبائي وأجدادي؛ لأتعرَّف على النسل الذي كان سببًا في خروجي إلى الحياة الدنيا!



• لو جمعت ما تفرق في دفاتري وأوراقي من تلك المعلومات والفوائد التي أقوم بتسجيلها خلال مُطالعاتي للكتب، لكانتْ في مجلد ضخم لا تملُّ قراءته!



• التفكير بعقول السلف الصالح من الصحابة والتابعين في العقائد حتم لازم عليَّ، ولا أقدِّم عقلي القاصر عليهم قيد أنملة!



• واأسفي على قوم يدَّعون الكتابة، وليس لهم نصيبٌ من القرآن، يستمدون منه قوة ألفاظهم، وسمو معانيهم!



• سألني شاب قبل أيام: ما نصيحتك لكاتب مبتدئ؟

فكان جوابي: التزم بحفظ صفحة في اليوم مِن كتاب الله!



• سورة القصص يجب أن يحفظها كلُّ عاشق للكتابة لتحسين مستواه، أو على الأقل الإكثار من الاستماع إليها.



• سورة (يوسف) حفظتُها قديمًا، وكنت أردِّدُها كل حين، وهي من الأسباب التي حبَّبَتْ إليَّ الأدب الراقي، والسرد الرِّوائي!



• مِن أكبر الأخطاء التي نرتكبها في الحياة مُعاتبتنا لإنسان نعتقده يستحق محبتنا، فيدفعنا حدبنا عليه إلى ذلك، لكن الندم يستبد بنا بعد معرفتنا بلؤمه، وأنه لا يستحق إلا التجاهل والرمي في سلة المهملات!



• كلُّ علاقة بين البشر مَصيرُها إلى زوال ما لم تُبْنَ على قواعد من الاحترام، وأسس من المحبة الخالية مِن شوائب الطمع!



• الإنسانُ حيوانٌ بطبعه، ولولا الأنبياء والرسل لأَكَل بعضنا بعضًا؛ لذلك نجد أكثر الناس وحشية وانحلالاً الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر!


• في الجاهلية كانت المعركةُ تدوم بين القبائل والعشائر لسنوات طويلة؛ من أجل أمور تافهة، لا ينامون أبدًا على ضيمٍ أصابهم، أما نحن في زمن الإسلام (كما نزعم) فحقوقنا تنتهك، وأراضينا تُسلَبُ، وأوطاننا تُستعمر، وخيرات بلادنا يستبد بها الطغاة والمجرمون، ومع هذا الخزي والعار لا نحرك ساكنًا، ولا نسكن متحركًا، لسان حالنا ومقالنا: ? فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ? [المائدة: 24]!



• قبل أن تنصح أصدقاءك بصفحات للمتابعة؛ لأنها تستحق (بزعمك)، اعلم: أن ذلك مسؤولية ستُسأل عنها أمام الله؛ فإياك إياك وصفحات أهل الأهواء والهوى، والنطيحة، والمُتَرَدِّية، وما أكل السَّبُع؛ فالقلوب ضعيفة، والشُّبَه خطَّافة، والهوى شرٌّ مستطير، وقد أعذر مَن أنذر!



• سنسافر يومًا إلى هناك، دون أن نعود مرة أخرى إلى هذه الأرض التي شهدتْ كل أفعالنا وتصرفاتنا الصالحة والطالحة؛ سيفتقدنا الأهل والأحباب والأصدقاء، وسيطلقون العنان للعبرات تنسكب مدرارًا وحسراتهم ملء حناياهم كعواصف هَوْجاء، كما سينفقون أيامًا من أعمارهم للحزن والوجد والاستسلام لذكريات تجعل الكآبة تخيم على ديارهم؛ ستنطلق ألسنتهم بالرحمة والمغفرة والعفو، مستغيثين بربهم أن يحسنَ مثوى حبيبهم، وألا يخزيهم فيه يوم يُبعث ويُبعثون، يُلحون عليه سبحانه ما وَسِعَهم الإلحاح أن يعامله بحلمه ورحمته التي وَسِعَتْ كل شيء!



• حين يأتي المساء سأنظف أسناني، وأقلم أظفاري، وأعبِّئ قميصي بعطر فواح، ثم أنام باكرًا على غير عادتي، لعلني ألقاك ترفلين في أحلامي سعيدة كسعادة العصافير؛ تغدو خماصًا، وتروح بطانًا.



• حين يأتي المساء أعود إلى بيتي متأبِّطًا جريدة وخبزًا؛ لألقي بنفسي في هذه الفوضى، وهذا الركام من الكتب الصفراء والبيضاء التي تحيا فيها عقول أسلافنا الأماجد، وعلومهم، وذكرهم الطيب، وسيرهم الحسنة، وكذلك كتب المحدثين من عمالقة النثر والفكر والرواية والقريض.



• قلت لها: ما سبب غيابك؟ فقالت: موجودة لكن لا أحب إزعاجك!



فقلت: بل لا تحبين سعادتي! فتبسَّمَتْ بذكاء، وأطرقت بحياء، وقالت: يا لك من شاب لَسِن، تأبى إلا أن تحوِّل كل حديث إلى مسرح للأدب والألغاز!



• حين تتعدد الورود والأزهار، وتتكاثر على عتبة باب الأديب أو الشاعر، يفقد القلم توازنه، والإلهام مصداقيته، فيصاب بتخمة لا تُحمَد عُقباها، والبطنة تذهب الفطنة، واللبيب بالإشارة يفهم!



• بنظرة منك انفلتت مني أيامي، وتلاشت كل أحلامي، ونسيت ما كان وما سيكون في مستقبل أحزاني!



• كم هو متعبٌ حين تتذكر أنك أنفقت أكثر من سنة في سبيل من لا يستحق حتى ساعة من نهار من وقتك الثمين!



• لو لم يكن اسمي (ربيع السملالي) لسميت نفسي: بسَّامَ بنَ طلق المُحيَّا، فقدت تعبت ملامحي من التجهم والحزن!



• في الليل مع كتاب (الأعلام) يصير للحياة طعم الخلود!



• ما خلا أديبٌ بأديبة إلا كان أبو نواس ثالثَهما (إلا من رحم الله)!



• الكتابة في فصل الربيع تشبه عصافير سعادتي الهاربة حين رأيت وجه حبيبتي لأول مرة!



• التحدث إليها يغري بالبقاء على قيد الأدب!



• الألم في سبيل غيابك له طعم الوفاء!



• أمسيت وأمسى الحب للكتاب!


"
شارك المقالة:
30 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook