الزنا هو في المنام خيانة فمن رأى أنه يزني فقد خان والمرأة الزانية المجهولة خير وهي أقوى من المعروفة والزنا سرقة لأن الزاني يختفي كالسارق.

 

 

من رأى زانية أقبلت عليه تراوده عن نفسه نال مالاً حراماً، ومن عامل امرأة زانية في المنام فإنها الدنيا وطلابها فإن كان الطلاب معروفين بالصلاح والدين والعلم ولهم سمت حسن وهيئة الصالحين ورأوا كأنهم يختلفون إلى زانية يصيبون منها فإنهم يختلفون إلى علم من عالم ويصيبون منه بقدر ما نالوا من تلك المرأة الزانية.

 

 

من رأى أنه زنى فهو حج، ومن رأى رجلاً من امرأة فإن ذلك الرجل يطلب دنيا زوج هذه المرأة، ومن رأى أنه فجر بامرأة شابة فإنه يضع ماله في موضع لا يرى فإن أقيم عليه الحد وكان صاحب علم دلت رؤياه على استفادة علم وفقه في الدين وإن كان ذا سلطان قوي سلطانه، ومن رأى أنه زنى بزانية نال شراً وفتنة.

 

 

من رأى أنه زنى بامرأة شابة حسناء فإنه يضع ماله في مكان محروز، ومن رأى أنه زنى وأقيم عليه الحد وكان سلطاناً قوي سلطانه وإن كان الرائي أهلاً للولاية ولى وخلع عليه وينال دولة واسماً، ومن رأى أنه زنى بامرأة إنسان يعرفه فإنه يريد أخذ شيء من ماله.

 

 

من رأى أنه دل إلى موضع الزنا ولم يقدر أن يخرج منه فإنه يموت سريعاً، ومن رأى أنه يبيت مع زوجة الغير وزوجها معها من غير إنكار منه فإنه ذلك الزوج يوكله في أمر بيته.

 

 

قَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّ الزِّنَى على الْخِيَانَة، وَمن رأى أَنه جَامع زَوْجَة جَاره فَلَا خير فِيهِ، وَمن رأى أَنه يُجَامع أحدا من مَحَارمه فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الْمحبَّة وَالشُّفْعَة لمن فعل بهَا وَرُبمَا تَنْقَطِع مودته عَنْهَا وَإِن كَانَت ميتَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم وَقيل ان رُؤْيا ذَلِك خير للْفَاعِل وَالْمَفْعُول وَرُبمَا دلّ على الْحَج.

 

 

من رأى أَنه ينْكح السُّلْطَان أَو من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ يذهب مَاله وَإِن فعل بِهِ ذَلِك أصَاب خيرا عَظِيما وَمن رأى أَنه ينْكح دبرا فَإِنَّهُ يَأْتِي أمرا على غير وَجه وَقيل إِن النِّكَاح فِي الدبر يدل على طلب أَمر عسير لِأَن الدبر لَا يتم فِيهِ نُطْفَة.

 

من رأى أَن قوما يَخْتَلِفُونَ إِلَى زَانِيَة فانهم يَجْتَمعُونَ على ظَالِم يصيبون من علمه خيرا وَقيل: من رأى أَنه ينْكح زَانِيَة فَإِنَّهُ ان كَانَ من طلاب الدُّنْيَا أصَاب مَالا حَرَامًا وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح وَالْخَيْر أصَاب علما وبركة وَالنِّكَاح دَال على بُلُوغ المُرَاد من دين أَو دنيا لِأَن النِّكَاح مُتْعَة وَلَذَّة.

 

 

من رأى قوما يَخْتَلِفُونَ إِلَى زَانِيَة فَإِنَّهُم يَجْتَمعُونَ على عَالم يصيبون من علمه خيرا وَقيل من رأى أَنه ينْكح زَانِيَة فَإِن كَانَ من طلاب الدُّنْيَا أصَاب مَالا حَرَامًا وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح أصَاب علما وبركة وَمن رأى امْرَأَة فاسقة أَو زَانِيَة فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَهُوَ خير وَزِيَادَة بركَة وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَهُوَ قلَّة دين وارتكاب محارم وَحُصُول ضَرَر.

 

 

الزِّنَا فِي الْمَنَام يعبر بِالْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تثبت مَعَ الزَّوْج لِأَنَّهَا خَالَفت المركوبات فِي طهرهَا، والزِّنَا فِي الْمَنَام سَرقَة لِأَن الزَّانِي يتخفى كَمَا يتخفى السَّارِق، وَقَالَ ابْن سِيرِين: لَا أحب الزِّنَا، وَمن رأى زَانِيَة أَقبلت عَلَيْهِ تراوده عَن نَفسهَا نَالَ مَالا حَرَامًا.

 

الزِّنَا خِيَانَة وَمن رأى أَنه زنا مَعَ امْرَأَة شَابة حَسَنَة، فَإِنَّهُ يَجْعَل مَاله فِي مَكَان محروز وَمن رأى أَنه زنا وأقيم عَلَيْهِ الْحَد وَكَانَ سُلْطَانا قوي سُلْطَانه، وَإِن كَانَ الزَّانِي أَهلا للولاية نالها وخلع عَلَيْهِ وينال دولة وإثما، ومن رأى كَأَنَّهُ زنا بِامْرَأَة إِنْسَان يعرفهُ فَإِنَّهُ يُرِيد اخذ شَيْء من مَاله.

 

من قَرَأَ فِي نَومه قوله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) فَإِنَّهُ زَان وَكَذَلِكَ المراة إِذا قَرَأت هَذِه الْآيَة فَإِنَّهَا زَانِيَة وَكَذَلِكَ إِذا قَرَأَ فِي مَنَامه قوله تعالى: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) وَكَذَلِكَ قصَّة لوط مَعَ قومه يدل على الزِّنَا واللواط لمن تَلَاهَا فِي مَنَامه.

 

 

قيل إنَّ الزنا بامرأة رجل معروف طلب مال ذلك الرجل وطمع فيه، وقيل من رأى كأنّه زنى فإنّه يخون وقيل يرزق الحج، والزاني بامرأة شابة واضع ماله في أمر محكم غير مضيع له وإن أقيم الحد على الزاني دل على استفادة فقه وعلم في الدين إن كان من أهل العلم وعلى قوة الولاية وزيادتها إن كان والياً.

 

أما الجمع بين الناس بالفساد فمن رأى أنّه يجمع بين زانٍ وزانية ولا يرى الزانية فإنّه رجل دلال يعرض متاعاً ويتعذر عليه، فإن رأى أنّه يزني فإنّه ينظر إلى النساء، فإن رأى أنه يزني برجله فإنه يمشي خلف النساء حراماً، والزنا يدل على ولد إذا كانا فوق ثياب جدد.

 

 

إن الْمَرْأَة إِذا رَأَتْ أَنَّهَا تَزني، وَالنَّاس يبصرونها: فَهِيَ شهرة ردية، ونكد. فَإِن كَانَت بِالْهِنْدِ: دلّ على أَنَّهَا تتقرب، وتشتهر بِعبَادة، وبر، وَيكون لَهَا ثَنَاء مليح، لأَنهم يَتَقَرَّبُون إِلَى الله تعلى بِالزِّنَا. جلّ الله تَعَالَى عَن ذَلِك. كَمَا أَن الْمَجُوس تعبد النَّار، فَإِذا رأى أحدهم كَأَنَّهُ قد أوقد نَارا، أَو صرف عَنْهَا الْأَذَى، أَو سجد لَهَا: كَانَ ذَلِك عِنْدهم جيدا، وَفَائِدَة، وَعبادَة. وَكَذَلِكَ عباد الشَّمْس إِذا رأوها: فِي صفة حَسَنَة.