بدأت السورة بتنبيه المؤمنين بقول أو فعل ما لم يأمر به رسول الله، كما نصّت على الأمر بعدم رفع أصواتهم عند حديثهم مع النبيّ؛ حتى لا يُبطل الله أعمالهم، ثمّ مدح الله -عزّ وجلّ- من يخفضون أصواتهم بأنّهم أهل التقوى والإخلاص، ووعدهم بالثواب والمغفرة، والذين ينادون الرسول من وراء الحجرات بصوتٍ مرتفعٍ لا يعقلون الأدب مع النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -، ثمّ يُبيّن الله رحمته وغفرانه لجهلهم بالآداب وإخلالهم بها.
انتقلت هنا الآيات من الحديث عن الأدب مع الرسول إلى الحديث عن الأدب مع عامة المسلمين، حيث ينبّه الله -عزّ وجلّ- المؤمنين من تصديق الأخبار ونقلها قبل التثبّت منها، ثمّ يذّكر الله المؤمنين بأنّ أوامر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- موحاةٌ من الله، وأنّ فيها الخير لهم، ثمّ يأمر الله -عزّ وجلّ- المؤمنين بالإصلاح بين المتخاصمين، والعدل فيما بينهم بعدم تجاوز حكم الله وحكم رسوله، ثمّ توضّح الآيات أُخوّة المؤمنين وتأمر بمخافة الله في جميع أمورهم، ثمّ تأمر الآيات بعدم الهمز واللمز والتنابز، وتصف من لم يتب عن هذه الأفعال بالظالم لنفسه.
تنتقل الآيات إلى تثيبت حسن الظن عند المسلمين، وتنهى عن تتّبع العورات والهفوات كرامةً للإنسان، ثمّ تُبيّن أنّ أساس التفاضل بين الناس هو التقوى وليس العرق أو اللون أو الشكل، ثمّ تَردّ الآيات على الأعراب الذين يَمُنّون على الله بإيمانهم، ويختم الله هذه السّورة ببيان علمه الواسع وبصره النافذ الذي لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء
موسوعة موضوع