ازدهرت الحركة العلميّة في العصر العباسيّ، حيث شهدت تطوّراً كبيراً في شتّى العلوم والميادين، ويرجع ذلك إلى ظهور عددٍ كبيرٍ من العلماء والأدباء والمفكّرين، وأيضاً بسبب اهتمام الخلفاء العباسيين بالترجمةِ وانتشارها على نطاقٍ واسع، إضافةً لما سبق فقد شهد العصر العباسي توسّعاً في التعليم بشكلٍ عام، حيث تم إنشاء العديد من المدارس والمؤسّسات التي تُعنى بالثقافة كدور الربط والعلم بالإضافة للمساجد.
ظهر في العصر العباسي العديد من العلماء الذين ذاع سيطهم عالياً، وكان لهم الأثر الكبير في التقدّم العلمي في ذلك الوقت، ويُذكر أنّ هؤلاء وغيرهم الكثيرون من العلماء والأدباء قد تُرجمت العديد من مؤلّفاتهم لعدة لغات أهمها اللغات الأوروبيّة، وكان لتلك المؤلفات شأنٌ كبير في النهضة الأوروبيّة الحديثة، ومن هؤلاء العلماء:
أولى خلفاء العصر العباسي اهتماماً كبيراً بالعلم والعلماء، حيث كان رجال العلم والعلماء من المقرّبين للخلفاء في ذلك الوقت، وشجّعوهم، الأمر الذي ترك أثراً كبيرا على رقي المستوى الفكري في ذلك الوقت، وأبرز الخلفاء الداعمين للعلم والعلماء الخليفة العباسي هارون الرشيد، والذي اشتُهر عنه مجالسته للعلماء والأدباء والكتاب والشعراء، وتشجيعهم على التأليف والبحث، وتوفير كل ما كان يحتاجه العلماء في بحوثهم ودراساتهم على اختلافها.
ظهر أثر التطوّر العلمي في العصر العباسي جليّاً في إنشاء العديد من المدارس، والتي كان من أهمها:
وهناك العديد من المدارس والصروح العلميّة التي تم تشييدها في العصر العباسي كالمدرسة العصمتيّة، والمدرسة المرجانيّة، ومدرسة سابور بن أردشير، التي كانت تُعتبر أول مدرسةٍ تم افتتاحها للفقهاء، ولم يقتصر تلقي العلوم في المدارس، وإنما كانت تُعقد الحلقات العلميّة المختلفة في هذا العصر، كحلقة المتكلّمين وغيرها.