تمهل أيها المدخن (خطبة)

الكاتب: المدير -
تمهل أيها المدخن (خطبة)
"تمهل أيها المدخن!

 

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله مجيب السائلين، الحمد لله القائل في كتابه وهو أصدق القائلين: ? وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ? [الأعراف: 142]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، سبحانه وتعالى أنبأنا في كتابه الكريم أن من صفات المصطفى صلى الله عليه وسلم النهي عن الخبائث؛ فقال: ? يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ? [الأعراف: 157]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام المرسلين وسيد المتقين، نهى في سنته عن كل ما يضر الجسد ويفسد الدين، فاللهم صلِّ على سيدنا ونبينا محمد النبي الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وخلفائه الراشدين المهديين، وسائر صحابته وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد، أيها الأحبة في الله:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته، وأحذركم ونفسي من معصيته ومخالفة أمره؛ عملًا بقوله جل وعلا: ? وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ? [البقرة: 281]، وقوله سبحانه: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ? [آل عمران: 102].

 

نعيش في هذا اليوم الطيب المبارك مع ظاهرة خطيرة مدمرة فتاكة، أفسدت على الناس حياتهم؛ ألا وهي ظاهرة التدخين، فاسمحوا لي أن أحدثكم تحت عنوان: ? تمهل أيها المدخن!! ?.

 

أيها المؤمنون:

لقد انتشرت في الأمة الإسلامية في هذه الآونة أمراض وآفات فتاكة كثيرة، وأول من قُصد بهذه الأمراض المدمرة هم شباب الأمة الإسلامية لتغييبهم عن الوعي وإدراك المسؤولية، ووالله إن القلب ليحزن على هؤلاء المغيبين، فحينما ننظر للمقاهي والشوارع نعاني أشد الحزن على إخواننا الذين أصيبوا بهذا المرض اللعين؛ التدخين.

 

لذا فأقول: يا قومنا، اجتنبوا التدخين، إني لكم ناصح أمين.

 

وأنادي في كل إخواننا وأهلنا ممن أغوتهم الشياطين، فراحوا يدخنون السجائر والنارجيلة، تمهلوا واستمعوا لعلكم تتوبون وتمتنعون.

 

ألَا فاعلموا يرعاكم الله أن من الخبائث التي ابتُلي بها المجتمع الإسلامي التدخينَ، ذلك الذي انتشر بين الكبار والصغار، وصرنا نرى بأم أعيننا أكثر المدخنين يدخنون في الطرقات العامة والمواصلات، ويؤذون برائحة دخانهم الأبرياء، من غير خجل أو حياء؛ حيث إن أحدهم يملأ فمه بالدخان ثم ينفث دخانه في وجوه الحاضرين حوله من غير احترام لهم أو مبالاة بحقوقهم، فيخيم على الحاضرين حوله بسحابة دخانية سوداء ملوثة بالرائحة الكريهة، وناقلة للعدوى والأمراض.

 

ليس هذا فحسب أتباع الحبيب صلى الله عليه وسلم، بل إذا حاول أحد الدعاة أو حتى عامة الناس أن ينصح مدخنًا ويقول له: يا أخي، اتقِ الله في نفسك وفي إخوانك ولا تدخن، فإذ بأخيهم المدخن يقول: أنا حر، تنحَّ عني، لا شأن لك بي، وكأن الحرية لا تكون إلا في معصية الله، وليست الحرية – والله - في ذلك، بل الحرية مسؤولية ورجولة.

 

أيها المسلمون:

وبعيدًا عن أضرار التدخين، أقول لإخواني المدخنين: قولوا لي بالله عليكم لماذا تدخنون؟.

 

بعض المدخنين سيقول: التدخين رجولة، أقول: يا هؤلاء، الرجولة في رشاد العقل وسداد الرأي؛ قال الله: ? أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ? [هود: 78]، وهناك من يقول: أدخن إذا ضاق صدري؛ كي أروِّح عن نفسي، أقول: يا هؤلاء، أليس الأولى لتروح عن نفسك أن تذكر ربك القائل: ? أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ? [الرعد: 28]، والبعض يقول: أدخن كي أتسلى في غربتي، وبعدي عن أهلي، أقول: إن المباحات أمامك كثيرة لتسلي وقتك بها، والرياضات المفيدة للبدن كثيرة، فلماذا تضحك على نفسك؟! وهناك من يقول: أدخن مجاملة للرفاق، وهناك من يقول: أدخن لفرط إعجابي بفلان من الناس، فهو يدخن وأنا أتابعه، وأعمل على شاكلته، أقول: اسمع قول ربك: ? وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ? [الفرقان: 27 - 29]، وهناك من يقول: أدخن تهدئة لأعصابي، أقول: حسبك يا أخي، لا تكذب على نفسك؛ فإن أطباء المخ والأعصاب اتفقت كلمتهم على أن التدخين يسبب أمراضًا فتاكة مدمرة للأعصاب، منها مرض الهياج العصبي، وهناك مسكين يقول: تعلقت به منذ الصغر فعز عليَّ تركه، أقول: يا أخي، حاول ولا تيأس، واعرض نفسك على من يعينك من الأطباء، وغيِّر صحبتك، وجالس قومًا يذكِّرونك بالله، وستجد في مصاحبتك لأهل الله ما يعينك على الخروج من تأثير هذا الداء اللعين، وهناك مكابر عنيد يقول: أدخن لقناعتي بجدوى التدخين؛ فلا ضرر فيه، ولا عيب، ولا حرمة، أقول: كفاك دجلًا وكذبًا؛ فالتدخين ضار بالصحة ومحرم شرعًا، وهو عيب كبير؛ لذلك ترى المدخن إن كان من ذوي الأخلاق إذا سمع بقدوم والده في أول الشارع وفي يده سيجارة، فإنه يلقيها على الأرض، بل وحتى إذا مر عليه داعية من الدعاة، أو من يكبره سنًّا من ذوي الهيبة، فإنه يرمي سيجارته احترامًا وتقديرًا لهم، ولشعوره الداخلي بأنه يفعل شيئًا يعيبه ويشينه في عيون القوم.

 

أيها المبتلى بالتدخين:

تأمل يرحمك الله! ألا تعلم أن التدخين مخل بالكرامة والمروءة، والرجولة والشهامة.

 

إي ورب الكعبة!!

فإن شركات السموم التي تصنع السجائر وما يسمى بالمعسل يستخفون بأهلنا المدخنين، ويكتبون على منتجاتهم: التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة، ووالله إنهم لا يكتبون ذلك حرصًا على سلامة المجتمعات، وإنما يكتبون هذه الجمل استخفافًا وتهكمًا واستهزاء بالمدخنين؛ لأنهم لو حرصوا على سلامة المجتمعات لَما صنعوا هذه السموم وباعوها للناس.

 

أيها الناس:

إن التدخين حارق للبدن؛ فهو يضعف القلب، ويسبب مرض سرطان الرئة، ومرض السل، ومرض السعال، وكثيرًا من أمراض الصدر، والأطباء يقولون: إن نسبة كبيرة من مرضى السرطان أُصيبوا بهذا المرض بسبب الدخان، وأيضًا أمراض القلب والجهاز التنفسي، وكم من محتجز في المستشفيات نائم على الأسِرَّة البيضاء، والتدخين سبب دماره وهلاكه!

 

أيها الناس:

إن التدخين مدمر للمال، فكم أنفق الناس على الدخان أموالًا لو أُنفقت في محلها الصحيح لعمَّ الخير والرخاء، وما تسولنا على موائد الأمم في الفكر والسياسة والاقتصاد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

أيها الناس:

إن التدخين مدمر للمجتمعات؛ فهو يستنزف ثروة الأمة الإسلامية، وينقلها بكل سهولة إلى أيادي أعداء الإسلام، وهم بدورهم يقتلون إخواننا من أهل الإسلام بأموالنا التي تدفع لهم مقابل هذا الداء.

 

أيها المسلمون:

لقد أفتى العلماء الأفذاذ، وكذا المجامع الفقهية والعلمية بتحريم التدخين؛ لِما فيه من الأضرار الصحية والاجتماعية؛ ولقد قال الله تعالى: ? وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ? [النساء: 29]، ثم إن الدخان لا يقتصر ضرره على صاحبه، بل يتعدى ضرره إلى زوجته وأولاده، وأقربائه وجلسائه، وقد تقرر عند الأطباء ذلك، وهو واضح من تلوث الهواء بالغازات السامة التي تنبعث من السجائر والنارجيلة ونحوها، وهذا ما يسمى بالتدخين السلبي.

 

معاشر المسلمين:

لا يجوز للمدخن أن يهادي صديقه المدخن بالسجائر والنارجيلة؛ فرب العالمين يقول: ? وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ? [المائدة: 2].

 

أمة الإسلام:

اعلموا - رحمكم الله - أن بيع الدخان حرام، وترويج للفساد بين المسلمين، وإشاعة للمنكر بينهم؛ والله تعالى يقول: ? إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ? [النور: 19]، ومما ينبغي التنبيه عليه أنه يجب على أهلنا الطيبين مقاطعة المحلات التجارية التي تبيع هذه السموم للناس، وفي المقابل على أهلنا الطيبين أن يشجعوا المحلات والدكاكين التي تمتنع عن بيع الدخان، وذلك بأن يكثروا الشراء منها، وهذا من التعاون على البر والتقوى؛ قال تعالى: ? وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ? [المائدة: 2].

 

أيها المدخن:

يا من يريد دمار صحته
ويغوى الموت منتحرًا بلا سكين
لا تيأسن فإن مثلك واجد
كل الذي يرجوه في التدخينِ
قد أصبحت بجهلك لصانعي
تلك السموم خير معينِ
تعطيهم المال الذي لولاه لم
يجدوا السبيل لكيد هذا الدينِ
وتخون حق الله في الجسد الذي
لا يستبيح أذاه غير خؤونِ
ما كان إبليس ليدرك غاية
لولا غباوة حزبه المأفونِ
وبمن ينال مناه إن هو لم يجد
عونًا بكل مضلل مفتونِ
فاهنأ بما حققت للأعداء من
نصر وللشيطان من تمكينِ

 

عباد الله:

كما شخصنا الداء، فينبغي أن نصف الدواء، كما تحدثنا عن المشكلة، فلنتحدث عن حلها.

نعم يا سادة، فكما تحدثنا عن التدخين وحكمه ومضاره، فينبغي أن نتحدث عن وسائل علاج هذه المشكلة وحلها.

 

فأقول مستعينًا بالله تعالى:

إن هناك عدة وسائل لعلاج هذه الظاهرة الكارثية، أشير إلى بعضها إشارة خاطفة:

 

فمنها (مراقبة الله تعالى في السر والعلن): ومن ثمَّ يقوى الإيمان في القلب، فيسعى العبد للإصلاح من نفسه؛ فيبتعد عن المخدرات وأوحالها، متجهًا للطاعة بأنوارها.

 

ومنها: (الوعظ والتخويف من عقاب الله): فينبغي تذكير المدخن وتخويفه من غضب الله عليه، وهذا – والله - صنيع المسلم الغيور على دينه مع إخوانه المبتلَين بالتدخين.

 

ومنها (فرض عقوبة رادعة لتجار السجائر والمعسل والنارجيلات): وليكن الهدف من العقاب هو ردع كل مَنْ تُسَوِّل له نفسه أن يبيع هذه الأشياء، وليكن بمقاطعة محله التجاري، وليس التشفِّي أو الانتقام من صاحبها؛ فهو شخص مفتون بحب المال، ولم يفكر في طريقة اكتسابه.

 

ومنها (إصلاح الخطاب الإعلامي): إي والله! فالذي ينظر الآن على بعض الفضائيات، ومن يتصفح بعض الجرائد اليومية والأسبوعية، ومن يطلع على بعض المواقع الإلكترونية، يرى خطابًا واهيًا يساعد على نشر الفساد في الأرض، فقد صار المجرم والمدخن والحشاش هو البطل والقدوة!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

 

ومنها (تربية النشء على أخلاق الإسلام ومبادئه): فقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا))؛ [متفق عليه].

 

ومنها (مخالطة الصالحين، والتخلق بأخلاقهم):

فإن من أخلاقهم أنهم يصلحون في الأرض ولا يفسدون؛ ذلك لأنهم يعلمون أن الله جل وتعالى يقول لعباده: ? وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ? [القصص: 77]، ومن أخلاقهم البعد عن التدخين؛ لعلمهم أنه من الذنوب التي نهى الإسلام عنها.

 

عباد الله:

إن حلَّ ظاهرة التدخين وعلاجَها لا يقتصر على فئةٍ معينةٍ، وإنما يشمل جميعَ أفراد المجتمع؛ فالمسؤولية مسؤولية الجميع؛ مسئولية الأسرة، والمؤسسات الدينية، والإعلام، ومناهج التعليم، والأندية الرياضية، نعم والله، فكل فئة لها دور؛ وكما قال أجدادنا في المثل: (إن يدًا لا تصفق وحدها).

 

نعم يا سادة:

فإن الشباب هم مستقبل الغد، فإن لم يتكاتف الجميع لحمايته من هذه المؤامرة النجسة، لضاع مستقبل أمتنا وحاضرها وماضيها، وهذا ما يسعى إليه أعداء الإسلام منذ قديم الأزل.

مؤامرة تدور على الشباب
لتجعله ركامًا من ترابِ
مؤامرة تقول لهم: تعالَوا إلى
الشهوات في ظل الشرابِ
مؤامرة يحيك خيوطها
أعداء سوء في لؤم الذئابِ
تفرق شملهم إلا علينا
فصرنا كالفريسة للكلابِ

 

وفي الختام أهمس بكلمة في أذن أخي المبتلى بالتدخين، فأقول: أيها الحبيب: عُدْ إلى الله، حافظ على صلاة الجماعة، وابتعد عن صحبة الأشرار، واصحب الأطهار الأخيار، والجأ إلى العزيز الغفار، واعلم بأن الله جل وعلا لن يخذلك، ولن يخيبك، فما خاب من توكل عليه، ولجأ إليه، واعتصم به، وفوض أمره إليه.

 

فهيا أيها الحبيب اللبيب: عد إلى ربك، وانكسر بين يديه، وتُبْ إليه، وقِفْ ببابه، ولُذْ بجنابه؛ فهو القائل: ? وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ? [الشورى: 25].

 

وأخيرًا أقول: أخي المسلم المدخن، اعذرني إن جرحتك بكلمة في خطبتي دون قصد مني، وأعتذر لك إن وجدت في نصيحتي قسوة، غير أني أخوك أنصحك وأذكِّرك من باب قول الله تعالى: ? وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ? [الذاريات: 55].

يا أمتي إن قسوت اليوم معذرة
فإن كفي في النيران تلتهبُ



عباد الله:

تدبروا معي قول الباري جل وعلا: ? إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى * فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ? [الليل: 12 - 21].

 

أيها المسلمون:

? إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ? [الأحزاب: 56].

 

اللهم اجمع أهل مصر على قلب رجل واحد، ووحد صفنا يا رب العالمين.

 

اللهم وأبرم لهذه الأمة أمر رشْدٍ، يُعز فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر.

 

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


"
شارك المقالة:
30 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook