توسُّع الشعيراتِ النزفي الوراثي تشخيصه وعلاجه

الكاتب: د. ايمان شبارة -
توسُّع الشعيراتِ النزفي الوراثي تشخيصه وعلاجه.

توسُّع الشعيراتِ النزفي الوراثي تشخيصه وعلاجه.

التشخيص

قد يُشخِّص طبيبكَ توسُّع الشعيراتِ النزفي الوراثي HHT بِناءً على الفحص البدني، ونتائج اختباراتِ التصوير، وتاريخ العائلة. لكن قد لا تظهر حتى بعض الأعراض عند الأطفال أو اليافعين. قد يقترح طبيبكَ أيضًا الخضوع لاختبار جيني لتوسُّع الشعيرات النزفي الوراثي HHT؛ مما قد يُؤكِّد التشخيص المُشتبه به.

الفحوص التصويرية

في مرض توسع الشعيرات النزفي الوراثي، تظهر وصلات غير طبيعية تعرف باسم تسمى التَشوّه الشرياني الوريدي (AVMs) بين الشرايين والأوردة. تتمثل الأعضاء الأكثر تأثرًا بمرض توسع الشعيرات النزفي الوراثي في الرئتين والدماغ والكبد. لتحديد مكان التشوهات الشريانية الوريدية، قد يوصى طبيبك بإجراء واحد أو أكثر من فحوصات التصوير الآتية:

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية. تُستخدَم هذه التقنية في بعض الأحيان لتحديد ما إذا كان الكبد قد تأثَّر بالتشوُّهات الشريانية الوريدية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). قد يَطلب طبيبكَ إجراء فحص تصوير بالرنين المغناطيسي لدماغك بحثًا عن أي تشوُّهات في الأوعية الدموية.
  • دراسة الفقاعة. للكشف عن أيِّ تدفُّق دم غير طبيعي ناتج عن تشوُّهات شريانية وريدية في رئتكَ، قد يُوصِي طبيبكَ بإجراء مخطط صدى قلب خاص يعرف باسم دراسة الفقاعة.
  • مَسْح التصوير المقطعي المحوسب. إذا كشفت دراسة الفقاعة أنكَ قد تكون مصابًا بتشوهات شريانية وريدية في الرئة، فقد يطلب طبيبكَ إجراء تصوير مقطعي محوسب لرئتيكَ لتأكيد التشخيص وتقييم ما إذا كنتَ بحاجة إلى إجراء عملية جراحية.

العلاج

إذا كنت أنت أو طفلك مصابًا بتوسع الشعيرات النزفي الوراثي، فاطلب العلاج في مركز طبي لديه خبرة في علاج هذا الاضطراب. نظرًا لأن هذا الاضطراب غير شائع، فقد يكون العثور على اختصاصي في توسع الشعيرات النزفي الوراثي أمرًا صعبًا. في الولايات المتحدة، تُعيَّن مراكز التميز الخاصة بتوسع الشعيرات النزفي الوراثي بواسطة "مؤسسة علاج توسع الشعيرات النزفي الوراثي" لقدرتها على تشخيص وعلاج جميع جوانب الاضطراب.

الأدوية

يمكن تقسيم الأدوية التي تساعد على الحد من النزيف المصاحب لمرض توسُّع الشعيرات النزفي الوراثي إلى ثلاث فئات عريضة:

  • الأدوية المرتبطة بالهرمونات. من الممكن أن تكون الأدوية التي تحتوي على الإستروجين مفيدة، بَيْدَ أن لها آثارًا جانبية شائعة تصاحب الجرعات الكبيرة اللازمة منها. يتم أيضًا استخدام مضادات الإستروجين مثل التاموكسيفين (سولتاموكس) والرالوكسيفين (Evista) للسيطرة على مرض توسُّع الشعيرات النزفي الوراثي (HHT).
  • الأدوية التي تعوق نمو الأوعية الدموية. يتمثل أحد أكثر العلاجات الواعدة المستخدمة في علاج مرض توسُّع الشعيرات النزفي الوراثي (HHT) في بيفاسيزوماب (أفاستين)، وهو الذي يتم حقنه من خلال أنبوب يتم تركيبه في الوريد (أي من خلال الوريد). هناك أدوية أخرى تجري دراستها تعمل على إعاقة نمو الأوعية الدموية وتُستخدم في علاج توسُّع الشعيرات النزفي الوراثي. ومن أمثلتها البازوبانيب (فوترينت) والبوماليدوميد (بوماليست).
  • الأدوية التي تبطئ من تحلل الجلطات. يمكن أن يساعد حمض الترانيكساميك (Cyklokapron وLysteda) على وقف النزيف الشديد في الحالات الطارئة، ومن الممكن أن يكون مفيدًا إذا تم تناوُله بانتظام لمنع النزيف.

إذا كنتَ مصابًا بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، فقد يقترح طبيبكَ أيضًا اللجوء للأدوية البديلة للحديد والتي يتم حقنها عن طريق الوريد، وهي التي عادةً ما تكون أكثر فعالية من تناول حبوب الحديد.

العمليات الجراحية وغيرها من الإجراءات للأنف

يُعد نزيف الأنف الحاد إحدى أكثر علامات توسُّع الشعيرات النزفي الوراثي شيوعًا. ويحدث أحيانًا بشكل يومي، وقد يُسبب الكثير من فقد الدم لدرجة الإصابة بفقر الدم والحاجة إلى عمليات نقل دم متكررة أو ضخ الحديد.

قد تشمل الإجراءات الخاصة بتقليل تكرار نزيف الأنف وشدته ما يلي:

  • الاستئصال. يستخدم هذا الإجراء طاقة الليزر أو تيارًا كهربائيًّا عالي التردد لإغلاق الأوعية غير الطبيعية التي تسبب نزيف الأنف. ومع ذلك، عادةً ما يكون هذا حلًّا مؤقتًا، ويتكرر نزف الأنف في نهاية المطاف.
  • رقعة الجلد. قد يقترح طبيبك أخذ رقعة جلد من جزء آخر من جسمك، عادةً الفخذ، لزرعها داخل أنفك.
  • إغلاق فتحتَي الأنف جراحيًّا. إذا لم ينجح أي شيء آخر، فإن ربط السدائل الجلدية داخل الأنف لإغلاق الفتحتين دائمًا ما يكون حلًّا ناجحًا. يحدث ذلك فقط في الحالات القصوى عندما تفشل الطرق الأخرى.

الإجراءات الجراحية والإجراءات الأخرى للرئتين والدماغ والكبد

تتمثل الأعضاء الأكثر تأثرًا بمرض توسُّع الشعيرات النزفي الوراثي في الرئتين والدماغ والكبد. وقد تتضمن الإجراءات المتبَعة في علاج إصابات التَشوّه الشرياني الوريدي في تلكَ الأعضاء ما يلي:

  • الإصمام. في هذا الإجراء، يتم إدخال أنبوب طويل نحيف عبر الأوعية الدموية إلى المنطقة التي بها المشكلة، حيث يتم استخدام سدادة أو لفائف معدنية لمنع الدم من الدخول إلى التَشوّه الشرياني الوريدي، والذي يتقلص في النهاية ويتم الشفاء منه. عادةً ما يتم استخدام الإصمام من أجل علاج إصابات التَشوّه الشرياني الوريدي في الرئتين والدماغ.
  • الإزالة الجراحية. بالنسبة لبعض الأشخاص، يتمثل الخيار الأمثل في استئصال التَشوّهات الشريانية الوريدية الموجودة في الرئتين أو المخ أو الكبد بشكل جراحي. كما أن مكان التَشوّه الشرياني الوريدي، لا سيما إن كان في الدماغ، من الممكن أن يزيد من مخاطر التدخل الجراحي.
  • العلاج الإشعاعي التجسيمي. يتم استخدام هذا الإجراء لعلاج إصابات التَشوّه الشرياني الوريدي الموجودة في الدماغ. إنه يستخدم أشعة إشعاعية من العديد من الجهات المختلفة، والتي تتقاطع جميعها عند مكان التَشوّه الشرياني الوريدي لتقضي عليه.
  • زرع الكبد. نادرًا ما يكون علاج إصابات التَشوّه الشرياني الوريدي التي تصيب الكبد متمثلًا في زراعة الكبد.
شارك المقالة:
87 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook